* في الأخبار المتداولة أن هنالك مجموعة باسم (كيان الوطن) يقودها ناطق رسمي سابق لبعض المليشيا المتأسلمة التي يسمونها (الجيش) زوراً.. هذه المجموعة أعلنت عن تنظيمها في مؤتمر صحفي أول أمس وتم اعتقال قائدها العقيد الصوارمي خالد (إذا صحت الأنباء)؛ فقد علمتنا الحياة مع (الكيزان) ألا نصدق كل ما نسمعه.. فهم الأصدق في صنع الأكاذيب وصنع الملهيات..! * في بيان للكيان أعلاه؛ وردت هذه الفقرة: (إن كيان الوطن تجمُّع يعبِّر عن آمال وأشواق أهل الإقليم الأوسط والشرقي والشمالي وإقليم كردفان، الأقاليم التي وقع عليها الظلم والتهميش جراء اتفاقية جوبا، الأمر الذي حدا بشعوب هذه الأقاليم للتعبير عن رفضها لتلك المظالم).. ويمضي البيان بالقول: (ولما كانت البلاد تعج بعديد الجيوش لم يكن هناك بد من اللجوء لعمل التوازن حتى تعود الأمور إلى نصابها؛ وذلك بتجميع قوات من هذه الأقاليم؛ والتي هي موجودة أصلاً حماية للأنفس والأرض والعرض). * وختم البيان سطوره بعبارة (الله أكبر والعزة للإسلام..الله أكبر والعزة للسودان) وهي عبارة (أكل العيش) التي ظل يتخذها تجار الدين المستهبلين (عِدَّة شغل) لدغدغة مشاعر الدهماء والجهلة..! * مهما يكن الظلم طاغياً على بعض الولايات في اتفاقية جوبا الكارثية؛ فإن كياناً يؤسسه أمثال الصوارمي لمناهضتها سيضيف كوارث أخرى لذات الأقاليم التي يدَّعون الرغبة في إنصافها.. لقد ظل هذا الصوارمي تحت خدمة (الكيزان) لزمان طويل.. فمن غيرهم حوَّل أقاليم البلاد كلها إلى خراب ومسارح (أسطورية) للإجرام باسم الدين وتارة باسم الوطن؛ وحتى باسم (غزة)! ويا للعجب.
* الثقة في رأس هذا الكيان ضرب من الخبل؛ وقد تتوفر هذه الثقة لدى بعض البسطاء ممن يسهل خداعهم.. فالرأس المذكور صار الجيش في سنوات خدمته (مليشيا) تتبع للتنظيم المتأسلم الإرهابي وهو ساكت.. بلغ الوهن بهذا الجيش مبلغاً عظيماً وهو ساكت.. أبادت مليشيات الحركة المتأسلمة الشعب وهو ساكت.. تم إحراق رواكيب وقطاطي الفقراء بمن فيها وما فيها وهو ساكت (بشهية مفتوحة للترقي)!! هل يمكن لشخص بمواصفات كيزانية (خالصة) أن يُرجى منه خيرٌ أو عدلٌ ولو تحوَّل لسانه إلى مصحف..؟ مع ذلك (عينه قوية) وهو يسعى إلى تأسيس مليشيا جديدة لتكون جيشاً يضاف للكيانات الفوضوية المدمرة التي يئن بها السودان.. ولو كان للمذكور ذرة من عقل أو شجاعة لسعى وهو في الخدمة إلى الجهر بالحق في وجه قادته (الكيزان) الذين احتكروا القوات باسم تنظيمهم البربري المأفون؛ وهو تنظيم بينه وبين تكوين المليشيات (غرام) جارف.. فالمعروف عن المتأسلمين كرههم لأية قوة تمثل قومية البلاد (جيش نظامي) بل كرههم للوطن نفسه؛ فالوطن بالنسبة لهم هو (خزائنهم) وأملاكهم.. هؤلاء أسوأ مما نتخيَّل.. كذلك يكرهون (دولة القانون والعدالة) لأنهم (ناطقون باسم الله) وحتى إجرامهم باسمه..! فأي قانون أصغر منهم كما يظنون.. بمعنى آخر فإن جميع الخلائق في كوكب الأرض شيء و(الكوز) شيء آخر لا مثيل له..! * حركة (كيان الوطن) تمثل قائد الانقلاب نفسه عبدالفتاح البرهان؛ وتمثل توجهاته وآماله.. وحينما نشير للبرهان نتذكر أنه لا فرق بينه وبين الصوارمي أو عمر البشير؛ علي كرتي؛ كباشي؛ قوش.. الخ، فالمشرب التنظيمي القذر (واحد) لهؤلاء.. وطريق الثورة أيضاً (واحد) لوقف عبث وملهيات هذه الجماعة التي شذت في الكبائر. أعوذ بالله الحراك السياسي