* لن يقبلوا حقيقة أن حميدتي مبغوض من الأغلبية الغالبة في البلد … وهي حقيقة تطل برأسها أمام أعينهم من داخل بيوت جيرانهم وجيران جيرانهم ، في أحياء المدن والقرى … وتمشي صارخة في الشارع العام ، والشباب يلتقطون صور الطائرات المقاتلة وهي تتجه نحو تجمعات ميليشيا الجنجويد، ويهتفون :- البّل! البّل! البّل! ويستمر الهتاف ، مع ظهور أي طائرة مقاتلة ، البّل! البّل! البّل! * فالأغلبية الغالبة من السودانيين تقف الآن مع الجيش ، لا حباً في البرهان ولا الكيزان ، إنما أملاً في أن يستعيد الجيش عافيته بيد الضباط الصغار الأشاواس والجنود المغاوير متى وضعت حرب المحاور الإقليمية والدولية المستعرة أوزارها.. * والمفجع أن كثيراً من الذين يعلقون تعليقات (طَرْشَا) ، على صفحات الوسائط ، لا يدرون أنهم شركاء في صراع المحاور الإقليمية والدولية تلك … ولا يدرون أن السياسيين الانتهازيين يلتحفون أعلام بعض المحاور الإقليمية والدولية ، دون أدنى التفات لعلم السودان ، ويواجه هؤلاء الإنتهازيون إنتهازيين آخرين في معركة ضد مصالح السودان بأسلحة سودانية! . * وأنصار مركزية قحت والكتلة الديمقراطية ما انفكوا (يقدسون) حميدتي ؛ ويولولون ، ويهضربون ، ويصرخون ؛ وإذا حاول مراقبٌ حصيفٌ أن يلفت أنظارهم للواقع الأليم ، (جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا…) . * ويؤلمني أن (عَبَدَة) حميدتي مساكينُ رأيٍّ تَلِِف منذ رموا أنفسهم ، بعد التفاوض المنبوذ، في مستنقع مركزية قحت الموبوء بالعملاء .. وإن حدث وانتقدتَ حميدتي والاتفاق الاطاري ، فأنتَ كوز ! . * وبكل بساطة أقول لهم أني ضد حميدتي ، وأن لا خيراً أرى فيه ، بل وأرى كل الشر في كل من في معيته ، وكل من يسير في ركابه ، ولو من على البعد… وأقول لهم أني أرى الشر كله في الحية الرقطاء وهي تتلوى (لامعةً) في الإعلام المنحاز لمركزية قحت ، إنحيازاً داعماً لقيام حكومة مدنية راعيها حميدتي ! . * إذن ، أنا كوز ! * لا أود أن أوقظ الغافلين ، ولكني أريد تذكير النابهين بحقيقةٍ قالتها الخبيرة الأممية عائشة البصرى ، التي عملت لبعض الوقت في دارفور … إذ قالت في مقال لها بعنوان:- (البرهان وحميدتي وجهان لعملة واحدة):- "... وبما أن طموحه (أي طموح حميدتي) يتعارض مع فكرة الولاء والانتماء انقلب حميدتي على البشير ، ليس انحيازا للثورة ، كما يزعم كثيرون ، وإنما خوفا على قواته وعلى الجيش من انقلاب الضباط الصغار الذين بدأ التحاقهم بالثورة آنذاك يشكّل تهديدا حقيقيا للنظام العسكري..." * هؤلاء "الضباط الصغار الذين بدأ التحاقهم بالثورة!"، مع بدايات الثورة المجيدة ، هم الذين عليهم (الرّكَّة) لتقويم مسار الجيش السوداني … وهم الذين سيقفون حائط سد ضد كل متربص بالسودان … * وعلى المهرولين للمدنية تحت قيادة حميدتي ألا يأملوا في خير يأتي من حميدتي الذي سبق ومنحه البشير من الإمكانات العسكرية ما لم يمنحه للجيش السوداني ؛ وأتى البرهان وأعطاه من الفرص الإدارية والتمكين السياسي ما لا يمكن لعاقل أن يتصوره ؛ ثم أتى سياسيو الغفلة ليجعلوا من مركزية قحت حاضنة لطموحات حميدتي المالية والسياسية والعسكرية ، منذ دخلوا في المفاوضات (المذمومة) مع الجنرالأت ، وأنتجوا الإتفاق الإطاري الذي منح ميليشيا الجنجويد الاستمرارية ، كجيش موازٍ للجيش ، لمدة عشر سنوات يتم بعدها دمج الميليشيا في الجيش السوداني … * ويا للمهازل! . * كانت مركزية قحت تتذرع ، وتزعم أنها بدأت التفاوض مع الجنرالات درءاً لوقوع أي حرب في البلد … ومن المحن السياسية في السودان أن الجنرالات سبق وأعلنوا أن انقلابهم في 25 أكتوبر 2021م ، كان للحيلولة دون إنزلاق البلاد في حرب لا تبقي ولا تذر … * لقد إستخدمت مركزية قحت نفس الفزّاعة التي استخدمها الجنرالات ، ثم أضافت إلى التفاوض مع الجنرات (الشراكة) معهم ، ثم أضفت ما يشبه (الشرعية) لإنقلابهم ، فأكملت كسر اللاءات الثلاث التي وضعتها لجان المقاومة (الحية) ؛ فاكتملت خيانتها للشارع الثائر بالتفاوض مع الجنرالات تمهيداً للشراكة معهم ، على نحوٌ ما ، بإسم حكومة مدنية! . * ومهما علَّق المهرجون من المعلقين (الطُرُش) ، وما أكثرهم ! ، فإن خروج مركزية قحت عن أهداف الثورة لا يحتاج إلى شرح أوفَى من أفعالها وأقوالها وارتمائها وراء حميدتي ، كحاضنة تدافع عنه بكل ما تيسر لها من وسائل … حاشية ….. حاشية ….. حاشية ….. حاشية ….. حاشية ….. – عقب انقلاب 25 أكتوبر ، سأل مذيع إحدى القنوات العربية أحد الخبراء الإستراتيجيين عن ما دفع البرهان وحميدتي للإنقلاب على حمدوك ، فأفاد بأن سبب الانقلاب كان إبعاد البلد من الدخول في حرب! . – وجاء دور السياسيين الانتهازيين ليتخذوا النأي عن الحرب فزاعة (ود أم بعولو) ، لتخويف الشعب السوداني والتفاوض مع الانقلابيَّين ، البرهان وحميدتي … – والآن إنتفت حجتهم ، بعد نشوب حرب المحاور هذه ، فماذا أنتم فاعلون يا شرفاء مركزية قحت …؟! . * أوجه هذا السؤال للشرفاء ، نعم للشرفاء ، وليس للذين يطلون علينا في وسائل الإعلام بمناسبة ومن دون مناسبة … أما المعلقون السائرون في زفةٍ لا يعرفون وجهتها (فليلَچِقوا ما يلچقون)، وليهضربوا ما وسعتهم الهضربة لكن المهازل السودانية سوف تُقْبَر بأيدي الجيل (الراكب راس) … والمدنية لن تأتي بأوامر من مصر ولا من من الإمارات ، بل بإرادة سودانية 100٪! . * ولا نامت أعين المتربصين بالسودان ، من الداخل والخارج! .