هذا بيان لقوى إعلان الحرية والتغيير والقوى السياسية الاخرى ومؤسسات المجتمع المدني الحادبة على سلامة الوطن بأن تتحرك لتدارك الأمر قبل أن يرتكب الدعم السريع في الخرطوم نفس المجازر التي ارتكبها في دارفور. كل الدلائل تشير إلى أن مؤسسات القوات النظامية من جيش وبوليس قد تمّ تفكيكها عملياً وحلّت محلها مليشيا الدعم السريع. فلا وجود ظاهر اليوم لأي قوات نظامية في شوارع الخرطوم، فالقوة الوحيدة المنتشرة في كل أنحاء الخرطوم وتتعامل مع الجماهير هي مليشيا الدعم السريع، التي خوّلت لنفسها أن تقوم بعمل الجيش والبوليس والأمن، دون رقيب ولا حسيب ولا قانون يضبط عملها. إن الإدعاء بأن الدعم السريع قد اصبح فصيلاً داخل القوات المسلحة لا يتجاوز ذَر الرماد في العيون. وإلا، فبأي تراتبية عسكرية صار شقيق حميدتي قائداً للدعم السريع حين صعد حميدتي ليكون نائباً لرئيس المجلس العسكري؟ هل اذا اصبح قائد القوات الجوية، مثلاً، نائباً لبرهان، يحق له ان يأتي بأخيه ليحل محله قائداً للقوات الجوية؟ لا يوجد توصيف لقوات الدعم السريع سوى انها مليشيا خارجة على القانون تفرض وجودها بقوة السلاح. إن الدعم السريع، شأنه شأن أي مليشيا، ليس مدرباً على التعامل مع الجمهور، ولا يعرف سوى العنف والسحل والقتل وإرتكاب المجازر لتحقيق أهدافه. فقد رأينا من قبل كيف أزهق أرواح شهداء 8 رمضان على متاريس القيادة العامة، حسب شهادة الشهود، ثم أقام مسرحية اعترافات هزيلة لتبرئة ساحته. كذلك شاهدنا بالأمس اعتدائهم على موظفي الكهرباء بالضرب والاعتقال، وعلى موظفي بنك السودان بحبسهم داخل البنك وجنزرة الأبواب وإجبارهم على صرف المرتبات بالقوة تحت تهديد السلاح، في عمل مليشياوي بإمتياز. وليس من المستبعد أن تكون قوى الجيش المصاحبة لقوات الدعم السريع في غزوة بنك السودان هي أفراد من الدعم السريع يرتدون زي الجيش السوداني لتوريط الجيش بإرتكاب جرائم بإسمه. ففي ظل الإنقاذ وما بعده لم يعد للزي العسكري حرمة، ولم نعد نعرف مدى تفكك مؤسسات الجيش والبوليس، ولا مدى تفوق قوتها وسلاحها بالنسبة للدعم السريع. لذا، لا أرى مناصاً من أن نتقدم للمجتمع الدولي بطلب حماية من مليشيا الدعم السريع قبل أن تتمدد على حساب القوى النظامية وتصبح قوة ضاربة يصعب التعامل معها في المستقبل. وأقصر الطرق لهذا هو ضمها للقوات النظامية، ليس كفصيل متماسك وإنما بتوزيع أفرادها على قطاعات الجيش المختلفة. أما الان فعلى الجيش، أو ما تبقى منه، ان يعمل على حصر وجودها خارج المدن، في الخلاء. 29 مايو 2019 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.