كان مافاطر ماتخاطر حقيقة ماحدث في مدينة بحري لايمكن التحدث عن ماحدث اليوم في بحري دون ربطه بما حدث بالأيام السابقة، فكل ماحدث عسكريا في الأيام السابقة كان من أجل هذا اليوم. الهدف الرئيسي للقوات المسلحة كان إسناد سلاح الإشارة ببحري والقيادة العامة في الخرطوم عن طريق كبري القوات المسلحة. هدف الجنجويد كان مواصلة التضييق على سلاح الإشارة والقيادة العامة ومنع وصول أي قوات إسناد. القوات المسلحة في الأيام السابقة كثفت إستهدافها لتجمعات الجنجويد عن طريق المدفعية الثقيلة الموجهة من سلاح المهندسين ووادي سيدنا، بالاضافة للقصف عن طريق الطيران الحربي والمسيرات. الجنجويد أخفوا مركباتهم العسكرية وإحتموا في اوكار بحري في كافوري مربع 3 و 2 ومزارع شمبات والمناطق النائية بالقرب من العزبة وغيرها، وأصبحوا منتشرين في الأحياء الباقية عن طريق سيارات المواطنين المسروقة. بدأت في بحري قبل أيام تتحرك قوات تمشيط من سلاح الإشارة أو معسكر الكدرو القتالي في بعض المناطق والأحياء والشوارع، فكانت قوات الجنجويد تتراجع بإستمرار عندما تشتبك مع قوات الجيش. وهنا كانت الخدعة التي انطلت على القوات المسلحة، مع سوء التقدير، ان قوات الجنجويد أصبحت ضعيفة في بحري، وانها لاتمتلك مركبات قتالية ذات الكثافة النيرانية العالية، وأن جزءا منها قد ذهب عبر كبري شمبات لمساندة القوات في أمدرمان، متناسين أن بحري خطها مفتوح مع شرق النيل وشرق النيل خطها مفتوح مع الخرطوم عبر كبري المنشية. نضف لذلك، اعتقد أن هنالك إختراق إستخبارتي داخل القوات المسلحة، بحيث أن معلومة تحرك أي متحرك من مكان لآخر موجودة عند قوات الجنجويد، وبحسب هذه المعلومة يستعد الجنجويد ويضعون الخطط والكمائن. وهذا ماحدث اليوم حرفيآ، حيث تحركت قوات من الجيش من معسكر حطاب، وقوات عن طريق كبري الحلفاية قادمة من أمدرمان، قوات معسكر حطاب كان هدفها الوصول لسلاح الإشارة والقيادة العامة وذلك عن طريق كبري القوات المسلحة، هذا الكبري تم تمشيطه قبل يومين وتمت السيطرة عليه من قوات سلاح الإشارة، وللاسف كان هذا فعلا غبيا، كشف أن تأمين الكبري والسيطرة عليه من اجل مرور قوات من بحري للخرطوم. في الفجر الباكر تحركت قوات الجيش من معسكر حطاب مع تشويش للنت، قوات الجنجويد كانت مستعدة لذلك ووضعت الكمائن المحكمة، وقوات حطاب إنساقت لتلك الكمائن سوق القطيع. أول الكمائن التي وقعت فيها قوات الجيش كان في منطقة الدروشاب وبدأ المتحرك في الإنقسام والتشتت، حدثت خسائر في المتحرك في المركبات العسكرية ووقع بعض الجنود والضباط في الأسر وآخرون إستشهدوا. جزء من المتحرك واصل التقدم نحو هدفه عن طريق شارع الشهيد مطر الإنقاذ سابقا، وهنا كان الكمين الأعنف، وقعت قوات الجيش في كمين للجنجويد بعتاد كبير وعدد أكبر من الجنود، وظهرت بكميات كبيرة المركبات العسكرية المخبئة ذات الكثافة النيرانية التي تحمل الأسلحة الثقيلة والمدافع المضادة للطيران. في شارع الشهيد مطر تكبدت القوات المسلحة خسائر كبيرة في الأرواح والأسري والعتاد العسكري، وإستشهدت قائد المتحرك برتبة لواء وتم أسر قائد ثاني برتبة عميد وآخر برتبة عميد أيضا، كثير من القوات تشتت وتراجعت وإلتحقت بالقوات الموجودة بالقرب من كبري الحلفاية من ثم تراجعت نحو أمدرمان. خسرت القوات المسلحة هذه المعركة بسبب إنخداعها وسوء تقديرها لحجم قوات الجنجويد الموجودة في بحري وبسبب الطابور الخامس الذي يخرج المعلومة الاستخباراتية، وتسبب هذا في فشل تحقيق الهدف المنشود وهو إسناد سلاح الإشارة والقيادة العامة بقوات وعتاد. القيادة العامة للقوات المسلحة الجمعة 14 يوليو 2023م سعت 16.19 قامت قواتنا فجر اليوم بعمليات تمشيط واسعة لمناطق بمدن العاصمة الثلاث وكلها ناجحة وجرت كما مخطط لها. حدثت بعض الخسائر بجزء من محور بحري وهي لم تؤثر على مجرى العمليات، ولا علاقة لها بالأعداد الكبيرة التي وردت ببيان... — داليا الطاهر- Dalia Eltahir (@dalia_eltahir) July 14, 2023 هذا هو المتحرك الخامس الذي يتعرض لنفس الكمين بدون اسناد جوي او مدفعي او استخباراتي، ويسبقه اعلام الجيش بترويج ان المنطقة آمنة، وهذا يعني اعتماد الاستخبارات في جزء كبير من عملها على وسائل التواصل الإجتماعي، والأنك من ذلك أن بعض المنصات الغير مسؤولة تلمح ببلاهة قبل أيام من تحرك المتحرك أن هذه المنطقة سوف تتحرر أو هكذا تلميحات غبية، فتهدي للجنجويد أيضا معلومات إستخباراتية مجانية. محبة وسلام #خال_الغلابة