بدأت أكتب في صحيفة الراكوبة من أعوام طويلة تزيد عن عقد من الزمان ، وقد رأيت فيها ما يميزها من غيرها من الصحف الاسفيرية بما جبلت عليه من مقارعة النظام الانقاذي الهالك ، في موضوعية وعدم اسفاف ، مما مكنها من الريادة في تنوير الناس وتوفير منبر حر لابداء آرائهم بكل شفافية واحترام ، وكان من أميز ما اتاحته الراكوبة لقرائها أنها وفرت لهم فرصة التفاعل مع ما ينشر وذلك بالتعليقات المفيدة التي يستفيد منها الكاتب قبل القارئ . كل ذلك كان محمودا ، ويحسب لها ، في مشوارها الصحفي الممتاز . الا أن الأمر قد اختلف الآن اختلافا بينا فيما يختص بتعليقات السادة القراء الأفاضل على وجه الخصوص، فقد ظهر للأسف نوع من المعلقين تجاوزوا الخط الأحمر في تفاعلاتهم بما يتعداه للتنمر و الشتم والسباب ، والعنف اللفظي الذي لا يطال المعلقين فقط بل يتعداه لتجريح الكاتب بصورة واضحة كل ذلك بصورة متكررة تدعونا للتساؤل ؟ هل هناك رقابة تراجع هذه التعليقات ؟ كما هو معلن بأن كل تعليق لا ينشر الا بعد المراجعة فاذا كانت هناك رقابة فاعلة فكيف سمحت لهذا الاسفاف أن ينشر ؟ واذا لم تكن هناك رقابة فما الداعي للاعلان عنها وهي غير موجودة أصلا .ويجب ان تفعل كصمام امان لعدم جنوح المعلقين . أنا كواحد من الحريصين على مستوى الراكوبة الصحيفة الغراء ، أربأ بها أن تنحدر لهذا المستوى المريع من النشر الذى لا يليق بتاريخها ولا بسمعتها التي عرفت بها . هذه الصحيفة ليست ملكا خاصا لفئة ولا لجماعة تسيرها اينما شاءت لأنها أصبحت ملكا لقطاع كبير من الناس يعتبرونها منبرا حرا شريفا لعرض كافة الأراء دون انحياز وبموضوعية لا يشوبها شيء من عسف الكلام ولا سوء التعبير ، ويقرأوها الكبير والصغير والمرأة والرجل منهم ، لذا فهي مطالبة بتقديم أجود ما عندها . ان الاستمرار في النشر والتعليق لكل من هب ودب دون ضوابط معروفة وبلا رقيب ولا حسيب له مآلات سالبة قد تؤدي في النهاية لانصراف الجادين عنها ووقوعها تحت مسمي الصحافة الصفراء مما قد يدعو في النهاية لخطر ايقافها ، فهنالك ضوابط عالمية بمقاييس معلومة للنشر ، وليس هذا بالكلام الذي يفهم منه تهديد أو يطلق على عواهنه بل هو من باب الحرص على أن تؤدي الراكوبة دورها الموط بها خاصة في هذه الايام الصعبة التي تمر بها بلادنا . أرجو وأرفع النداء حارا لادارة الراكوبة أولا لتقوم بحمايتها من هؤلاء الذين يريدون لها ان تغرق في وحلهم . ثم الرجاء للملتزمين من قراء الراكوبة أن لا ينساقوا وراء كل مسف ومبتزل من المعلقين الذين لايراعون الا ولا ذمة . ولتبقى الراكوبة ظلا ظليلا يتفيأ ظلاله كل عاشق للحرية والديمقراطية . مع تحياتي