و أخيرآ طفا إلي السطح ما كان معلومآ و "منكورآ " من تضاد وتناحر خفي بين قائد مليشيا المؤتمر الوطني المسماة بالقوات المسلحة ، وقائد مليشيا الجنجويد المسماة بالدعم السريع. لقد صدع رؤوسنا عبد الفتاح البرهان بأن الخلاف بين المدنيين كان هو العائق والمتسبب في فشل فترة الإنتقال الأولي لذلك قبرها بإنقلابه الفاشل .. وتجاهل عمدآ أن الإختلاف بين القوي المدنية هو الشئ الطبيعي والمنطقي و المعتاد .. ففي إختلافها رحمة ، وهي تتحاور بالفكر وبالكلمة وبالبرامج .. سلاحها في ذلك القلم والفكرة والندوة. كما صدع رؤوسنا المتعسكر بأمر المخلوع والحائز علي رتبة عسكرية ما كان يدانيها لولا فساد حكم الإنقاذ وخيبة زعيم عصابة المؤتمر الوطني ، الذي ظن أن حمايته من قدر الله هي في يد هذا المليشياوي المجرم . لقد صدع رؤوسنا وأرهق آذاننا بأنهم والجيش علي قلب رجل واحد لا إنفصام بينهم. فما أن جاءت لحظة الحقيقة حتي أزيح الغطاء ، ونزعت القفازات ، وتعرت الوجوه وبانت النوايا وتاهت الكلمات تختلط بين التصريحات والتصريحات المضادة .. وتمترس كل مليشياوي خلف قواته وحشر فنادي ، ورشحت الأنباء عن حشود غير مسبوقة لقوات الجنجويد بالعاصمة !!. كما تناقلت وسائط التواصل الإجتماعي صورآ لمعدات عسكرية ضخمة تابعة للجيش تجوب شوارع الخرطوم.. هذا المشهد المأساوي الغارق في العبثية وعدم المسؤولية وإنعدام الحس الوطني ، يجب أن يحفز القوي الوطنية والثورية علي تناسي خلافاتها الطارئة التافهة والالتفات إلي هذا الخطر الداهم الذي يهدد وجود الوطن في حال إنطلقت الطلقة الأولي بين قوي الشر هذه . كما يجب أن يذكرنا بما فعلته الإنقاذ في الوطن بإنشاءها لهذه المليشيات المتفلتة دون مراعاة لخطورتها علي أمن البلاد و العباد. اليوم نتجاوز الموعد الثاني المحدد للتوقيع علي الإتفاق الإطاري الذي ينتظره الشعب "الحر" بفارغ الصبر عله يخرج من دوامة العدم التي أدخله فيها إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الفاشل ، ولم يحدد موعد آخر نسبة للخلاف الحاد بين العسكر وكل منهم يده علي الزناد ، يتسابقون علي حرق الأرض بمن عليها حفاظآ علي مكاسبهم ومكاسب لصوص الإنقاذ بأنانية وإنحطاط لم يحدثنا التاريخ بمثله قط. أقول، علي القوي الثورية الوطنية أن تستعد لإحتمال نشوب صراع مسلح قريبآ بين الأبالسة ، وعليها وضع خطط وبرامج للتقليل من آثاره علي أمن وسلامة المدنيين .. وفي ظل وجود أممي تحت البند السادس يراقب ما يجري ويحاول إيجاد صيغة يزيح بها العسكر عن كابينة القيادة يصبح إحتمال إصدار قرارات تحت البند السابع ، إن تطاير الشرر ، أمرآ واردآ وعندها ندلف إلي المجهول ونظل تحت الوصاية الدولية لأمد لا يعلم إلا الله مداه. اللهم آمن روعة المدنيين ، وقهم شر هذه الشرزمة المارقة، وأجعل كيدهم في نحرهم وعليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين.