بعد عودتي من الولاياتالمتحدةالامريكية العام الماضي بعد غياب اكثر من عقدين ، تم إعتقالي بعد إسبوعين فقط من تاريخ وصولي.. كانت المجموعة تتكون من سبعة افراد بزي مدني مسلحين ببنادق كلاشينكوف. لحظة الإعتقال كان معي صديقين ، اعتقد وجودهم اربك الخطة ، فبعد ان نزلت معهم إقتادوني راجلاً الي شارع الجريف الذي يبعد من مكان السكن 200 متر. اجلسوني في كرسي ببرندة احد المحلات، وبدأوا مرتبكين، حيث عرفني احدهم بأنه ملازم اول ، فبدأ يبتعد قليلا وهو يتحدث في هاتفه المحمول. قلت له لماذا انا جالس هنا.. فقال : "في قوة تانية ح تجي تاخدك" كنت مصر علي معرفة الجهة التي يتبع لها بلا جدوى ، ثم سألت علي امر القبض الصادر من النيابة، فكان رده .. موجود ح اوريك ليهو..لم اره حتي تاريخه. بدأ إستعراض العضلات.. قال لي "نحن متابعينك من فترة ، اغلب وقتك بتكون في المايقوما بس ما قادرين نحدد موقعك لأنك بتكون برة الشبكة. الليلة من الصباح عملت تلاتة مكالمات ، شرح لي ما دار في الثلاث مكالمات ، وكانت مع ثلاثة اشخاص مختلفين احدهم خارج الخرطوم. ايقنت تماماً انهم يتنصتون علي المكالمات ، وكأن اجهزتهم علي قارعة الطريق. ايّ والله هذا ما حدث بالضبط.. بعد ما يقارب النصف ساعة جاءت عربة بها ثلاثة افراد إستلموني واخيراً كانت الوجهة الي المعلوماتية ببحري جوار مركز السكري. عندما نتحدث عن ضرورة تفكيك بنية النظام البائد العسكرية ، والامنية بإرادة الشعب مهما كلف الامر ، يصفنا البعض بالغلو ، والشطط ، كنا ندرك تماماً ان التساهل ، والتردد ، والضعف سيقودنا الي حتفنا جميعاً في ذلٍ ، وإنكسار. حدث هذا وكانت حكومة الثورة بقيادة حمدوك عسل علي لبن مع لجنة المخلوع الامنية ، من سخرية الاقدار كان لحمدوك خطاب في نفس الإسبوع ، فورد في حديثه انهم يعملون بإنسجام ، وتناغم، ساعتها شعرت بغبن لا تحده حدود ، وشعور بظلم في عهد ضحينا لأجلهه بأغلى ما عندنا، ولم نبخل. إستمعت لحديث للأستاذ خالد سلك يتحدث عن الدعم السريع بخوف ، ووجل ، ولسان حاله علينا الإستسلام لهذه المليشيا التي تمتلك السلاح ، والمال ، ولها تحالفات داخلية ، وخارجية ، وتُقدر قواتها بالمائة الف جندي. لأثبت لكم ان حديث الاخ سلك حديث ضعف لا استثني منه احداً ممن هم تصدروا مشهد الثورة ثم كانت هذه التشوهات التي قادت الي الإنقلاب. عند زيارة الاخ سلك الي الولاياتالمتحدة تحدث في ندوة بفلنت بولاية ميشغان قطعت مئات الاميال لأحضرها بعد سقوط النظام ، لنسمع ما يسر ، ويملأنا بالطمأنينة. كانت من نصيبي مداخلة.. فسألته عن ما هي التدابير ، والخطة لإصلاح المؤسسة العسكرية. تحدث الرجل حديث العارف ، الواثق ، فكان رده ان كل الامر تحت السيطرة ، وقد وضعت الخطط ، والتدابير. كانت فجيعتنا ان اوكلوا إصلاح المؤسسة العسكرية ، والامنية ، وجهاز الشرطة للمكون العسكري (لجنة المخلوع الامنية) وهذا بنص دستوري نسبوه زوراً ، وبهتاناً الي الثورة. كسرة.. إن بلغت قوة مليشيا الكيزان التي يقودها البرهان ، من كتائب ظل ، وامن شعبي ، وطلابي ، ومليشيا الجنجويد التي يقودها حميدتي مليون جندي لا يمكن ان تقف امام إرادة الشعب السوداني. كسرة ، ونص.. لا تستغربوا إن امتلكت مليشيا الجنجويد احدث اجهزة المراقبة ، والتجسس ، أنها علي قارعة الطريق ، واجزم ان هناك جهات مدنية في السودان تمتلك اجهزة تنصت. كسرة ، وتلاتة ارباع.. الفيهو السودان دا إسمو مولد.. اخيراً.. قلناها مليون مرة ، المنطق المنمق بالعبارات السياسية ، حيث التنازلات ، والخوف من الإنزلاق ، والإنهيار ، ظاهره المصلحة العليا ، وباطنه ضعف، وتردد ، وخنوع، وهرولة. الخلاصة.. لطالما سالت دماء ، فلا نبالي في ان نسقط جميعاً حتي تُفرض إرادة الشعب ، والثورة في كل شبر في ارض هذا الوطن رغماً عن اعداء الثورة، والتغيير و ب(التي هي اكعب) ايّ سُعال؟ [email protected]