كمال كرار في خلال أسبوع واحد انعقدت ورش بالخرطوم وكادوقلي والجنينة وجوبا، في قاعات وأجنحة فاخرة، وفي جوفها أطعمة فاخرة أيضا.. وناقشت الورش قضايا الأمن والسلام بشرق السودان، والعدالة الانتقالية وحقوق الإنسان، وتقييم اتفاق جوبا للسلام.. وخاطب الورش مناديب الآلية الثلاثية والرباعية والسداسية والاتحاد الأفريقي. نفقات الورش بما فيها (الظروف) موّلتها جهات أجنبية غربية، تدفع حتى ثمن تذاكر الطيارات للوفود من الخرطوملجوبا وبالعكس. المدعوون للورش من الساسة والعمد والنظار ونشطاء المجتمع المدني والعسكر، حالما يأكلون ويشربون ويضربهم الهواء البارد، يوقعون على التوصيات وهم نصف نيام، ومن ورشة إلى ورشة وكرشة إلى كرشة تمرر الأجندة المشبوهة في بلادنا، والإغراءات موجودة من فاته المنصب الولائي فهو والي، ومن فاته المنصب فهو معتمد أو رئيس مفوضية، أو وكيل وزارة وهلم جرا. هذه الورش المضروبة تقرر نيابة عن السودانيين في الاقتصاد والأمن والسلام وشكل الحكم والصحة والزراعة والقضاء والنيابة وفي كل شيء.. وكل من ذهب للورش وغنائمها وقع وبصم على الشراكة مع القتلة وعلى بيع الدم والثورة، وعلى نهب وتهريب الثروة، وبيع السودان في سوق المخابرات الدولية. وكلهم تعهدوا بتصفية ومحو لجان المقاومة من الوجود، وتصفية الحساب مع قوى الثورة الأخرى شيوعيين وكادحين وعمال… إلخ. هؤلاء الذين يدفعون قروش الورش يريدون سودانًا تابعًا ذليلًا تدار شؤونه من الخارج، وحكومة مصنوعة خصيصًا للولاء للخارج لا للشعب.. حكومة على مقاس ابن العلقمي. فليأكلوا ويشربوا وليهنأوا بنومة ما قبل التحلية، إلى أن يفيقوا على هدير الملايين التي تملأ الشوارع فتطيح بالعسكر وسدنتهم وتنتصر للثورة ولإرادة الشعب الحرة. وأي كوز مالو؟ الميدان