يا استاذ محمد عودو كتبت لنا عن مظالم دارفور التاريخية وان سلام جوبا هو الحل الناجع لتلك المظالم .. … سلام جوبا لن يحل مشكله دارفور يا عودو لان المشكلة في انسان دارفور،، … الدارفوري لم يعرف أي معنى للتمدن والتحضر ،، لأن دارفور ليس لها أي إرث حضاري تستند عليه ، كما هو الحال في السودان القديم .. … المجتمعات الدارفوريه،، مجتمعات بدائيه تتحكم فيها القبليه ، والاقتتال القبلي السرمدي والصراع على الموارد .. الكل يريد أن ينهب موارد وممتلكات الغير والقبائل الأخرى ، لأن ذلك هو أسهل اسلوب للرزق والكسب المادي، ولهذا السبب انتشر النهب المسلح وسرقة ممتلكات الغير َمن اراضي وانعام ومحاصيل زراعية واموال .. … النهب المسلح والقتل والاغتصاب هو نهج حياة الدارفوريين الذي رضعوه من ثدي امهاتهم منذ الأزل ولن تسطع اي حكومة مهما بلغت امكانيتها تغيير ذلك ،، حتى وان تم صرف بلايين الدولارات لتنمية الاقليم ،، لأن كل مايتم إنجازه من بنية تحتيه او حتى مصانع ومشاريع زراعية وكباري ومستشفيات ومنتجعات سياحية سيتم نهبها وتدميرها ودونك ما حدث لممتلكات (اليوناميد) التي نهبتها حركات الارتزاق الدارفورية المسلحة . … يا استاذ محمد عودو من تطلقون عليهم الجلابه وناس (الشريت) النيلي ،، بنوا مساكنهم ومدارسهم ومزارعهم ومساجدهم وعلموا أبنائهم بالعون الذاتي والتضحيات الجسام وسياسة التكافل فيما بينهم ،، .. هذه الثقافة وهذا النمط في أسلوب الحياة لا يوجد البتة في المجتمعات القبليه الدارفورية. …. يا استاذ محمد عودو توجد في دارفور اكثر َمن 85 حركة مسلحة إضافة إلى جيش جنجويد الريزيقات والكل يحمل غل واحقاد تاريخية ضد من تسمونهم بالجلابة العنصريين مما يجعل التعايش السلمي بين الدارفوريين وأهل السودان القديم ضربا من المستحيل ….. .. خاضت حركاتكم المسلحة حرب ضروس ضد جيش السفاح المخلوع ومليشيات الكيزان (وكان الدارفوريون جزءا منها) ، وهزموكم شر هزيمة ،،، وتشتت شملكم ومارس ما تبقى من جيوشكم الارتزاق في دول الجوار وهرب قادتكم الي أوروبا ودول الخليج واستقروا فيها بدعوى اللجوء السياسي .. …. بعد مهزلة جوبا انكشف امر من سموا انفسهم بحركات الكفاح المسلح ،، تركوا أهلهم في المعسكرات وتناسوا معاناتهم وتفرغوا لاشباع رغباتهم ونزواتهم الذاتيه ، سكنوا القصور وامتشقوا الفارهات واعتلوا المناصب السياديه ومارسوا المحسوبيه الفجة ،، جلبوا أبنائهم وذوي القربه واغدغوا عليهم المال والاعفاءات الجمركيه وتم توظيفهم في المرافق الحكومية دون أي مؤهل علمي…. … الشرخ الاجتماعي والسياسي والتقافي بين دارفور والسودان القديم كبير جدا لا يمكن رتقه ،، ولا حل سوي فصل دارفور عن بقية السودان ،وأعلان قيام دولة أو سلطنة دارفور ، عسى ولعل ان يرتقي الدارفوريون الي مستوى المسؤولية ويتولوا امر بلدهم دارفور .