أنشئت الاممالمتحدة في أكتوبر 1945م بعد الحرب العالمية الثانية وكان الهدف الاساسي من انشائها هو منع اندلاع الحروب مستقبلا، والمحافظة على السلام والامن الدوليين، ثم توسعت الأهداف لتشمل حماية حقوق الإنسان وتقديم المساعدات الإنسانية وتعزيز التنمية المستدامة وغيرها. منذ انشائها نجحت الاممالمتحدة في إنهاء النزاعات وتعزيز المصالحة في عشرات الدول مثل كمبوديا والسلفادور وغواتيمالا وموزمبيق وناميبيا وطاجيكستان، وقد نالت الاممالمتحدة جائزة نوبل للسلام تقديرا لجهودها في هذا المجال. الانباء تتواتر عن حضور قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح البرهان لجلسات الاممالمتحدة في دورتها ال 78 ، بينما يغيب عنها قادة الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا. قتل البرهان أبناء السودان العزل في الشوارع لأكثر من ثلاث سنوات واغرقهم في النيل وأطاح بالحكومة المدنية الشرعية لثورة ديسمبر، ثم لم يكتفي بكل هذه الجرائم فأشعل الخرطوم بحرب مدمرة وهو نائبه في الانقلاب، قتلت الحرب الالاف وشردت الملايين ودمرت البنية التحتية ومازالت تستعر. وجود هذا القاتل الانقلابي في جلسات الاممالمتحدة يمثل ضربة حقيقية لأهداف انشاء الاممالمتحدة، ونقطة سوداء في جبين الاممالمتحدة ان يطا أرض اجتماعاتها السفاحين والقتلة كالبرهان. لم يتوقف البرهان عند اشعال الحرب بل استعان فيها بأسوأ تنظيم ارهابي، تنظيم الاسلاميين، التنظيم الذي احتضن بن لادن والظواهري وحاول اغتيال حسني مبارك ودعم عشرات الحركات المتطرفة حول العالم. التنظيم الذي صدرت ضد حكومته (الانقاذ) عشرات القرارات من الاممالمتحدة ومجلس الامن حتى وصلت مرحلة البند السابع وإرسال الاف الجنود الدوليين لحماية مواطني دارفور من بطشه، وظل الجنود الدوليين لأكثر من خمسة عشرة سنة داخل السودان لم يخرجوا الا بطلب من حكومة الثورة. التنظيم الذي اشعل السودان بالحروب شرقا وغربا وجنوبا وقتل ثلاثمائة الف مواطن في دارفور، وقبل ذلك قاد حربا دينية سيئة السمعة ضد السودانيين الجنوبيين، فانفصلوا عن بلد يحكمه اهل الهوس والتطرف والإرهاب. بقتله للابرياء العزل من شباب ثورة ديسمبر، واشعاله الحرب، وتحالفه مع التنظيم الاسلامي المتطرف، اصبح البرهان مهددا فعليا للسلام والامن الدوليين، ونموذجا فجا لتقويض أهداف الاممالمتحدة في حفظ السلام والامن. قادة الاممالمتحدة اذا كانوا ما يزالون يؤمنون باهداف ومباديء هذه المنظمة فان عليهم ان يرغموا هذا الدكتاتور على الرضوخ للسلام وايقاف الحرب وتسليم السلطة للمدنيين، فهذا هو الطريق الوحيد لانقاذ الشعب السوداني من ويلات هذه الحرب اللعينة ومن كوارث الانقلاب العسكري، أو تكون هذه المنظمة قد تحولت كما وصفها البعض الى غرف مغلقة ( لطق الحنك) فقط. [email protected]