خبر جديد له علاقة بالمقال: قصف جوي وانسحاب الجيش من العيلفون والدعم يقتحم المنطقة ومحامو الطوارئ يدينون المصدر- "السودان نيوز" – الجمعة 6/ أكتوبر 2023- قال شهود عيان ان الطيران الحربي استهداف تمركزات الدعم السريع بمنطقة العيلفون . وكانت قوات الجيش السوداني قد انسحبت من المنطقة اليوم فيما اقتحمت الدعم السريع المنطقة في أحياء حي الشروق و الامتداد و الصفا و القطاطي في منطقة العيلفون، مع إنسحاب تام للجيش ودخولهم الى معسكراتهم ونزوح جماعي للمواطنين من المنطقة. و أدان محامو الطوارئ تعدي قوات الدعم السريع على المدنيين بمنطقة العيلفون وممارسة الانتهاكات ضدهم، وقال محامو الطوارئ في بيان لها اليوم إن الدعم السريع مارس النهب والتهجير القسري للسكان واعتقل المدنيين الفارين من العيلفون، وقيد حق التنقل بوضع ارتكازات للتفتيش. ثلاثة علامات أكدت بصورة قاطعة علي سقوط العاصمة المثلثة في يد قوات "الدعم السريع"، ماعدا مناطق قليلة لم يتم الحسم حولها، والكلام ليس من عندي وانما من عمليات رصد المعارك التي وقعت في الفترة الاخيرة ونشرتها الصحف وبثتها المحطات الفضائية العربية.- انتهى- أولى العلامات الدالة علي سقوط العاصمة، كانت يوم هرب البرهان من الخرطوم الى خارجها في يوم الخميس 24/ أغسطس الماضي 2023 بعد (130) يومًا من اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، غادر رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مقر القيادة العامة متجاوزًا الحدود الإدارية للخرطوم إلى عطبرة بولاية نهر النيل قبل أن يصل إلى بورتسودان مركز ولاية البحر الأحمر. هرب البرهان تاركا خلفه كل شيء يملكه او يقتنيه، وترك مهام حماية العاصمة لضباط أخرين يعانون اليوم المرء الأليم من حرب لم يألفوها من قبل، ولا درسوا بالكلية الحربية ابسط ابجديات علم حرب الشوارع، هروب البرهان معيب للحد البعيد وما كان يجب عليه أن يلوذ بالفرار وهو الجنرال الذي عرك الحروب والمعارك في مناطق الجنوب ودارفور واليمن. كان الواجب عليه أن يبقي صامدا صمود الأسد في عرينه، مناضلا لم يتخلي عن سلاحه، ومقاتلا حتي آخر طلقة في سلاحه الناري، وأن يبقي في موقعه بالميدان ليكون قدوة للضباط والجنود، كان الواجب عليه ألا يغادر العاصمة ويبقي فيها، ويكون حاله مثل حال ربان السفينة التي علي وشك الغرق، يكون هو أخر من يغادرها بعد إجلاء كل من كانوا عليها، أن يكون في جرأة مضيفات وطاقم الطائرة عند الاحتراق يصمدون ولا يبارح أحدهم الطائرة حتي خروج اخر المغادرين. هرب البرهان من الخرطوم لانه كان يعرف – بحسب حسه العسكري – أن العاصمة آلت لعدوه اللدود "حميدتي"، ووجب عليه أن يغادر البدرون باسرع فرصة قبل أن يلحقه الموت علي أيدي الدعامة… نجا البرهان من الاعتقال والموت ولكنه لم ينجو من شماتة الملايين علي هروبه المذل. ثاني العلامات الدالة علي سقوط الخرطوم في يد قوات "الدعم السريع"، أن الجنرالات الذين في السلطة سبق أن أكدوا في تصريحات كثيرة في بداية أيام المعركة أبريل 2023، أن المعارك لن تطول وستحسم خلال سبعة أيام!!، ولكنهم لم يفشلوا فقط في حسم المعارك، بل فشلوا حتي في فك الحصار عن القيادة العامة الذي دخل يومه ال(174)!! وارجع الي تصريح قاله الخبير العسكري محمد عبد الكريم لصحيفة "الشرق الأوسط"بتاريخ يوم 11/ أغسطس 2023: «الحرب في السودان امتدت لزمن أطول مما كان متوقعاً لها بل أكثر من الزمن الذي قدره مَن خططوا لها. لم يكن أحد يتوقع أن تستمر لأكثر من أسبوعين في أسوأ أحوالها». ويضيف أن الجيش كان يظن أن «الحسم سيتم في وقت وجيز على اعتبار أنه يعرف تفاصيل تسليح "قوات الدعم السريع" وأن لديه ضباطاً منتدبين للعمل في "الدعم السريع")». في يوم