عدنا من بين الركام والرماد نستبصر دروب أمنياتنا العجاف عسى نرى من خلف سبل الوجع ما يسكت الالم المفجع في دواخل آلاف الأسر المهجرة قصرا إلى مسارب المجهول و التايهة في نفق جحيم السراب ،تلتقط العين مآسي زمن لعين وحال أناس تقطعت بهم السبل وعلى قواميس الالم طحنتهم الحاجة و دكت المأساة فرحة الغد في عيون أطفالهم واصبحوا في عرف البؤس نازحين يتلقف الياس كل أحلامهم و يتمدد القفار أمامهم باسط ذراعيه. لا عاد من شئ يغلف المأساة ولا من شئ يحجب البؤس ويسقط من النفوس المترعة بالحزن الالم فقد أصبحت كل الدروب تنتهي حيث لا شيء يحصد ولا جديد ينال بعد أن أصبح الموت يستجدى ليصمت انات الالم وتمددت الفاجعة في كل الدور وفي الموت بات الضعفاء يرون الرحمة التى تريح في الأرواح ما تعانيه من فاجعة ،لقد ضنى زمان الناس و هلكت كل أحلامهم في لحظة عبث. لم تفضي الطرق الوعرة لشئ ولم تقود المأساة الا إلى نفق مجهول النهاية و الحرب أسقطت كل الأقنعة وجردت الملثمين من زيفهم وعرت المغيبين أمام الحقيقة وان كل الدواعي باطلة البست ثوب حق وأن شعارات الزيف غطت ببلاهة العيون من الأبصار وغيبت العقول عن الإدراك وان الدم المسفوح بلا هدف وغاية جمر يشعل كل الغضب و ياجج في النفوس داء الكراهية ولن يتوقف ثاره و اثاره . واهم من ظن أن الناس ستنسى فواجع الحرب وويلات ما عانته من منظار موحشة وما اغترفه المجرمون من انتهاك جسيم .