لا تزال الحرب في السودان على أشدها و كنا قد إقترحنا ما أسميناه بجرعة الكينين المرة و تتلخص في الآتي: 1- قيام ضباط من الجيش من الرتب الصغيرة رائد فما دون بتحييد القيادة و جماعة كرتي و بقايا العهد المباد كليا و الشروع في تكوين جيش وطني حقيقي جديد. يتم ذلك بالتعاون الكامل مع لجان المقاومة ذلك بحكم المعرفة اللصيقة ببعضهم و تقوم اللجان بتسويق الفكرة لدى عامة الشعب. هذه الخطوة من صغار الضباط تثبت للمواطنين جدية التغيير بدفع ثمنه مقدما عربون وفاء و إلتزام تجاه الثورة و التغيير. هذه الخطوة ستشجع الشعب على إعادة الثقة بجيشه الوطني الوليد و هي خطوة كبيرة في إتجاه تلاحم الشعب مع الجيش. 2- يقوم الجيش الوطني الجديد بالترتيبات اللازمة و بالتعاون التام مع لجان المقاومة على الإعداد لعملية تحرير الوطن من الجنجويد. 3- في حال إكتمال الإستعدادات اللازمة يقوم الجيش الوطني الجديد بالطلب من الجنجويد وضع السلاح و تنفيذ إرادة الشعب. في حال عدم إستجابة الجنجويد لنداء الشعب يصبح الإجلاء بالقوة حتميا و على الشعب الوقوف كليا مع جيشه لتحقيق هذه الغاية. هذا هو الطبيعي و ليس الهروب من مطار لمطار و من بلد لبلد و من طامع إلى طامع ولإستجداء النصرة و كان العالم "قدح ود زايد". الشعوب التي تريد أن تتحرر لابد لها من دفع ثمن ذلك. إقترحنا هذا منذ الأيام الأولى لبدء الحرب التي هي الآن في شهرها السابع و الحبل على الجرار. زعيم عصابة الجنجويد قال ليكم بالعربي السوداني الفصيح و الافصح من الفصيح "الما بكاتل ما عندو رأي". و مع ذلك يصر بؤساء السياسة السودانية على ما هم فيه الآن و هم يعلمون حقيقة القول و قائله. قلناها و منذ البداية انه سيقف على جانبي طاولة جدة جنرالان يوجههما سيد العالم اليوم و سيترك في خواتيم اللقاءات مكان قصي في قاعة التفاوض لسماسرة السياسة السودانية ليخرجوا لنا بالتصريحات و كم كرسي في السلطة التي هي للعسكر دون منازع. ما نراه في أديس أبابا الآن هو مقدمات لازمة للجلوس في الركن القصي ليس في طاولة التفاوض التي هي "للبكاتلو" و لكن في القاعة. من يهرب لا يستحق مكانا في طاولة مفاوضات خدمها أطرافها بالحديد و النار. هذه هي الحكاية باختصار و لا بديل حتى الآن عن ما أسميناه بجرعة الكينين المرة. تاجر السياسة السوداني تراه يقول "لا للحرب" و هو يمعن في الهرب في محاولة تعويضية لتبربر الهروب و هي في حقيقتها تثبت عدم جدية الهارب! نقول للهاربين في أديس لكي توقفوا الحرب هلا وقفتم على حيلكم أولا بدلا عن إستجداء عواصم العالم؟ 6 أبريل يحبنا و نحبه