الاثنين 2/ أكتوبر الحالي 2023- أي قبل أربعة أيام مضت- فجر البرهان مفاجأة أذهلت كل من سمعها، ونشرت صحيفة "نبض السودان" المفاجأة تحت عنوان (البرهان يحدد «7» أيام لحسم التمرد واعلان الانتصار)، وأفادت الصحيفة : (حدد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة سبعة أيام فقط لنهاية الحرب وإعلان انتصار الجيش وهزيمة التمرد ومن يقف خلفهم جاء ذلك خلال مخاطبة عفوية لتدافع جماهيري كبير أثناء زيارته معبر ارقين الولاية الشمالية.). – انتهي- فاذا كان البرهان في يوم 2/ أكتوبر قد حدد حسم خلال سبعة أيام كما قال، فهذا يعني أن الخرطوم ستتحرر تمامآ من "قوات الدعم السريع" في يوم الإثنين 9/ أكتوبر الحالي!!! ولكن هناك خبر جاء وأكد أن الأحداث تأتي بما لا يشتهي البرهان الذي فقد بوصلة القيادة ، فقد نشرت صحيفة "العرب" اللندنية خبر جاء تحت عنوان (المسيرات آخر سلاح أمام الجيش السوداني لوقف تقدم الدعم.)!!، وهذا يعني أن القوات لم يعد عندها من سلاح (ترهبون به عدو الله الا المسيرات التركية.)!! وخبر أخر نشرته صحيفة "الشرق الأوسط " اللندنية تحت عنوان (البرهان يوجه بتدريب المدنيين المتطوعين لقتال «الدعم السريع».).، فلماذا اذا يلجأ البرهان لتجنيد الشباب وهو عنده جيش قوامه نحو (100) ألف جندي؟!!… أين أختفي هذا الجيش العرمرم، وهل هو في نقصان دائم لدرجة الاستعانة بتجنيد الشباب؟!! لماذا استعان البرهان بكتيبة "براء بن مالك" الاسلامية المتطرفة، وهو الذي حذر من قبل الاسلاميين من التدخل في شؤون الجيش السوداني، ونشرت صحيفة "الوحدة" في يوم 13/ نوفمبر 2022، خبر جاء تحت عنوان (البرهان يحذر الإسلاميين من التدخل في الجيش السوداني)، وجاء فيه: ( أصدر رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان يوم الأحد، تحذيرا صارما آخر للإسلاميين وفصائل سياسية أخرى من أي تدخل في شؤون الجيش، وقال البرهان في كلمة في قاعدة للجيش غرب العاصمة "ما هنسمح لجهة تعبث بالقوات المسلحة، ولا نسمح لجهة بأن تفككها ولا تدخل فيها يدها". وأضاف "حذرنا الإسلاميين من محاولات التدخل في الجيش وتقسيمه". وقال البرهان في الخطاب "ما فيه تسوية ثنائية، فيه ورقة قدمت عملنا عليها ملاحظات تحفظ للجيش استقلاليته، نحذر السياسيين من التدخل في القوات المسلحة".). هل بالفعل فقد الجيش قوته تماما فاستعان البرهان بالضباط القدامى وسعي لتجنيد الشباب، وضم "كتيبة الظل" الاسلامية التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين الى صفوف القوات المسلحة، وأعطي كتيبة "براء بن مالك" الاسلامية المتطرفة نفس المكانة المميزة التي كانت تشغلها قوات الدعم السريع في زمن الرئيس المخلوع ومن بعده البرهان والتي استمرت حتي يوم 14/ أبريل الماضي؟!! ويبقي السؤال المحير مطروح بقوة، اذا كان البرهان عنده جيش قوامه نحو (100) ألف جندي، وعنده الطائرات المصرية والمسيرات التركية، وتحت أمرته شباب التجنيد، والمنظمات الاسلامية المسلحة بعتاد ثقيل.. فلماذا اذا سقطت العاصمة الخرطوم ومازالت في يد قوات "الدعم السريع "، واستعصي علي الجيش استردادها؟!! هل حقيقة ما يقال، أن الضباط الاسلاميين في المؤسسة العسكرية طلبوا بلهجة أمرة من البرهان الابتعاد تماما عن قيادة القوات المسلحة التي فشل هو فشل مخزي في قيادتها تحقيق ولو نصرعسكري واسع، وانهم (الضباط الاسلاميين) سيتولون علي الفور إدارة دفة المعارك بطريقتهم الخاصة وليست بالطريقة البدائية التي تنتهجها القيادات العسكرية العليا في القيادة العامة؟!! ثالث العلامات الدالة علي سقوط العاصمة في يد "حميدتي"، أن البرهان يخشي زيارتها واكتفي بزيارات بعض المدن الأمنة وبعيد عن المعارك. بكري الصائغ [email protected]