طبيعي ان يخرج المواطنون السودانيون معرضين انفسهم للخطر من اجل إيصال رسالة واضحة للدعم السريع بأن جنوده تركوا الحرب ضد الجيش وتفرغوا لمحاربة المواطنين ونهبهم وسلبهم وقتلهم. ولكن هل تفهم المليشيا هذه الرسالة؟ لا نتوقع ان تستجيب المليشيا لهذه التظاهرات، فهذه المليشيا تؤدي دورها المرسوم لها منذ تاريخ تاسيسها بضرب النسيج الاجتماعي السوداني وتمزيق البلد عبر إشاعة الحروب. ترديد المتظاهرين شعارات تطالب الجيش بالتدخل لحمايتهم من انتهاكات المليشيا، تحمل جهلا بطبيعة عمل الجيش الحالي وتركيبته وهدفه من الحرب. لا نتوقع اي استجابة من الجيش لمطالب المواطنين، فهو بعقليته التي اوجدت هذه المليشيا لن يفعل اكثر من ان يحمي سلطته منها، وإذا هزمها، سيعيد تكوين مليشيا جديدة لتؤدي ذات غرض هذه المليشيا. من المخاطر ان يتعرض المواطنون المتظاهرون الى عنف من قبل الدعم السريع اذا خرجوا في مناطق سيطرته، وهم عزل لا يمكنهم رد العنف بالعنف، مما قد يؤدي إلى حدوث خسائر فادحة قد تتراكم لتصبح مجزرة، كما قد يقود هذا الى تسلح المواطنين ليواجهوا العنف بالعنف، وكلها سيناريوهات خطيرة. من المخاطر المتوقعة ايضا ان يستهدف الكيزان من يخرجون الى الشارع من المواطنين العزل عن طريق القناصة والتفجيرات من أجل زيادة الغضب الشعبي، واستقلاله في سعيهم الدؤوب لتأديب الشعب السوداني على ثورته عليهم واسقاطهم من الحكم، وهم كما نعلم قتلوا المتظاهرين العزل لسنوات طويلة بهذه الطريقة. مما تقدم فان هذه المظاهرات لن تقدم ولن تؤخر في واقع المعركة لانها لا تقدم اختراقا يقود الى ايقاف الحرب، فقط ستنفس عن غضب مكتوم لدى الجماهير ضد ممارسات المليشيا. لو خرجت هذه المظاهرات تطالب بإيقاف الحرب، ربما نجحت بهذه الطريقة في إيجاد خط اخر غير الحرب، يدعم الجهود المحلية والدولية التي تنشط للضغط على الطرفين المتحاربين لإيقاف الحرب. اذ يظل ايقاف الحرب واستعادة الحكم المدني هو الطريق الاسلم لشعب السودان للخروج من ممارسات الدعم السريع الشنيعة، والخروج من عقلية الجيش المكونة للمليشيات، والخروج من فخ السقوط مجددا في حكم الكيزان الذي سيقود البلاد مجددا لذات المصير المظلم. [email protected]