لم يتغير واقع الحال بل مشينا للأسوأ وضاعت كل ملامح هويتنا وركبنا موجة الضياع وما عدنا نستبصر نور ولا في أفق صباحنا امل ولافي ليل اسانا من سلوى ، لقد صار ماضينا في دهاليز نفق مظلم افترضنا ان في نهايته نور وآخره ملاذ لخطي سنواتنا الجافة ولكننا وجدنا جحيم ونهاية مسدودة استنزفت كل يقين وحطمت كل تجلد واحالت كل مني الي أشلاء ممزقة ، واحتضنا بؤس المرض وفاقة العوذ ورجعنا بتيه الخطى مشتتي الفكر ومجهولي المصير تتراي لنا سراب ايامنا اطغاث نراها في أفق العجز بعيدة. لقد عدنا بغفار الحصاد وسراب المحصول نلعن فردوسنا المفقود ونحاول جبر خواطرنا المتعبة من مشاوير الهم والحزن لم نحصد شيء غير فاقة عطلت كل شي وشتات سيطر على كل شيء ووعود كاذبة لم تنجز فتات شيء ، أغلق العجز خطي حاضرنا ولفت الحسرة خبايا امسنا وتهنا ، ما بين تلكو الساسة وهنبتت العسكر فضاع الوطن ما بين شد الكراهية وشتات واختلاف الساسة ، والديمقراطية المنكوبة أظهرت الممارسة الحقيقة لوجه الغل وبغض الاخر فبانت هوة الاختلاف وسجامة التجربة وانتهازية الأحزاب وخرابها فتعطلت الحياة ووقفت في جمود تام كل عملية الانتقال السياسي ليمرح العسكر بعد انشغال الأحزاب في التجاذب وكنس المغانم والركض بنهم خلف السيطرة على السلطة والثروة فضاعت وقبرت التجربة قبل نضوجها واجهضت قبل اكتمال جنينها لتترك واقع سجم وألم فاطر وحسرة قاتلة ، لا زالت احزابنا عاجزة عن فهم معادلات السياسة والرشد في استخدام ادواتها فهي غير مبنية على فكر وهي لا تعرف ممارسة الديمقراطية داخلها فكيف تمارسها مع غيرها. وخزة الثروات المهدرة والمغتصبة من باطن أرضنا جعلت اللصوص اصحاب نفوذ وسطوة ومن الجاهل سلطان ومن السياسي ماخور يبيع شرف مبادئه من أجل بريق ذهب مسروق متى يصحى الغافل.