توعد قادة الجيش قوات الدعم السريع بالهزيمة السريعة الساحقة، وذلك في أول أيام الحرب، ومن البرهان وكباشي حتى ياسر العطا، طفقوا يملأون شاشات التلفاز بالوعيد والأمنيات، وقالوا بان النصر مسافة سويعات، وأكدوا انهم قد دمروا معسكرات قوات الدعم السريع، وطردوهم من مقراتهم، وقطعوا جميع خطوط الامداد عنهم، وجعلوهم يهيمون بعرباتهم في الشوارع بلا هدى. ونام الشعب على هذه الأحاديث، نوم شهرزاد على أحلام شهريار، حتى أدركوا صباح الأمس، فنطقوا بالكلام المباح! حيث استيقظ الناس على نبأ هجوم الجيش على معسكر (طيبة)، التابع لقوات الدعم السريع، ويتفاجأوا (الناس) وهم في اليوم الثامن والأربعين للحرب، انه ذات المعسكر الذي أعلن الجيش في بداية الحرب انه قد قام بالاستيلاء عليه وطرد قوات الدعم السريع منه، ويتضح لهم بان الدعم السريع لا يزال يحتفظ بمعسكره، بل يحتفظ بكافة معسكراته في (طيبة، صالحة، المدينة الرياضية، سوبا وفتاشة .. الخ)، وان "الدعم السريع" لم يفقد سوى معسكر (كرري)، والذي هوجم غدرا صبيحة انقلاب "الاخوان" في الخامس عشر من أبريل الماضي، وتم قتل العشرات من "المستجدين" -تحت التدريب- وهم نيام، في أول جرائم حرب الفلول المتوحشة ! ووجد رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنفسهم أمام الحقيقة الساطعة، بعد أن كذب الواقع مزاعم الفلول (المضللة) ومبالغات ميادين المعارك، والتي (أسرفت) فيها غُرفهم الإعلامية، الناطقة بلسان الجيش. ووجد آخرين الإجابة على سؤال: (هل يتكاثر الدعم السريع ذاتياً؟)، حين نما إلى علمهم كذب الأخبار التي يبثها الفلول عبر دعايتهم الحربية، والتي لا علاقة لها بما يجري على الأرض. وعرفوا بان الدعم السريع لا يتكاثر، وإنما أكاذيب الجيش هي التي تتكاثر، فهو لم يقتلهم على أرض الواقع حتى يتكاثروا، بل يقتلهم على صفحات "الفيسبوك"، فيصدقه البسطاء والعوام، والبسطاء بطبعهم يهربون من الكذب إلى الخرافة! كان هذا الجيش جيشًا عظيمًا، قبل ان يختطفه تجار الدين، فدمروه وأفسدوه، وأوصلوه إلى الدرك السحيق، على النحو الذي رأيناه أمامنا : قادته يستحوذون على (82)٪ من اقتصاد البلاد، بينما يفطر جنوده على (بصلة) !