نشرت صحيفة "الراكوبة" في يوم الاحد 18/ يونيو الجاري ، نقلا من قناة "العربية" خبر جاء تحت عنوان "رائحة البارود الروسي تنبعث من معارك السودان"، وساقوم بنقل الخبر تماما كما ورد في "الراكوبة" لأنه يشكل العمود الفقري للمقال الذي اكتبه فيه. جاء في الخبر ، ان شبكة "سي إن إن" نشرت تحقيقا مفصلا تتهم من خلاله مجموعة فاغنر الروسية بدعم قوات الدعم السريع في المعارك المستمرة في السودان. ونقلت الشبكة الأميركية أيضا شهادات لمدنيين تعرضوا للاعتداء والابتزاز من طرف تلك القوات . أصابع الاتهام وجهت مرة أخرى إلى مجموعة فاغنر الروسية ، والتهمة تسليح قوات الدعم السريع ، حيث أجرت شبكة "سي إن إن" الأميركية تحقيقا مفصلا اتهمت من خلاله المجموعة شبه العسكرية الروسية بتسليح قوات حميدتي. وارتكزت اتهامات الشبكة الأميركية على شهادات مسؤولين استخباراتيين وشهود عيان تم تجميعها على امتداد أشهر من العمل الميداني. جاء في الخبر ايضا ، سؤال مفاده ، كيف تدعم فاغنر قوات الدعم السريع؟ !!، أن البداية تكون بتجميع الأسلحة من قواعد روسية مختلفة ، فقوات فاغنر تقوم بنقل أسلحتها من القاعدة الجوية والبحرية الروسية في منطقة اللاذقية الساحلية السورية ، وأيضا من قواعدها في شرق ليبيا ، والوجهة مطار بانغي في جمهورية إفريقيا الوسطى ، بعدها يتم نقل الأسلحة برا إلى النقاط الحدودية مع دارفور على الحدود مع إفريقيا الوسطى . تقول الشبكة إن دعم فاغنر قوات حميدتي يأتي مقابل استحواذها على مناجم الذهب التي تسيطر عليها قوات حميدتي. -إنتهي الاقتباس من صحيفة "الراكوبة"- تاكيدا علي وجود جماعة "فاغنر" في السودان ، سبق ان أدلى الفريق أول/ ياسر العطا عضو السيادة بتصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية بتاريخ يوم 11/ مايو 2023م ، اكد فيه تدخل قوات «فاغنر» الروسية في عمليات استخراج الذهب ، وفي القتال الي جانب "الدعم السريع"، وقال العطا "لدينا قتيل قناص من "فاغنر" قتله الجيش". وجود جماعة "فاغنر" الروسية لم تعد تخفي علي احد ، فقد ذكرت صحيفة "القدس العربي" في عددها الصادر بتاريخ يوم 23/ ابريل 2023م ، ان سليمان بلدو ، من "مؤسسة الشفافية ومتابعة السياسة"، قال "إن فاغنر حاضرة في السودان منذ 2017م ، حيث جاءت في الأصل لتدريب القوات المسلحة والدعم السريع ، ولكن بريغوجين حصل على تنازلات في مناجم الذهب ومصادقة من الحكم على مصنع لمعالجة الذهب الخام وسط السودان ، وقدمت قوات حميدتي حماية أمنية للعمليات."- إنتهي- بما ان روسيا قد اصبحت حاضرة بقوة في السودان عبر جماعة "فاغنر" المسلحة باحدث انواع الاسلحة الروسية وأصبحت عندها مرونة الحركة والتنقل داخل السودان بكل سهولة ويسر ، وقامت بنقل معدات عسكرية كما جاء في خبر صحيفة "الراكوبة"- : (تقوم بنقل أسلحتها من القاعدة الجوية والبحرية الروسية في منطقة اللاذقية الساحلية السورية ، وأيضا من قواعدها في شرق ليبيا ، والوجهة مطار بانغي في جمهورية إفريقيا الوسطى ، بعدها يتم نقل الأسلحة برا إلى النقاط الحدودية مع دارفور على الحدود مع إفريقيا الوسطى.)-. عندها يبقى السؤال القوي مطروح بشدة حول ان كانت امريكا ستسكت عن وجود جماعة "فاغنر" وتتغاضى عن انفرادها بالسودان دون ان يكون عندها هي الأخرى موقف مضاد واضح من هذا الوجود الروسي العسكري في السودان؟!! . هل نتوقع ان تبادر واشنطن بالوقوف عسكريا مع الجانب الاخر في حرب السودان تماما كما وقفت من قبل مئات المرات ضد عدوها اللدود روسيا في حرب فيتنام وافغانستان وكوبا وشيلي ونيكاراغوا والسلفادور واخيرا اوكرانيا؟!! . شئنا ام ابينا جماعة "فاغنر" الروسية صاحبة السمعة السيئة موجودة في السودان ، استحوذت علي مناطق استخراج الذهب في دارفور وتشرف علي عمليات التنقيب ، وأقامت هناك في الولاية قاعدة عسكرية ضاربة في القوة ، ويقال ان سلاح الطيران السوداني يخشى القيام بطلعات جوية فوق المناطق التي اصبحت تابعة ل"فاغنر" لانه يعلم ان الصواريخ المضادة للطائرات منتشرة في كل مكان بها ضباط وجنود "فاغنر". الحكومة الأمريكية تراقب بهدوء شديد الي حد الملل ما يجري في الساحة العسكرية السودانية ، ويراقب عن كثب وقرب بتمعن شديد سير المعارك وتطوراتها ، ولا استبعد ان تكون القاعدة الامريكية "ليمونيير" بدولة جيبوتي قد أعلنت حالة الاستنفار والتاهب والاستعداد الضباط والجنود فيها التوجه للسودان ، لقد اصبح كل شيء متوقع حدوثه في السودان الذي ما عاد يملك زمام أموره واستعصى عليه الخروج من المأزق والمحن والرزايا التي صنعها بيده. واخيرا لا يبقي من حالنا الا ان نسال بأسي وحزن: "وصلت جماعة "فاغنر" السودان… فمتي يدخله المارينز الامريكي؟!!".