*ما بين "الكسابة" المذكورين في بيان توغو و"المتفلتين" المذكورين في الخطاب المرتجل لحميدتي محاولة يائسة ذليلة لتبرئة قادة الدعم السريع من جرائم الحرب المرتكبة بواسطة قواتهم* *ما وقع من جرائم حرب من قبل قوات الدعم السريع في دارفور لا يمكن طمسها في عواصم اوربية، أفريقية أو امريكية* *خطاب حميدتي وخطاب الحاضنة السياسية يرميان لتبرئة الدعم السريع* السيناريو المتكرر والمتجدد في دارفور، وغرب الإقليم بالتحديد خلال المائة يوم و يزيد، حصار مفروض على المدن والمحليات، قصف عشوائي، اقتحام يتخلله إرهاب مواطنين، سلب ونهب حاجياتهم، يعقبه حرق الأسواق وبعض منازل المواطنين، القتل على أساس عرقي للقبائل الافريقية، علاوة عن إستهداف أعيان هذه المناطق خصوصاً الشهود المحتملين لسرد مستقبلي لما حدث من جرائم حرب بالتفاصيل، امثلة لذلك ما تم في الجنينة من استهداف لمحاميين وناشطي مجتمع وموظفي منظمات خيرية واعيان في الادارة الاهلية، علاوة على إستهداف السكان المحليين (المرجع 1). ينقل نفس السيناريو السابق ذكره الى منطقة سِربا التي تعاني تعتيم إعلامي مقصود منذ اندلاع الموجة الاخيرة من جرائم الحرب. فقد شنت قوات الدعم السريع/ الجنجويد هجوم عنيف على المنطقة وقاموا بسرقة ممتلكات المواطنين واستهدافهم عرقياً وقتل عدد كبير من السكان الذين ينحدر جُلّهم من قبيلة الإرنقا و خليط قليل من قبائل افريقية أُخرى، علاوة على تشريد المئات من منازلهم، الخطير في الامر ان قوات الدعم السريع/ الجنجويد مسنودة بدعم من التيجاني طاهر كرشوم – نائب والي غرب دارفور، قائد مليشيات موالية للجنجويد تعمل على ارهاب السكان المحليين، وعقب ما ورد في تقرير منظومة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بخصوص ما تم في مستري، والذي تم ذكره من قبل كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في احاطته الاخيرة امام اعضاء مجلس الامن (المرجع 2)، وبعد نشاط الإعلام وتسليطه الضوء على جرائم الدعم السريع هناك، أقدمت قوات الدعم السريع/ الجنجويد على فرض حصار على اهالي سِربا الذين أُستبيحت مدينتهم بعد تنكيل ،سلب ونهب وقتل جماعي. المراد من الحصار هو خنق من تبقى وتكميم افواهم من نقل ما وقع عليهم من فظائع. حصار خانق في ظل تعتيم إعلامي وموسم الخريف الذي صعّب من مهمة الخروج من كل جوانب المدينة. ولا يزال الوضع الإنساني سيئ للغاية في ظل وعورة الطريق و إنقطاع الإمداد الغذائي والدوائي عن سِربا. في الجانب الجنوبي من الإقليم، صراع بين الجيش والدعم السريع، لكن سرعان ما أدى إلى حصار ثم الهجوم على احياء المدينة التالية، حي كرري، وحي تكساس الحارة الاولى، والذي ادى بدوره الى قتل 16 من المدنيين العزل، علماً بأن هذه الأحياء لا يوجد فيها مظاهر او مراكز تابعة للجانبين. ويظل الوضع في ذلك الجزء من المدينة في غاية الخطورة في ظل تمركز قوات الدعم السريع/ الجنجويد فيها. في وسط الإقليم حيث مدينة زالنجي، تقرير إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة الاخير (المرجع 3) عكس الوضع على الأرض، المعتقلين بواسطة الجنجويد/ الدعم السريع وايضاً القتلى من المواطنين. وفي نفس الوقت يريد قادة الدعم السريع، والموالين لهم، ومن يوفرون لهم غطاءاً سياسياً، يريدون تغيير سردية ما يحدث وما حدث على الارض. فيقومون ببث كم من ملفات