كمال كرار الإنقلابيون يسافرون باسم مجلس السيادة، ويشاركون في المؤتمرات، ويقابلون السفراء والأجانب تحت هذا المسمى، ومجلس السيادة نفسه هو جسم سياسي، ومن بعد هذا كله يقولون أنهم خرجوا من السياسة.. لا بالله.. وتصدر القرارات الموقعة من قائد الانقلاب وصفته السياسية رئيس مجلس السيادة، ويعاد تعيين الكيزان في الوظائف بنفس الصفة، وتعين مجالس إدارات الجامعات وعلى رأس كل منها كوز مصلح أو كوزة مصلحة، وتعدل القوانين لمصلحة تعزيز مصالح الرأسمالية الطفيلية وكلها من تحت رأس الجنرالات بصفتهم السياسية، خرجنا من السياسة؟ لا بالله.. ويجلسون على منصة الاتفاق الإطاري كطرف موقع عليه، والانفاق نفسه سياسي ثم يقولون خرجنا من السياسة، لا بالله؟.. ويجلسون في القصر الجمهوري وليس الثكنات ثم يقولون خرجنا من السياسة، لا بالله؟.. ويطوفون على المشايخ والعمد والنظار لا لجمع التبرعات من أجل تحرير حلايب بل لكسب التأييد السياسي ثم يقولون خرجنا من السياسة، لا بالله؟.. ويصرفون مرتباتهم وامتيازاتهم ومخصصاتهم ويركبون عرباتهم الفارهة بصفتهم السياسية ثم يقولون خرجنا من السياسة، لا بالله؟ والكلام أيضًا للسدنة والتنابلة وعملاء السفارات والبنك الدولي الذين يقولون للشعب أنهم سينهون الانقلاب والعسكر سيخرجون من السياسة، وهم يكذبون عمدًا لأنهم (دافننو سوا) معاهم والحكاية حكاية مناصب ونفوذ مالي وسياسي واجتماعي، وكلهم يعرضون الثورة للبيع في سوق المخابرات… الشعب يسمع ويرى ويعرف كل الخونة بالكاكي أو بالملكي والحساب العسير قادم.. طلعنا من السياسة؟ ستطلعون وتذهبون لمزابل التاريخ بالثورة وليس المساومة. وأي كوز مالو؟ الميدان