أجبرت ظروف الحرب القاسية مائدة محمد (20) عاماً على إنجاب طفل في مركز إيواء للنازحين بمدينة ربك في ولاية النيل الأبيض جنوبالخرطوم بعد أن اضطر الآلاف إلى الفرار من جحيم الاشتباكات المسلحة. من رحم النزوح خرج (توفيق) إلى الحياة ليواجه مستقبلاً مجهولاً ما بين أوضاع التشرد الصعبة وأمل العودة إلى الديار بعد توقف المعارك الحربية، ويحمل الطفل الصغير رسالة من الأمل والإصرار، إذ أثبتت مائدة أنه حتى في الظروف الصعبة يستطيع الإنسان أن يجد قوته في التضامن والروابط الإنسانية، والحياة تستمر على رغم دوي القذائف والرصاص. اهازيج وغناء في تجمع معسكر الإيواء استُقبل "الضيف الجديد" بالأهازيج والغناء من قبل النازحين الآخرين المتعطشين لأية بسمة تخفف عنهم مشوار المعاناة الذي بدؤوه انطلاقا من خروجهم من منازلهم في العاصمة الخرطوم وحتى وصولهم إلى ولاية النيل الأبيض التي استقبلت آلاف النازحين. سعادة ومسؤولية تقول والدة توفيق إنها "تشعر بسعادة ومسؤولية في الوقت نفسه"، متحسرة على عدم استقرار أسرتها الصغيرة في منزلها، "هذا طفلي الأول أتمنى أن تتوقف الحرب ويعيش في ظروف أفضل ويحظى بعناية جيدة بعيداً من أوضاع النزوح والتشرد. معاناة كبيرة وأضافت مائدة أنها "عانت بشدة، يوم مولد توفيق، بسبب وجود وحدة صحية واحدة في معسكر الإيواء تعمل من الثامنة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر، علماً أن هناك نساء حوامل في حاجة لخدمات الطوارئ، لافتة إلى أن المتطوعين في معسكر النزوح وقفوا إلى جانبها وذللوا كل العقبات حتى الساعات الأولى من الصباح. ومضت قائلة "تقديراً للخدمات الجليلة، أطلقت اسم طفلي على المتطوع توفيق الذي وقف إلى جانبي على مدى يومين.