كما ذكرنا في السابق الجميع ينشد جيش وطني موحد بعقيدة محترمة بلا عمل ، لانظري ، ولا عملي. لنبدأ بشكل صحيح لابد من إسقاط نظرية إمتلاكنا لمؤسسة ، يمكنها إستيعاب هذا الوضع المترهل حد التخمة. التمترس وراء هذا الوهم يقودنا الي مزيد من المعاناة ، وتطاول امدها دون جدوى. ببساطة .. قناعة الجيش الوطني حالياً ليست ذات أجماع من كل السودانيين ، في هذا المشهد ، شئنا او ابينا ، وهذا يطعن في قوميتها. بالضرورة ان يحصل جيش الدولة علي ثقة كل فئات المجتمع ، وان ينال ثقة الجميع بالإجماع. ما ينفي هذه الصفة علي جيش الهنا .. الجيوش المتعددة ، ولكل وزير ، او حاكم جيشه الذي يقف عند ابوابه ، وقصوره ، وشريحة من المجتمع ينال ثقتها. يعني "لا يملك جيش الهنا الإرادة لحماية الوطن ، او الدفاع عن سيادته" . ما ذهبنا إليه من تشظي هو نتيجة لغياب الدولة في رعاية، وحماية كل مواطنيها. في الفطرة البشرية الجماعة تعني الامن ، ومثلت هذه الجماعة الدولة الحديثة ، فبغيابها بالضرورة للإنسان كياناً يشعره بالامن ، والطمأنينة ، والثقة ، ليكون الملجأ ، والملاذ ، ربما القبيلة ، او الدين ، او الطائفة ، او الثقافة ، او اللون ، والعرق. الوضع في السودان يشرح نفسه!! . للأسف لا نمتلك كتلة صلبة تصلح لتكون قاعدة لتأسيس جيش محترم. لا جيش الكيزان الحالي يصلح، ولا الجنجويد ينفع ، ولا الحركات المسلحة تُجدي. ما العمل؟ * خطة آنية لكي لا يحدث فراغ ، ووضع معايير محترمة تضع كل جيوش الامر الواقع صفاً واحداً ، وإختيار قوة تمثل جيش إنتقالي ... نعم يجب إعتماد هذا المصطلح علي جيوش الامر الواقع حتي نصل بخطة إستراتيجية الي جيش مهني محترم. * خطة إستراتيجية ، تُعنى بكيفية الإختيار للخدمة العسكرية ، وإعتماد طريقة عمل جيش الإحتياط كمورد بشري تتم إدارته بأحدث النظم المعمول بها في الجيوش الزكية الحديثة. * وضع مناهج علمية تناسب طبيعتنا ، وتواكب التطور في النظم العسكرية الحديثة ، وتحديث نظم التدريب في الكليات ، والمعاهد ، ومراكز التدريب. يتم تسوير ذلك بقوانين صارمة تمنع ايّ جهة من التلاعب ، او تجيير المؤسسة العسكرية لصالح جهة علي حساب الآخرين ، او إختطافها من قبل المتهورين ، والحمقى. اعتقد ذلك ممكناً في ظل وضع مدني مستدام ، بأسس ديمقراطية محترمة. اخيراً.. انا شخصياً ضد ايّ عملية دمج "لا دعم سريع ، ولا ترتيبات امنية" في هذا الظرف قبل مخاطبة الواقع بشكل واضح وصريح ، بوضع المنهج ، والخطط التي يجب ان يقف الجميع امامها بقدم المساواة. كسرة.. ملاسنات آل دقلو ، وقادة الرحم المبارك الذي خرجوا منه لهو دليل يضعنا امام الحقيقة المجردة ، الا وهي "ما عندنا جيش محترم" سامعين ولا نلحنها!! . كسرة ، ونص .. فتحوا عيونكم .. الجنرالات المختلفين سياسياً ديل لا يصلحون لتأسيس جيش محترم ، ليس من الصعب ابعادهم ، وإدارة المرحلة بقادة شباب يؤمنون بالتغيير ، والتحول الديمقراطي.. كسرة ، وتلاتة ارباع.. كلامنا الآن ، حاااار ، ومرفوض .. باكر تفتشوهو قروض ما تلقوهو ، ادركوا هذا الوضع المتأزم.. تحدثنا عن ضرورة دمج مليشيا الدعم السريع وتصحيح هذه الاوضاع الشاذة قبل سنوات ، وصفونا بالتمرد ، والخيانة ، والعمالة، مهمتنا تفكيك جيش الهنا! . من منكم كان اكثر تشاؤماً توقع ما حدث بين شركاء الامس في كل الجرائم ، والإنتهاكات ، والآن يردحوا لبعض في بيوت النُفَاس ، والاعراس ، ومناسبات الطهور؟.