العميد الطاهر ابو هاجة المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة هو أحد الضباط المنتدبين أو قل الملتحقين بالجيش فنيا (بعد الكُبر) لذلك هو أقرب للمدني من انه ضابط جيش، ويظهر ذلك جليا في عدم إلتزامه بالتراتبية العسكرية المنضبطة والتي هي أكثر ما يميز الأجهزة النظامية من غيرها، يقوم ابو هاجة بأدوار توازي دور القائد العام في كثير من الأحيان، فهو لا يعطي أدنى إهتمام للرتب العليا فتجد تصريحاته السياسية أكثر من أعضاء المجلس السيادي العسكريين.. ابو هاجة الآن هو ثالث أثنين (البرهان وحميدتي) من حيث الحديث والتصريحات وممارسة السياسة، وأيضا هو يتحدث اكثر من الناطق الرسمي للجيش والذي يعتبر لسان القوات المسلحة المعبر عنها ولكن العميد الطاهر تخذ هذه الصفة واخذ معها أيضا دور لا يمثله حتى أعضاء المجلس السيادي الآخرين.. فصفة المستشار لا علاقة لها بالحديث والظهور الإعلامي بل هي في حدود تقديم الإستشارات وتنظيم عملية ظهور القائد إعلامياً وترتيب اللقاءات وتحليل ردود الأفعال وتقديم نصح عن نوعية الخطاب في الزمان والمكان المناسب.. في الجيش لا يمكن لأي رتبة أقل أن ترد على رتبة أعلى حتى داخل ثكنات الجيش ناهيك عن ذلك إعلاميا ولكن ابو هاجة لا يتقيد بذلك فهو بكل تأكيد لديه إشارة خضراء مفتوحة من البرهان بأن يقول ما يشاء وهذا إن احسن فيه الظن ولكن الأقرب أنه يقول ما لا يستطيع البرهان قوله علنا فينوب عنه في القول والرد حتى على الرتب القيادية العليا بلا تردد أو وجل.. وهذا لا يحدث إلا في ظل وجود حماية قوية. رد العميد الطاهر ابو هاجة إعلاميا على حديث الفريق ياسر العطا المتعلق بلجنة التفكيك والتي أنصف فيها العطا أعضاء اللجنة على الهواء مباشرةً فرد عليه ابو هاجة وأنتقد حديثه بل ارسل له صوت لوم مبطن، وهذا في الجيش يعتبر حرام شرعا ولكن للعميد قوة تحميه وسند قوي يجعله يقف على خط واحد كتفا بكتف مع الفريق بل ليس فريقا فقط في الجيش بل عضوا بالمجلس السيادي والذي يعتبر العضو فيه رئيسا للجمهورية وقائدا للجيش لا يستطيع حتى من يحمل رتبة الفريق الأول من غير أعضاء السيادة الرد عليه أو الوقوف أمامه دستوريا. ولكن يقول البعض من داخل قيادة الجيش أن العميد المقرب من البرهان يهابه الجميع بما فيهم أعضاء السيادي ورئيس الأركان وقادة الجيش، لا لقوة شخصيته أو رتبته ولكن لمنصبه السياسي ويده الطويلة التي يطلقها له البرهان حتى أصبح يرفع أصبعه في عين (اتخن تخين). كان رده على ياسر العطا وصمت البرهان وبقية أعضاء السيادي علامة استفهام كبيرة مما يؤكد أن أعداء الثورة وبقايا النظام البائد من العسكريين قرروا توجيه ضربات للعطا الذي يتفوق عليهم بالمواقف المشرفة وقول الحق بلا مهادنة أو خوف، وتقول بعض التسريبات بأن العطا كان ضد الانقلاب وقد اعترض كثيرا على الخطوة داخل اجتماعات المكون العسكري التي كان يخطط فيها للانقلاب، ولازال للعطا موقفا ثابتا ضد ما حدث وصل لدرجة تغيبه وعدم حضوره لإجتماعات المجلس السيادي واكتفى فقط بحضور اجتماعات المكون العسكري المنفردة. تمنع الضوابط العسكرية ياسر العطا من الخروج ومخالفة التعليمات وحتى التصريحات والكشف عما حدث سابقا وما يحدث حاليا لأن المنظومة العسكرية تختلف عن المؤسسات الحزبية التي تتمتع بديمقراطية تتيح لأي عضو الحديث علنا وحتى التحالفات تظهر للآخرين من غير ممارسي السياسة بأنها خلافات لكن هي اختلاف في وجهات النظر ولا تمثل تشاكس، لذلك فإن كان المكون العسكري بشكله وممارسته وخلافاته حزبا سياسيا مدنيا ديموقراطيا لتفرق أيدي سبأ قبل الانقلاب.. ولكن التعليمات والانضباط العسكري تمنع العضو من الحديث. ولكن بعد نهاية هذا الانقلاب وذهابه ستخرج الكثير من الروايات للعلن من قبل بعضهم البعض وقريباً سنرى.