البلابسة يقولون أن قوى الحرية والتغيير هي الجناح السياسي للدعم السريع، وهو جناحها العسكري. وهذا غير صحيح، هذه دعاية كيزانية نشرها وينشط في نشرها الكيزان بغرض النيل من القوى المدنية التي ثارت عليهم واسقطتهم. قوى الحرية والتغيير تنشط ضد الحرب وتدعو لايقافها، ولو ارادت ان تحارب الكيزان لحاربتهم بنفسها، والتاريخ القريب شاهد على أن القوى السياسية حين أرادت الحرب حاربت بعضويتها ولم تعتمد على غيرها. فهي حاربت الكيزان عبر قوات التجمع الوطني الديمقراطي، وكان لكل حزب جيش خاص به من كوادره واعضاءه، حزب الأمة القومي كان له جيش الأمة للتحرير، الحزب الاتحادي قوات الفتح، الشيوعي قوات المجد، التحالف السوداني قوات ساف، البجا قوات البجا، الرشايده قوات الأسود الحرة والخ. جميع هذه الجيوش حاربت الانقاذ في التسعينيات، جميع هذه الجيوش تكونت من سودانيين شباب وطلاب وعمال واطباء ومهندسين واساتذة جامعات وشعراء وادباء وكتاب وغيرهم، جميعهم حملوا السلاح ضد الكيزان في التسعينيات وقدموا شهداء اجلاء وجرحى، ولو ان الشعب دعمهم في ذلك الوقت واستعاد المدنية والديمقراطية بهزيمة انقلاب الانقاذ لما وصلنا إلى ما وصلنا اليه الان من حرب ونزوح بفعل تركة نظام الانقاذ الشمولي. أهم أسباب حمل الاحزاب للسلاح كانت هي انقلاب الكيزان على حكم الشعب المدني الديمقراطي، ورفضهم لاي حوار لإعادة الحكم الشرعي، ومنعهم تماما للنشاط السياسي ومصادرتهم لدور الاحزاب وممتلكاتها، واعتقالهم لكوادر الاحزاب وتعذيبهم في بيوت الاشباح وقتلهم بأبشع الطرق، وقالوا للاحزاب فوق ذلك قولتهم الشهيرة ( نحن الحكومة دي قلعناها بالسلاح العايزها يجيها بالسلاح). لهذا حملت الاحزاب السلاح للدفاع عن حقها في الحياة والوطن وفي حرية العمل والنشاط السياسي، والزود عن الشرعية الديمقراطية، واستطاعوا ان يجبروا الكيزان على التراجع عن موقفهم واضطروهم الى فتح النشاط السياسي للاحزاب وارجعوا لها ممتلكاتها، ولكنهم واصلوا الانفراد بالحكم، فقاومتهم هذه الاحزاب مدنيا عبر هامش الحريات الذي انتزعته بكفاحها وظلت تناضل ضدهم حتى اسقطتهم بثورة ديسمبر . بعد سقوطهم بالثورة لم يحتمل الكيزان السجون ولا الأبعاد من الحكم، رغم ان القوى المدنية التي حكمت الفترة الانتقالية لم تعذبهم في بيوت اشباح ولا قتلتهم بدق المسامير في الراس ولا بالخوازيق في الدبر، بل تعاملت معهم بالقانون وباحترام كرامتهم كادميين، فحاولوا عبر كيزان الجيش ان ينقلبوا على حكومة الثورة كذا مرة حتى حققوا ذلك في 25 اكتوبر 2021، ولكن الاحزاب واصلت النضال المدني السياسي وجاءت بالاتفاق الاطاريء الذي وقعه الجيش والدعم السريع، لكن الكيزان وقفوا ضده وهددوا بحرق السودان اذا تم تنفيذه. استطاع كيزان الجيش ان يسحبوا الجيش من الاتفاق الاطاريء لكن القيادات العسكرية المستقلة حاصرت البرهان وطالبته بتوقيع الاتفاق ، فلما شعر الكيزان بذلك اطلقوا الحرب ضد الدعم السريع ووضعوا الجيش امام الامر الواقع. هذه الحرب اطلقها الكيزان، وسوف يواصلون فيها حتى يحرق السودان كله او يستسلم لهم الشعب ليحكموه بالكرباج والمليشيات مرة اخرى، ولكننا نقول لهم ان هذا الشعب لن يحكمه الكيزان مرة اخرى، ولو اضطرت هذه الاحزاب مجددا لحمل السلاح في وجههم كما حملته في التسعينيات، فليرعووا فهذه البلاد ليست ملكا لهم ولا وقعت لهم في (كرتلة). [email protected]