في يوم السبت القادم 15/ يوليو الجاري، تكون معارك السودان ما بين القوات المسلحة وقوات "الدعم السريع" قد أنهت شهرها الثالث من القتال الذي بدأ في يوم السبت 15/ أبريل الماضي ودخلت شهرها الرابع، وهنا في هذا المقال لست بصدد رصد ما تم خلال هذه ال(91) يوم من نتائج ايجابية او سلبية تخص (رفقاء السلاح) في الجانبين، بقدر ما اود ان اطرح عدة اسئلة تشغل بال الملايين السودانيين منذ ان بدأت المعارك الي يومنا هذا، اولي هذه الأسئلة: لماذا يخفي الجانبين في الجيش والدعم عن الإعلان رسميا عن حصيلة القتلى والجرحى في صفوفها، وقد جري العرف عالميا ان تقوم الجهات المتحاربة في اي دولة جرت فيها معارك حربية بذكر الأرقام الصحيحة عن قتلاها والمصابين دون اخفاء او دس ، او تعمدت التعتيم وتزييف الارقام؟!! كلنا يعرف وطالعنا الكثير عن الحرب الروسية الاوكرانية التي اندلعت في يوم الخميس 24/ فبراير 2022 الماضي- اي قبل (500) يوم مضت، وكيف ان القيادات العسكرية الروسية والاوكرانية لم تخفي الحقائق عن حصيلة قتلاه وأعداد الجرحى والمفقودين، وان الصحف الاجنبية نشرت الكثير المثير عن هذه الحرب، وان وكالات الأنباء العالمية بثت كل ما يتعلق بأعداد القتلى والمصابين نقلا من مصادر عسكرية. بل الاغرب من كل هذا في مسالة تعتيم قتلى وجرحى الحروب السودانية القديمة، انه إذا ما رجعنا الي كتب التاريخ التي سطرت بامانة شديدة، نجد انه وبعد الانتهاء من معركة "ام دبيكرات" وهي آخر معارك المهدية ضد الاستعمار البريطاني التي وقعت في يوم الجمعة 24/ نوفمبر 1899 بين القوات البريطانية وجيش الامام/ عبدالله التعايشي، تم رصد نتيجة المعركة وكانت كالاتي: إستشهد فيها ألف شهيد، واثنين ألف جريح، وأكثر من التسعة ألف أسير بما فيهم من النساء والأطفال، وتم نفي الأسرى جميعاً إلى مصر وسجون مصر ، وهناك نتيجة برودة الجو وسوء التغذية والسُل الرئوي توفى عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال. من منا لا يعرف، انه بعد توقيع "اتفاقية السلام" في عام 2005 بين حكومة السودان بقيادة حزب "المؤتمر الوطني" الذي تزعمه عمر البشير والطرف الآخر هو "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق، تم علانية النشر في الصحف السودانية والاجنبية عن حصيلة قتلى المجازر التي ارتكبها الجيش والمليشيات المسلحة و الجنجويد في "دارفور" وكردفان وجبال النوبة وأنه حتي ذلك العام 2005، كانت الحصيلة قد فاقت ال(350) ألف قتيل – ولا يدخل في هذا الرقم القديم أعداد الضحايا من عام 2005 حتي هذا العام 2023، وتقول احصائية غير رسمية صدرت من كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم، ان حصيلة القتلى في الفترة من عام 2003 حتي عام 2016 -(وقت صدور هذه الاحصائية )- قد فاق ال(2) مليون و(700) ألف قتيل. ما الذي يمنع قيادات القوات المسلحة والدعم السريع من الاعلان عن ضحايا حرب ال(91) يوم من اجل توثيق امين خالي من التزييف والتعتيم والتزوير؟! واسأل ايضا، ما الذي يجعل السلطة العسكرية الحاكمة في الخرطوم تمتنع باصرار شديد منذ بدء المعارك الي اليوم كشف الحقائق إن كانت هناك دول اجنبية تمد قوات "الدعم السريع" بالمؤن والعتاد والوقود؟!!، وهل هناك جهات خارجية امدت فعلا قوات الدعم صواريخ أرض جو؟!! واسال، هل حقيقة ما قاله "حميدتي" ان الطائرات المصرية تشارك الي جانب القوات المسلحة السودانية ضد قوات "الدعم السريع" وسبق ان نشرت بعض المواقع تصريحه الذي لم يجد نفي من القوات السودانية؟!! هل صحيح ان جماعة "فاغنر" الروسية شاركت في معارك السودان، وان احدي قتلاها (قناص) لقي حتفه في الخرطوم – بحسب تصريح أدلى به الفريق أول/ ياسر العطا في شهر يونيو الماضي -، ونشر تصريحه في المواقع السودانية الصحف العربية؟!! هل حقا ما يقال، إن الإسلاميين وباقي فلول النظام السابق المتواجدين في تركيا كانوا وراء استجلاب الطائرات المسيرة (بيرقدار) لصالح القوات المسلحة؟!! ، وما يؤكد صحة هذه المعلومة، ان الخبير العسكري والمسؤول السابق بسلاح الجو اللواء/ بابكر الطيب قال إن دخول (50) مسيرة تركية من أصل (150) مسيرة لصالح الجيش قد يحسن وضع الجيش الميداني ويجعله في وضع مريح في التفاوض عكس الموقف منذ منتصف أبريل الماضي؟!!، وأن الجيش السوداني بدا في استخدام هذه الطائرات التركية من طراز "بيرقدار" في المعارك؟!! هل جندت القوات المسلحة الي جانبها السجناء والمجرمين العتاة ومشاهير المجرمين والقتلة وافراد كثيرين من عصابات "النيقرز" و"تسعة طويلة، و""كتائب الظل"، و"الوحدات الجهادية" للقتال ضد قوات "الدعم السريع"، وهي حالة الي حد بعيد أشبه بحالة جماعة "فاغنر" الروسية التي قوامها قتلة محترفين ومجرمين لهم باع طويل في عالم الاجرام، وسجناء سابقين قضوا مدة طويلة في أقسى السجون الروسية بتهم الاغتيالات والاغتصابات والنهب المسلح؟!! لماذا صمتت القوات المسلحة عن التعليق ولزمت الصمت المشين، بعد ان قصفت الطائرات الحربية السودانية مناطق أهلة بالسكان، وتعرضت كثير من المنازل الي قصف مركز اودي بحياة الكثيرين وكان اخرها ذلك الخبر المؤلم الذي نشر في "قناة سكاي نيوز" في يوم الاثنين 10/ يوليو الجاري، وافاد، ان عائلة سودانية مكونة من (9) من أفرادها قتلوا في قصف جوي غربي الخرطوم، هم رجل وزوجته وأبناء لهما ومن أحفادهما، وجاء ذلك تزامنا مع ارتفاع ضحايا القصف الجوي العشوائي في عدد من مناطق الخرطوم إلى أكثر من (50) شخصا، من بينهم أطفال، بحسب بيانات مجمعة صادرة من لجان حقوقية وشبابية في أحياء مدن العاصمة الثلاثة، الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري؟!! اين اختفي الناطق العميد الركن/ نبيل عبد الله:الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية؟!!، واين العقيد/ الطاهر أبو أبو جاهة، الذي ورط النظام الحاكم وصرح ان الضباط الاسلاميين في القوات المسلحة هم من أشعلوا معارك أبريل 2023، وسكت عن خفايا واسرار حربية كثيرة يكتنفها الغموض والإبهام خلال معارك ال(91) يوم؟!! [email protected]