عادة عندما يشعر الناس بالحزن لا يفعلون شيء أكثر من البكاء على حالهم ، أما عندما يغضبون فإنهم يحدثون تغييرا. – مالكوم إكس كُل من يُتاجِر بالدّين هو أخطر من أيّ تاجر مُخدّرات في العالم ، إنه يسرق من الفُقراء ثروتهم الوجدانية ويُحوّلهم إلى مُتسولّي دولة. – فتحي المسكيني . حقيقة الأمر هي أن الفقراء لا يسرقون في كثير من الأحيان ، وعندما يفعلون ذلك ، فهي سرقة تافهة أو في اشد الحاجة كسرقة الأكل لأنهم جياع أو ربما قطعة من الملابس لمنعهم من البرد ، اللصوص الحقيقيون هم عادة من لديهم شيء ويريدون المزيد. – لويس لامور حين تضيع هيبة الدولة تسقط القيم ، ويفقد المجتمع تماسكه وتشتت الارادة الجماعية ، ويتغول على السوق الطمع والجشع وتصبح الفوضى هي التى تتحكم في قيادة الحياة وتفقد الثقة وتتفشى الجريمة في مفاصل الدولة وتباع الذمم بسعر بخس ، ولا يجد المجرم من يردعه او يمنعه وتمحق البركة ويتصاغر المعروف ويزداد الفقراء فقرا ويتجاسر شذاذ الآفاق ويصبح الممنوع مرغوب والمحرم مطلوب. مخدر الايس هذه الكارثة المرعبة التى لاتشبه الا الجائحة التى ضربت بعمق قلب المجتمع السوداني الواهن وجسده الواهي الذي توغل فيه الاستهتار الى أقصى مرحلة ، وطاله الفقر وتحكمت في ارادته الجهل فوجدت المخدرات طريقها إلى شبابنا المغضوب عليه من قبل الحكومة الفاشلة في ادارة دفة الحكم والبلاد والعباد. فحين يامن المجرم العقوبة يسيء الادب او هكذا في غياب القانون يتطاول الانتهازيون ولا يجد من يطبقه ويفصله البعض حسب المصلحة وكما شاء هواه . ليس هناك أسوأ من مرض يصيب العقل ويتلفه مثل مخدر الايس القاتل ولاينسى التاريخ للانقاذ ما دمرت به الشعب والدولة من الالف الى الياء وشرعوا للمحرمات اساليب متنوعة في ادخالها الى السودان ، ويشهد ميناء بورتسودان كميات الحبوب المخدرة التي كانت تدخل الى بلادنا بالاطنان وهذه حقيقة ابتدعتها حكومة البؤس التى مازالت أذرعها وبصماتها القذرة تلوث حياة المجتمع ، وما كان البرهان وازلامه الا امتداد كريه لتلك الحقبة السوداء فما نعيشه اليوم من فقر وتفكك اجتماعي وانحطاط اخلاقي واقتصادي ما هو الا نتيجة منطقية لما تزرعه هذه العصابة التى حكمت بلادنا 30 عاما ومازالت لعنة أفعالها تدمر في أمننا واماننا نسال الله أن يجعل لنا منهم مخرجا. مخدر الايس الذي تم توجيهه عمدا مع سبق الاصرار والترصد بقصد تدمير شبابنا الذي ساقه الفقرالى طرق ومنحنيات خطيرة جدا، ودخل هذا القاتل (الايس) عبر الايادي الخبيثة ليلعب دورا فعالا في تحطيم عقول الشباب وتثبيط الهمم واقصاءهم من دائرة الفاعلية الى ركن التعاطي والهوان، حتى يصبح وجودهم الفاعل كعدمه حتى يتخطاهم الازلام وينفذوا خططهم في العودة الى كراسي الحكم وسرقة مستقبل البلاد تحت مسميات جديدة . بين ما نتمنى وما نطمح اليه مسافة تحتاج منا جميعا الى عزيمة ننتشل بها بلادنا من قاع الفشل الى افاق النجاح ، والفشل الحقيقي هو الاستسلام الى واقع الحال واللامبالاة هي أقرب مسافة الى الانحطاط والضياع.