(1) في 24 ابريل 2018م كتبت مقالاً تحت عنوان(ليلة القبض على البشير .. صلاح قوش رئيساً انتقالياً). في ذلك المقال ذكرت ان صلاح قوش لن يغفر للبشير إهانته له. و ان أتيان البشير بقوش كان بغرض إسكات الأصوات الرافضة لإعادة ترشحه في داخل حزب المؤتمر الوطني. الا ان في الخطوة مخاطرة كبيرة ، وشبهتها بمن يأتي بذئب صغير لتخويف أطفال الجيران ، وما ان يشتد عود الذئب يأكل صاحبه. أتصور ان جل ما ذكرته في ذلك المقال المتواضع قد تحقق بعد عام فقط ، اي عند السقوط الشخصي للبشير. أقول (السقوط الشخصي)؛ لأن قادة النظام أرادوا إستبدال جلد نظامهم بإبعاد البشير وحده (ثم إعادة تدوير نفايات العقود الثلاث) ، لكن السيل قد جرفهم جميعا ، رغم محاولات الإمسكاك و التشبث بكل ما هو هش وقذر بغية البقاء . ذلك يتمظهر في الفتن والنزاعات القبلية ، إغلاق الميناء والطرق القومية ، خطاب الكراهية ، قتل ودهس المتظاهرين السلميين العزل وغيرها من موبقات هذه الأيام.
(2) في وسط السودان ، حيث بواكير صبانا المعافى من الحقد و الأنانية و الإنقسام (على الأقل بشكله الحالي) ؛ الكثير عن أساطير البعاتي . بالبعدين الزماني و المكاني ؛ فإن معظمها قد غادرت الذاكرة إلا أنني مازلت أذكر النصيحة التي توصي بعدم إعادة ضرب البعاتي حتى لا تعود إليه روحه. لذا فلا يضرب البعاتي غير مرة واحدة – شريطة ان تكون ضربة قاضية . وهو ما فعله شعبنا ، رغم فرفرة "البعاعيت" هنا وهناك . لا أدري ان كانت أيام صبا الوسط ستؤهلني لأكون ضمن (أصحاب الإمتيازات التأريخية) كما يتشدق البعض في هذه الأيام ضد أناس لم تنقصهم غير الغابات للتمرد من أجل مجابهة سياسات التدمير التي مورست ضد مزارعهم ومضاعفات بلهارسيا التي تفتك بأطفالهم.
(3)
هنالك تضليل كبير مارسه الإنقاذ و أتباعه عن (القدرات المزعومة) لمدير جهاز الامن السوداني صلاح قوش. صلاح ليس ذكياً كما انه غير احترافي. المؤهل الوحيد الذي يمكن لمعجبي قوش التبجح به انه خبيث وشرير ولا يؤمن بحساب المحشر أو العقاب . من المضحك ان يكون بيننا من يصدق فرية تسليم السيد صلاح قوش معلومات إستخباراتية حساسة عن الاسلاميين الي المخابرات الغربية إبان الحادي عشر من سبتمبر. ما سلمه قوش في رحلته المكوكية للولايات المتحدة لا تمثل غير (عناوين) فقط لملفات إستخباراتية عند الأطراف الاخرى . قد دُهش الجانب الغربي لضحالة ما لدي مدير جهاز أمن السودان من معلومات. لكن المؤكد ان السيد صلاح قوش قد ورط السودان من حيث لا يدري. لذا على الناس ان يتكرموا بالكف عن الحديث حول احترافية أو مهنية الاخ الفريق أول صلاح قوش .
(4) جاء في الأخبار ان المدير الأسبق لجهاز الامن صلاح قوش سيعود الي السودان في الخامس من نوفمبر الحالي. وصلاح الذي يعيش في كنف مخابرات دولة مجاورة لم ينقطع عن السودان ، فهو وراء كل مظاهر الفوضى والتخريب المذكورة آنفاً . وهو الراعي والداعم لقوات الصمود الإنفصالية والتي اعلنت عن نفسها. سيكون هدفه المركزي هو تقسيم البلاد الي دويلات وكانتونات متناحرة ومتحاربة. صحيح ان الدور المصري عربياً افريقياً وعالمياً قد تقزم بسبب غياب الديمقراطية هناك وبسبب سياسات الفهلوة (التي لا تصلح في العلاقات الدولية. والتي لا تعمل في غير مسارح القاهرة لو كانوا يعلمون). لكن السؤال الذي يمكن طرحه على اخوتنا واشقائنا في شمال الوادي ؛ ما هي المنافع الإقتصادية والإستراتيجية التى تعود الي مصر من تقسيم السودان ؟! . الا يكون تقسيم السودان وبالاً على مصر ؟؟ . بحول رب (محمد عثمان وردي، الفريق ضرار أحمد ضرار، يوسف كوة مكي ، احمد إبراهيم دريج ، محمد أبكر نيام، الجمالي حسن جلال الدين ، وجدي صالح ، أزهري فاشر عبدالرحمن ، فدوى عبدالرحمن علي طه) وشباب الثورة السودانية الأحياء منهم والشهداء وغيرهم من بنات وأبناء الوطن سيبقى السودان واحداً وموحداً . وسيصبح مدنياً ديمقراطياً يحتضن جميع بناته وابنائه بين أرجائه وتحت سمواته.
فليأتي البعاتي ليتم كنسه مع من تبقى من الأبالسة. هي ثورة حتى النصر !! .