زهير السراج * تعليقا على بيان (الجيش) الذي يحتج فيه على تعليق الوساطة للمفاوضات، لا بد من القول بان قرار (الجيش) بالانسحاب من المفاوضات كان خطا فادحا، بل اهانة كبيرة لدولة مثل السعودية بذلت جهدا كبيرا في اقناع واستضافة الطرفين المتحاربين للتفاوض بمعاونة الولاياتالمتحدة، فهل يعقل ان يستهين (الجيش) بكل هذه الجهود وبدولتين مثل امريكا والسعودية ويعلن بكل بساطة انسحابه من المفاوضات وكانه يتعامل مع دولتين او شخصين لا قيمة لهما. * لقد كان من الممكن جدا – وهو ما يحدث عادة في مثل هذه الاحوال – ان يخاطب (الجيش) الوساطة كتابة محتجا او شاكيا عدم إلتزام الطرف الاخر باعلان جدة واتفاق الهدنة وينتظر الرد عليه، بدلا من اعلان الانسحاب بدون مراعاة لقيمة ومكانة الدولتين خاصة السعودية التي تستضيف الوساطة على ارضها وتوفر كل الامكانيات للمساعدة في حل الازمة او على الاقل محاولة اقناع الطرفين بمراعاة الظروف الانسانية للمواطنين في مناطق الحرب. * ولقد كان من المؤسف ان يعلق (الجيش) مشاركته في المفاوضات بدون ان يفتح الله عليه بكلمة واحدة يشكر فيها حكومة وشعب المملكة والولاياتالمتحدة على جهودهما الحثيثة وكانه يتبطر ويتعالى عليهما ويقول لهما انه في غنى عن جهودهما. * كل ذلك مما يدل على ان قادة (الجيش) او الذين يملون عليهم ما يفعلون اما اغبياء او جهلة بطبيعة العلاقات الدولية والعمل الدبلوماسي، او انهم تعمدوا اذلال واهانة المملكة وحكومتها وشعبها وحكومة الولاياتالمتحدة، لذلك كان من الطبيعي ان تعلق الوساطة المفاوضات ولا يعلم الا الله وحده كيف ومتى ستستانف مرة اخرى، فضلا عن تحول الولاياتالمتحدة من وسيط يسعى الى مصالحة الطرفين الى جلاد يحمل العصا لمعاقبتهما، وبعد ان حدث ذلك ياتي (الجيش) ليصدر بيانا يستعطف فيه الطرفين باستئناف المفاوضات وكانهما عبدين تحت رهن اشارته في الوقت الذي يريده، وبالطريقة التي تروق له. * تاباها مملحة تكوسها قروض [email protected]