عنوان المقال اعلاه ليس من عندي، وإنما اقتباس من خبر غريب نشر في صحيفة "الراكوبة" بتاريخ يوم الاثنين 19/ يونيو 2023 وجاء تحت عنوان (فيديو متداول.. الجيش يوزع "المسامير" في طرقات الخرطوم على امل ايقاف زحف الدعم السريع".) مفاده،(تداول النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي فيديو مصور قالوا انه يعود لعناصر الجيش السوداني وهم يوزعون "المسامير" في الطرقات العامة في الخرطوم ، على امل ان توقف هذه المسامير الزحف المزعوم لقوات الدعم السريع نحو سلاح المهندسين طالما راجت شائعات حول هجوم وشيك للدعم السريع لسلاح المهندسين خلال الأيام الفائتة قبل سريان الهدنة الحالية. ويظهر خلال الفيديو ضابط في الجيش وهو يتوعد من وصفهم بالمغول قائلا: "ياخي المغول ديل انا بقول ليهم تعالوا، تقعدوا فوقو. تركبوا فوقو" في اشارة التاتشرات الدعم السريع... ونصح زميله الآخر يلبس زي المدني قائد الدعم السريع "حميدتي" بان لا يحلم بالاستيلاء على سلاح المهندسين.). -إنتهى الخبر- قد تكون الفكرة صائبة الي حد ما ، ولكن: (1)- ماذا عن عربات القوات المسلحة ، هل عندها مناعة وحصانة بحيث لا يخترقها صاروخ ولا "مسمار"؟!! (2)- هل هذه "المسامير" هي "القوة المميتة" التي أعلن عنها البرهان في يوم 30/ مايو الماضي، وأنه لم يحن الوقت بعد لاستخدامها ضد قوات "الدعم السريع" في حال عدم استجابتها لصوت العقل؟!! (3)- لا افهم كثيرا في عربات الدفع الرباعي عند قوات "الدعم السريع"، ولكن اسأل، هل حقا يمكن ل"مسامير" القوات المسلحة ان توقفها؟!! قد يظن البعض ان ماهو مكتوب اعلاه نوع من الاساءة والتحقير للقوات المسلحة التي تقاتل قوات "الدعم السريع" ودخلت المعارك الضارية يومها (64)، ولكن قضية دخول "المسامير" الي قلب المعارك يجعلنا نطرح في استغراب شديد ان كانت هذه "المسامير" بالفعل قد حلت مكان ال(100) الف جندي الذين لم نلمس لهم اي مشاركة جدية في معارك دارفور وكردفان!! ما مر يوم منذ اندلاع المعارك في يوم السبت 15/ إبريل الماضي حتي الان الا وكان هناك حدث او عدة احداث دامية في كثير من ربوع البلاد، اكدت بشدة ان السودان بمساحته (1,861,484 كم2) اصبح بلا جيش يحمي الشعب المكتوي بنيران المعارك التي هي اصلا لا دخل له فيها من قريب او بعيد، الغياب شبه كامل اثار للقوات المسلحة اثار الاستغراب الشديد علي المستوي المحلي والدولي، ولهذا لم يكن بالغريب ان قامت الخارجية الأمريكية في يوم الجمعة 16/ يونيو الجاري الإدلاء بتصريح اكدت فيه ان القوات المسلحة السودانية فشلت في حماية المدنيين. هناك تعتيم وتضليل يمارس بشدة من قبل السلطة الحاكمة في الخرطوم، فعلي سبيل المثال، بعد يوم واحد من بدء من المعارك، صرح احد الجنرالات ان هذه لن تستمر أكثر من ثلاثة ايام لا اكثر ولا اقل، واذا بها تدخل يوم ال(64) دون ان يوضح هذا الجنرال سبب اطالة الحرب؟!! التعتيم والتضليل العسكري والسياسي والاعلامي اصبح سمة سياسة من يحكمون البلاد هذه الايام ، فلا هم اكدوا علي نجاح حمايتهم البلاد والمواطنين، ولا نفوا فشلهم!!، بينما الواجب يقتضي ان تكون هناك صراحة بين الجيش والشعب !!، ولا اعلنوا عن عدد القتلى وسط القوات المسلحة !!، والاسوأ من كل هذا ان القوات المسلحة قصفت بالطائرات الحربية عن عمد مع الإصرار منازل آهلة بالسكان دون تعتذر حتي الآن عن سقوط مئات القتلى والجرحى في العاصمة المثلثة وكردفان وكثير من مناطق دارفور!! هذا التعتيم عن ذكر الحقائق اضر كثيرأ سمعة الجيش، وجعل اغلب المواطنين ينقلبون عليه انقلاب شديد وعلى المسؤولين كلهم بلا استثناء ويحملونهم تدمير البلاد وتشريد السكان وهجرة مئات الآلاف الي الدول المجاورة… كل هذا يأتي علي مسمع ومرأي من البرهان الذي لا احد يعرف مكانه ولا أي دور يقوم به في المعارك!! قمة المهازل تكمن في التصريحات الكثيرة المتناقضة التي لا تحصي ولا تعد سبق ان صدرت من جنرالات القوات المسلحة واكدت عدم وجود ضبط داخل المؤسسة العسكرية ، فعلى سبيل المثال سبق ان صرح البرهان من قبل قوله "قوات الدعم السريع هي التي بادرت بالهجوم وبدء المعارك" ، وكانت المفاجأة، ان الناطق الرسمى بإسم الجيش طاهر ابو هاجة اعترف صراحة قبل ثلاثة ايام مضت بأن تنظيم الكيزان داخل الجيش هم من فرضوا على القوات المسلحة محاربة مليشيا الدعم السريع الجنجويد، ابو هاجة يقول إن ما حدث فى 15 ابريل هو ثورة الكيزان لتصحيح الاوضاع فى السودان!! واخيرا، لم يعد يخفي علي احد انصراف الناس بصورة واضحة عن مساندة الجيش واعتبار المعارك ما بينه وقوات الدعم السريع "حرب خاصة" بين الجنرالين كل منهما يسعي علي السلطة بأي ثمن كان حتي وإن انقسم السودان الي مائة جزء. [email protected]