لا اصدق انه لا يزال هناك سوداني واحد موهوم ، او مُغيب لهذه الدرجة التي تجعله يعتقد ان لدينا جيش سوداني مهني محترم. البعض يتهمنا بالحقد علي الجيش ، وتدفعنا الكراهية ، والغيرة ، وذهب بعض شحيحي الانفس يرون في كتاباتنا تصفية للحسابات لمجرد ان غادرنا الجيش. السؤال.. ايّ جيش تحملنا الكراهية عليه، ومن هم تحت خدمته يعانون العوز ، والفقر ، والحاجة ، لدرجة دفعت البعض من ضباطه ، ليتنازل عن رتبته ليصبح ضابط صف ، او جندي لأجل يجد لنفسه فرصة في الإرتزاق ، في حرب اليمن ، في ظاهرة لم ، ولن تتكرر في تاريخ الامم منذ الخليقة الاولى. ام ذلك الجيش الذي يعمل ضباطه طُلب باليومية بعد الدوام ، وعمال سباكة ، وافضلهم حالاً سائق لأوبر؟ والكثيرين تمتلئ بهم الحراسات ، والسجون ، وهم لا يزالون تحت الخدمة ، والقيادة لا تعلم عنهم شيئ ، في قضايا مالية تتعلق بشيكات ، حيث أجبروا علي دخول السوق لإيجاد فرص عيش اخرى. ما حدث للجيش هو منهج تم رسمه ، ووضعه بعناية.. المؤسف بالامس خرج علينا قائد مليشيا الجنجويد حميدتي بعد احداث بليل ، ليحدثنا عن هيبة الدولة ، ومحاسبة المجرمين ، حيث نسى نفسه انه هو المجرم ، والقاتل. الطبيعي لو ان هذه البلاد بها جيشاً محترماً لخرج علي الناس ، بعد ان يفرض الامن ، وهيبة الدولة ، ويطمئن الناس في مساكنهم ، وقراهم ، ومزارعهم. اقرأ الفقرة القادمة بعناية .. في تسجيل صوتي لأحد قادتنا الاجلاء ، وتجربته العريضة في دارفور بكل تفاصيلها العقيد معاش ع.ب ذكر انه جمعته عملية مشتركة بين الجيش ، ومليشيا حرس الحدود ، بحكم انه ركن عمليات في المنطقة. بعد إنتهاء المامورية قام بجمع كل ما بيد افراد الجيش من غنائم ، كعرف ، وادب ، ومنهج اصيل انها مال عام ، وغير مسموح بالتصرف فيها بواسطة الافراد ، وتُعتبر محرمة حرمة مغلظة ، وهذا ما توارثناه كعسكريين مهنيين ، ومحترفين. قال سعادته عندما اراد جمع الغنائم طرف افراد المليشيا رفضوا رفضاً قاطعاً ، وكانت فيها عربات ، واجهزة ثريا ، و اسلحة ، ومتعلقات عسكرية ، وخاصة كثيرة. قام برفع الامر الي القائد ، وهذا واجبه ، والتراتبية تحتم عليه ذلك. كل هذه الاحداث دارت قُبيل صلاة المغرب .. لحدي هنا تمام التمام.. في هذه الاثناء إستمع سعادته لمكالمة يستقبلها القائد ، حيث مكتبه يلاصق مكتب القائد ، فبدأ القائد موجة من الإعتذارات ، والتبريرات بشدة، علي ما حصل. بلغة الجيش "خرتنة شديدة" تتخيل مع من كانت هذه المكالمة عزيزي القارئ؟ كان طرف المكالمة من الطرف الآخر وزير الدفاع المأفون عوض إبن عوف.. تخيل يا مؤمن مشكلة تدور احداثها في اقل من ساعة زمن في اقصى اقاصي البلاد ، فيتدخل فيها وزير الدفاع بشكل مباشر في إتصال بقائد وحدة تتبع لفرقة مشاه. هذا إن دل يدل علي النفوذ الذي تتمتع به المليشيات ، والتي لدى اصغر قادتها خطوط مباشرة مع قادة الدولة ، والجيش. ملحوظة.. غياب الجيش عن ايّ حدث في البلاد هو مصطنع لأجل ادوار تلعبها المليشيات. اجزم ان قائد اقل تشكيل لمليشيا في اصقاع السودان له إتصال مباشر بالبرهان ، وكل من له صلة بالقيادة. من يعتقد ان كشف المطلوبين للجنائية الدولية كان إعتباطاً فهو واهم . منذ العام 2004م لم يعمل البرهان عملاً مهنياً ، محترفاً ، بل ظل طيلة هذه القترة بين الجنجويد ، والمليشيات. ما يعني ان البرهان جنجويدي اكثر من الجنجويد انفسهم.. العالم بأسره يعرف ، ويعلم المنهج الذي اداروا به الدولة السودانية ، وكيف إختطفوا جيشها ، إلا نحن اصحاب المصلحة "نايمين في العسل". ويردد البعض عبارة ممجوجة ، الجيش خط احمر ، في بلاهة متناهية الغوغائية ، والغباء. كسرة.. تطيروا السماء تركو في الواطة مافي مليشيا بتحكم دولة.. كسرة ، ونص.. خرج علينا الجنجويدي في عباطة جديدة وحدد المشكلة في تصوير بعض الاحداث كجزء من المؤامرة ، في نفس ذات الوقت الهجوم كان ممنهجاً ، واظهرت الفيديوهات العشرات من افراد مليشياته تقوم بالقنل ، والحرق. كسرة ، وتلاتة ارباع.. الجنجويد اصبحوا دولة ، يعني يقتلوك ، ويمشو في جنازتك.. مشهد مُقرف ، يدعو للغثيان.. اخيراً.. برضو عندنا جيش خط احمر .. لا يضمن اقدم ضابط فيه ، او احدث جندي سلامته ، حيث يمكن لأي قوة من مليشيا الجنجويد القبض عليه ، وربطه بالحبال ، وضربه ، ورفعه كالخروف علي ظهر التاتشر. تصدق يا مؤمن إنو احكام القضاء لا تسري علي الجنجويد والجنجويدي يعتبر نفسه فوق "القانون"؟ .