مشهد محزن ومؤسف أن ترى هذا الفرار الجماعي لجنود الجيش المتحصنين لأربعة أشهر ونيف في سلاح المدرعات بالشجرة؛ رفقة فلول الكيزان؛ أمام هجوم قوات الدعم السريع الذي ما يزال مستمراً حتى الآن. وقد وصفت معركة المدرعات بين (كيزان الجيش) والإسلاميين المتشددين من جهة؛ وقوات الدعم السريع من أُخرى، بأنها الأقوى والأعنف منذ اندلاع الحرب. منذ صباح أمس الباكر الأحد 20 أغسطس 2023، تشن قوات الدعم السريع هجوماً واسع النطاق من ثلاثة محاور على سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة – جنوبالخرطوم – حيث تمكنت طلائع الدعم السريع من كسر دفاعات الجيش واختراق خنادقه ببراعة شديدة، واستطاعت دخول القاعدة الحصينة التي يتمترس فيها فلول النظام السابق ومطاردتهم وتنظيف المدرعات من دنسهم. استخدمت (الدعم السريع) ذات التكتيك الذكي الذي خاضت به معركة الاحتياطي المركزي، وهو الهجوم على مراحل، وقد حققت المرحلة الأولى من الهجوم – أمس – أكثر مما هو مخطط لها، بفضل شجاعة واستبسال أشاوس الدعم السريع وقدرة قيادتهم على التخطيط والتنفيذ، بقيادة الفريق عبد الرحيم دقلو وأركان حربه البواسل. وهذه المعركة تحديدًا (الشجرة) دخلها الدعم السريع بحنكة وعلى مراحل، انتهت مرحلتها الأولى أمس ليلًا بنجاح، حيث تمكنت قوات الدعم السريع من الانتقال من محيطه (خارج أسواره) حيث كانت تحاصره، إلى داخل أسواره كخطوة أولى فر أمامها الفلول فراراً لا مثيل له، ودمرت العديد من دباباتهم وتم الاستيلاء على بعضها. وفي المرحلة الراهنة – الثانية- جاري العمل على فرض سيطرة كاملة بالتقدم في الداخل خطوة بخطوة، قبل ان تأتي المرحلة الأخيرة بالسيطرة النهائية على كامل المدرعات، ومن ثم تمشيطها وتحصينها من أي هجوم مضاد. هذه هي الخطة الناجعة الناجحة التي تم اتباعها في معركة الاحتياطي ويتم تطبيقها الآن مع التعديلات الخاصة بطبيعة المعركة، فالمدرعات ليس كالاحتياطي وذلك برمزيتها وتأثيرها الكبير على معنويات جيش الكيزان والفلول ، وتدمير اخر قلاع الشر الكيزاني ، حال سقوطها الذي لن يتأخر كثيراً. والذين يملأون الوسائط كذبًا من الأمس ، سيملأونها بكاء وعويل في الغد، وغدًا لناظره قريب. من ناحية أخرى، وهذا الأهم، يعلم الجميع أن ما تبقى من مليشيات المؤتمر الوطني متحصنون بمدرعات الشجرة، ويفرضون إرادتهم على قيادتها الموالية لهم، ويعملون على تجنيد واستقطاب جميع المتشددين والمتطرفين والإرهابيين للقتال بجانبهم تحت عنوان (الاستنفار)، لذلك كان لا بُد لقوات الدعم السريع من القيام بعملية جراحية عاجلة ودقيقة لمعالجة الاختلالات في البنية العسكرية والقيادية لسلاح المدرعات وتحريره وتنظيفه، بأسرع ما يمكن. وهذا ما يجري الآن، لكن ربما يستغرق وقتاً، ليس بالطويل، وإن كنتً أرجح أن تبسط قوات الدعم السريع سيطرتها التامة على (الشجرة) – كاملة غير منقوصة – خلال اليومين القادمين ان لم يكن صباح الغد، وحينها سيعلم فلول الجيش وكيزانهم ومليشياتهم أي منقلب ينقلبون. ان معركة الشجرة ليست معركة الدعم السريع وإنما معركة كل الشعب السوداني ضد الاستبداد والارهاب والفساد، بل هي معركة من معارك التحرر الوطني ضد من فرطوا بسيادة البلاد وباعوها رخيصة في أسواق العمالة والارتزاق، لذا فالواجب الوطني والأخلاقي يتطلب منا جميعًا الوقوف خلف قوات الدعم السريع، والدعاء لهم بالثبات وبالنصر المحقق، وقطع شجرة المكائد والدسائس والفتن والتآمر على الشعب وقتل أحلامه بالحرية والعيش الكريم، واقتلاعها من جذورها، وكسر قرون الشيطان الذي يختبيء بداخل أغصانها الخضراء. ومن يكسر قرن الشيطان غير الرجال الرجال.. الأشاوس الأشاوس.. البواسل البواسل .. ومن غير الدعم السريع وقائدها الجسور ( حميدتي) يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر على (الكيزان).. أعداء السودان.