مات في البرية كلباً .. فإسترحنا من عواه خلف الملعون جرواً .. فاق في النبح أباه حتى مساء أمس، كنت أظن وزير دفاع النظام البائد الفريق"عبد الرحيم محمد حسين"، الذي أطلق عليه السودانيون تهكمًا لقب "اللمبي"، كنت أظنه استثناءً غبياً وقبيحًا في تاريخ القيادة العسكرية السودانية، من فرط بلاهته وخفة عقله، كما أكاذيبه وعنترياته الفارغة. ولكن بعد أن استمعت إلى الفريق "ياسر العطا"، تيقنت بأن هذا الجيش جيش "كيزاني" كامل الأوصاف، وان أفراد قيادته الحالية هم أبناء شرعيون للقيادة "الكيزانية" السابقة، يحملون كافة صفاتهم الوراثية، و(من أنجب لم يمُت)، كما جاء بالمثل الشعبي. فياسر العطا الذي تُحاصره قوات الدعم السريع مُنذ ما يقارب ال (4) أشهر في مساحة لا تتعدى الكيلومتر الواحد، ما بين سلاح المهندسين والسلاح الطبي، يخرج كُل مرة (متحديًا الملل) بالخُطب الرنانة أمام جنوده. يبث لهم أشواقه وأحلامه، ووعوده – غير المبرئة للذمة – يتحدث عما عجز عن تحقيقه على أرض المعارك، أمام صرخات وهيستريا جنوده المحاصرين معه، يشطح تارة هنا وتارة وهناك. ونتيجة للمشاعر المُرتبكة، والتي هي خليط من الحماسة والذُعر والخوف الشديد. تأخذه العزة بالإثم، ويُحلق بخياله عاليًا قبل أن يسقط على وجهه ، على النحو البائس الذي ظهر به يوم أمس، مُوجهاً اتهامات خطيرة لرئيس دولة كينيا الشقيقة – منها الإرتزاق والرشوة – وهي اتهامات لا تأتي من (صعلوك) بزقاق مُظلم، ناهيك عن أن يتفوه بها عضو برأس الدولة، وثالث رجل بقيادة الجيش!! وفي تصرف (طُفولي) خالص، طلب العطا من الرئيس الكيني أن يأتي بجيشه وينازله! بل وأتهم دولة أخرى – لم يسمها- بأنها تدفع له المال. وزاد بأن طلب منها أيضاً أن تأتي بجيشها حتى يبيده! هكذا تفوه الرجل المُحاصر، مطلقاً العنان لهُراءه في الهواء الطلق أمام جمع محشود ومذعور، دون أدلة أو مُستندات، ودون أي اثباتات!! تعجب الناس وانقسموا أمام حديث "العطا" المليء بالتجاوزات، والخروج عن اللياقة والدبلوماسية. فبينما قال البعض – وأغلبهم من العسكريين المعاشيبن- أن العطا ربما كان (سكرانًا)، تعاطفًا منهم معه حتى يحظى بتعاطف الناس وشفقتهم لا كراهيتهم، باعتباره شخص (غير مؤاخذ)، لكن فات على هذا البعض أنه لم يعد أحد يأخذ الرجل مأخذ الجد، لكثرة وعوده وأكاذيبه منذ بداية الحرب. أما البعض الآخر فقال إن العطا "مدفوع" من الفلول، حتى يخلط الأوراق على "البرهان" ويُبعثرها. خُصوصًا وأن "البرهان" كان قد اتصل على الرئيس الكيني منذ أسبوع، ووصل معه إلى تفاهمات – كما يقولون – وأن العطا يريد أن يُضعف "البرهان"، ويجعل مواقفة (سائلة)، وشديدة الرعونة، تشي بأنه غير مُسيطر على الأمور، وأن لا أحد يأبه له ولا لما يقول ويُقرر. واختلفت الآراء وسط من يتبنون هذا الرأي، فمنهم من قال ان ثلاثتهم – البرهان وكباشي والعطا- متفقون، ويتبادلون الأدوار. وشخصياً أتفق مع هذا الرأي، فجميعهم (نهلوا) من كؤؤس الخيانة الكيزانية، وتربوا في مخادع السوء وعدم الشرف !! إن هذه القيادة (الثُلاثية) المُسيطرة على القوات المسلحة السودانية إذ ترتبط بتنظيم الاخوان المسلمين (الكيزان) بإنحطاطه المعروف، وتحذو حذوه، إلا انها قيادة (متقزمة) و(جاهلة)، حتى بأدبيات عنتريات الفلول الفارغة. فبينما كان سلفهم غير الصالح يرددون (أمريكاروسيا قد دنا عذابها)، تدنت نُسخة (العطا) لتصير (إثيوبيا كينيا قد دنا عذابها)! دنيا زايلي ونعيمكي زايل.