لأن الوطن والشعب هما الخاسرا من حرب البرهان وحميدتي ،وهي خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات لا يأبه بها طرفا الحرب . ولأن معظم سكان العاصمة والمناطق المتأثرة بالحرب الذين ما زالوا علي قيد الحياة يعيشون أوضاعا معيشية وصحية وانسانية بغاية السوء ولأن جثث الموتى تملأ الشوارع إما تحللت أو نهشتها الكلاب . وليس من رأى كمن سمع . ولأن البهدلة تحيق بالمواطن السوداني على حدود مصر واثيوبيا واريتريا على الأقل ، والسودانيون هنالك عوملوا بطريقة غير إنسانية وهي دروس يجب ألا ننساها في المستقبل . والحرب المندلعة في جوهرها صراع على السلطة، مما يستوجب المزيد من الاصرار الشعبي على شعار ( العسكر للثكنات وحل المليشيات ) الآن وليس غدا … والثورة منتصرة على أعدائها قريب جدا ..وهي ثورة ولدت لتبقى .. يقيني أن سبب تخلف السودان وفقره وحروبه هي تلك الديكتاتوريات العسكرية والمتماهين معها منذ 1958 وإلى يومنا هذا .. وأن السلطة السياسية منذ الاستقلال وإلى الآن لم تكن تأبه بآمال الشعب وتطلعاته .. وأن كل ثورات الشعب سرقها لصوص ماهرون في حرفة قطع الطريق أمام الثورة .. هذا تاريخ كالح لوطن وشعب جميل فلتكن حرب البرهان وحميدتي آخر سطر في تلك الصفحات السوداء . سيد نفسك يا أيها الشعب السوداني الباسل صانع الثورات والمعجزات . وأي كوز مالو ؟