مسارعة الدول إلى وضع خطط عاجلة لإجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من السودان، وبدء بعضها بهذه العمليات، قد ينذر بالأسوأ. فتكثيف الخطوات لتنفيذ الإجلاء، رَفَع منسوب المخاوف من استمرار التصعيد، لا بل عودته بشكل أخطر بعد انتهاء هدنة العيد الهشّة التي أنهت يومها الثاني على وقع مواصلة الاشتباكات. كما أن كلّ المؤشرات توحي بأن المواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي أنهت أسبوعها الأول، ستطول وسط قلق من توسّعها وتمدّدها إلى مدن وفصائل مسلحة أخرى، وبالتالي إلى حرب أهلية. ماذا تعني الخطوات المتسارعة لإجلاء البعثات الدبلوماسية ورعايا الدول من السودان؟ هل هو استعداد لاحتدام المعارك؟ أم مجرّد الاستفادة من هدوء المعارك نسبياً خلال الهدنة؟ وهل يكون السودان أمام حرب أهلية طويلة؟