كمال كرار التطبيع والسلام مع دولة الاحتلال الصهيونية يعني فيما يعني تمريغ كرامة الشعب السوداني في التراب والسخرية منه، لماذا؟ لأن الخرطوم عاصمة الصمود واللاءات الثلاث قالت قبل 56 عامًا لا تفاوض لا صلح لا استسلام لإسرائيل، وتلك اللاءات كانت قاعدة انطلاق المقاومة الثورية ضد إسرائيل باعتبارها ذراع الإمبريالية في الشرق الأوسط. والتطبيع يعني فيما يعني تحقيق نبوءة قديمة مفادها أن إسرائيل أرض الميعاد ستمتد من النيل للفرات، ونصف هذه النبوءة تتحقق بالتطبيع البرهاني مع إسرائيل. وأولى مشاريع الكيان الصهيوني في بلادنا السيطرة على الاقتصاد، وكيف؟ مصنع للسماد، ومن يسيطر على السماد، يسيطر على الزراعة، واقتصاد السودان قاعدته الزراعة، والأرض نفسها لن تقبل غير السماد الإسرائيلي بعد بضع سنوات، وأمن إسرائيل الغذائي سيتحقق من السودان. والتطبيع مع إسرائيل يوفر السلاح للطغمة العسكرية في بلادنا، من أجل قتل الثوار تمامًا كما يقتل الفلسطينيون الآن شبهينا واتلاقينا. والسودان بموقعه الجغرافي عز الطلب للصهاينة فهو بوابة أفريقيا ومطل على البحر الأحمر والقرن الافريقي، وعليه فهو موقع ممتاز لقواعد عسكرية وأوكار مخابرات تحمي ظهر إسرائيل وتقطع الطريق أمام أي تهديد لها. والاقتصاد الإسرائيلي المتهالك ينمو ويزدهر من خلال الثروات والموارد التي ستنقل رأسًا من الخرطوم لتل أبيب ذهب ويورانيوم وفوسفات وماس ومنتجات زراعية وحيوانية وغيرها. وسيشمل التطبيع اتفاق دفاع مشترك، ومناورات عسكرية مشتركة وإذا تعرضت إسرائيل للخطر فالقوات السودانية جاهزة لحمايتها ولقتل الفلسطينيين متى ما ثاروا.. وستدهس التاتشرات السودانية ثوار فلسطين وسيضربون بالرصاص في رؤوسهم كما يحدث عندنا وسيطلق البومبان على عيونهم كما هو الحاصل عندنا، وسيستفيد الإسرائيليون من تجارب مجزرة القيادة وحمامات دم هبة سبتمبر لمحو المقاومة الفلسطينية. التطبيع والسلام مع الكيان الصهيوني جريمة أخرى في سجل الانقلاب العسكري والحساب العسير قادم.. وأي كوز مالو؟ الميدان