عمر عبدالله محمد علي 1. في خضم ، المعركة الدائرة بين قوى الشّر وقوى الظلام ، للسيطرة على السلطة ، عاش الشعب السوداني في كابوس مرعب . تعطلت ، من جراءها معظم مرافق ، الخدمات . العم صالح محمد أحمد ، أصيب ابنه بشظية ، اخترقت كبده . حاولت الأسرة ، بكل السبل ، إنقاذ ابنها وليد ، بحمله والركض به ، لمستشفيات عدة. لم يجدوا ، فيها الرعاية الصحية ، المطلوبة . فقد دمرت الحرب الكثير منها ؛ وأصاب بعضها ، العطب البليغ . أخيرا وجدوا ، أحد المستوصفات الخاصة. وجدوها تعمل ، بنصف طاقتها. أسرع الطبيب المناوب ؛ الذي كان يعمل ، وحده باجراء جراحة ، عاجلة وخطيرة . نجح في وقف ، النزيف باستئصال ، نصف الكبد. 2 . بعدها ، فاق الطفل وليد ، من المخدر . فارتسمت بسمة عريضة ، كست وجهه البرئ. وهو ما يزال ، تحت تأثير العملية ، الجراحية وتداعياتها ؛ وقناع الأكسجين ، يلبس وجهه طلب من والده ؛ بلغة الإشارة ، أن يسلفه هاتفه . ناول عم صالح ، ابنه ما يريد ، وهو حزين مكسور القلب. أخذ وليد الهاتف ، وكتب عليه ، بعض الجمل ، ثم سقط الهاتف على صدره ؛ وفارقت روحه ، جسمه النحيل . بينما غرس ، بسمته الوضيئة ، على وجهه . أخذ الأب الهاتف ، من صدر ، ابنه وقرأ ما كتبه ولده ، والعبرات والدموع تهزّه هزّا . يا أبتِ ، لا تحزن . فأنا ذاهب ، إلى الله . وسأخبره ، بكل شيء .