الفيديو من هنا وهناك في محاولة يائسة ليبرئوا أنفسهم وقواتهم من جرائم الحرب التي إرتكبتها في مناطق عدة. وفي المقابل تقوم قواتهم نفسها بطريقة فظة بتوثيق جرائمهم كما فعلوا مع ضحاياهم بالجنينة، في إشارة واضحة أنهم لا يخشون عقاباً او مسائلة ولكن هذه خطة مدروسة ممنهجة لبث الارهاب في من تبقى من السكان المحليين. في الجانب الآخر دلائل موثقة بالفيديو وايضاً شهادات الناجيين من جرائم حرب ارتكبتها قوات الدعم السريع (المرجع 4) قالت عنها المحكمة الجنائية الدولية انها كفيلة بفتح تحقيقات جديدة. حديث قائد قوات الدعم السريع والمتهم الاول في جرائم الحرب الاخيرة المرتكبة في الإقليم، تلخص في اعتذار للشعب السوداني، وان دخول البيوت ليس من قواته انما من قبل من أسماهم بالمتفلتين. لم يذكر دارفور، لم يتحدث عن حصار قواته للعزل وقتلهم والالقاء بجثامينهم في مقابر جماعية، لم يذكر دارفور قط. دلالة أخرى انهم لا يضعون وزناً لجرائمهم هناك ضد انسان المنطقة. في ذات السياق، مخرجات مؤتمر توغو الأخير المنظم بواسطة الدعم السريع عبر المستشار السياسي لقائده، تلخصت في عدة اشياء، نخص منها بالذكر الاقتباسات التالية من البيان الختامي:- الفقرة الأولى "عن خطاب الكراهية – على جميع السودانيين، والدارفوريين منهم خاصة، اعتماد الحوار على المستويين الفردي والجماعي بديلاً لهذا الخطاب المنحط، الذي يعمق الأزمات ويضر بجميع الأشخاص والمجتمعات بالسودان" الفقرة الثانية "على قوات الدعم السريع تقديم تعهدات واضحة واتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث الانتهاكات التي وقعت في الجنينة، في إي منطقة أخرى في دارفور، وذلك بالتصدي للاعتداءات التي تقع على المدنيين من المليشيات المتفلتة—الكسابة—، حتى لا تنزلق دارفور في أتون حرب أهلية شاملة" السؤال هو فيما يتعلق بالإقليم، من الذي يقوم ببث خطاب الكراهية، اليس هم أنفسهم الذين يقومون بذلك ، وبعدها يتلونه بجرائم حرب وتصفيات على أساس إثني. أليس هم من وُثِق لهم قول "ان هذه الارض لم تعد داراً للمساليت بعد اليوم". فيما يتعلق بالفقرة الثانية، فهي تبرأة لقوات الدعم السريع من ما حدث وما يحدث وربط ما سمي بالكسابة او من سماهم محمد حمدان دقلو حميدتي بالمتفلتين، وفي ذلك اعادة جديدة لنفس السرد واللغة والخطاب (المرجع 5) الذي يستخدمه الدعم السريع وقام بفرضه ليكون احد اهم بنود بيان توغو الختامي. تقرير اتحاد دارفور عن اجندة هذا اللقاء الاخير تحدث فيه عما يريد ان يخرجه المؤتمرون في هذا الاجتماع من قبل انعقاده (المرجع 6). يوجه اتحاد دارفور نداءً إلى المجتمع الدولي بضرورة مواصلة الضغط على قوات الدعم السريع لإنهاء الحصار والسماح بالوصول إلى المدينة لمعالجة النقص الحاد في الغذاء والأدوية لتلبية احتياجات المدنيين في سربا. يجب اتخاذ الإجراءات التالية بأثر فوري للمساعدة في تلبية احتياجات ضحايا هذا الوضع الكارثي: – * الضغط على قيادة قوات الدعم السريع والقوات الموالية لها من الجنجويد لوقف العنف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. وسيساعد ذلك من ناحية المنظمات الإنسانية في جمع بيانات حقيقية عن عدد القتلى وأيضًا المساعدة في دفن الجثامين المتناثرة على الأرض في سربا وايضا باقي المناطق. * إنشاء مناطق آمنة في دارفور حيث يمكن حماية المدنيين الواصلين اليها من مليشيات الجنجويد. لا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال تمكين قوى السلام القائمة وتزويدها بتفويض واضح. * إعادة تنشيط الفصل السابع فيما يتعلق بدارفور. يحتاج مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى التحرك الفوري للقيام بذلك لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي نراها أمام أعين العالم. شهادات الناجين من التطهير العرقي الذين تمكنوا من الفرار من زالنجي تدل على عمليات قتل جماعي واستهداف على اساس عرقي. إن الجنجويد وشركائهم لهم خطة واضحة فيما يتعلق بدارفور ، يريدون خلق الفوضى وبث الارهاب و الإبادة الجماعية ، والتهجير القسري لإحداث تغيير ديمغرافي بالمنطقة. * تقديم مساعدات إنسانية فورية لأهالي دارفور ، من خلال تأمين ممرات آمنة للمساعدات من بورتسودان إلى المناطق المتضررة ، بما في ذلك الغذاء، المأوى (خيم ومساكن مؤقتة) والأدوية وغيرها من الإمدادات الإنسانية. * حماية النازحين القدامى وايضاً أولئك الذين نزحوا جراء الموجات الجديدة من العنف الذين لا مأوى لهم في هذه اللحظة، خصوصاً في دارفور. تسببت قوات الدعم والجنجويد وحلفاؤهم من الأحزاب السياسية في الوسط والطغمة العسكرية في هذه الحرب ، ويعاني أهل السودان في مدينة سربا ومدن أخرى من نتائجها بسبب الجشع السياسي الذي يُبرر وسائل تحقيق أهدافهم النهائية الا وهي إكتساب السلطة المطلقة. يحذر اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة من أن عدم اتخاذ إجراءات فورية فيما يتعلق بالوضع في دارفور ، سيؤدي إلى سلسلة من القتل وانتهاكات حقوق الإنسان (المرجع 7) وكارثة إنسانية لا مثيل فيها. الجريمة التي حدثت في دارفور واضحة، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية جميعها يمكن ادراجها تحت الإبادة الجماعية. الجاني في دارفور قوات الدعم السريع وفي مقدمتهم قائد قواته حميدتي. اما الضحية فهم ابناء هذا الشعب من السكان المحليين العزل الذين ابادهم البشير وعبدالرحيم محمد حسين واحمد هارون ونظامهم بابادتهم (المرجع 8) في الموجة الأولى، اما الموجة الثانية للإبادة فقادتها حميدتي، وعبدالرحيم دقلو والقوني دقلو و عبدالرحمن جمعة بارك الله (المرجع 9). لا مناص حتي يمثل هؤلاء المجرمين أمام العدالة، لا مناص. اما الاحزاب السياسية التي توفر غطاء سياسي للدعم السريع، فلهم كفل من ما يحدث الآن وشركاء في عملية إخراج الجريمة. إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة الموقع: http://darfurunionuk.wordpress.com إيميل: [email protected] تويتر: @darfurunionuk المرجع 1:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/06/29/1230/ المرجع 2:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/07/14/1833-35/ المرجع 3:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/07/23/1794-55/ المرجع 4:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/07/08/4234-23/ المرجع 5:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/07/06/1397-55/ المرجع 6:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/07/22/1964-45/ المرجع 7:- https://tinyurl.com/yeyuxcb3 المرجع 8:- https://www.icc-cpi.int/darfur/albashir المرجع 9:- https://tinyurl.com/bddes6vz