سامي الطيب أراد الجيش الاستيلاء على السلطة كما ظل يفعل دائماً. وكان الهدف الأساسي من انقلاب 15 ابريل هو الاجهاز التام على ثورة ديسمبر بصورة نهائية وإعادة السلطة للإخوان المسلمين في طبق من ذهب، ليتصدر المشهد هذه المرة أبطال هذا العبث الاجرامي البرهان وكرتي بدلا من البشير والترابي. لكن منفذي هذه العملية الاجرامية نسوا أن الزمان ليس هو ذاك الزمان ولا حتى المكان ولا الظرف. وأكبر أخطاء المؤسسة العسكرية هذه المرة وقوفها علنا ضد ثورة الشعب في وقت مبكر للغاية ... وقيامها بسلسلة جرائم متتالية ومتلاحقة من أجل تحطيم حلم الشعب بتحقيق امنيته في التداول السلمي للسلطة بعيدا عن حكم العسكر. قام البرهان بفض اعتصام القيادة العامة، وخلق مجموعة من الأزمات لخنق وإعاقة حكومة الثورة وصلت الى إعدام السكر واعدام ورق الجوازات وقفل الميناء وصناعة اعتصام الموز ثم نفذ انقلابه الكامل في 25 أكتوبر 2021. وشرع في إعادة كل منسوبي النظام السابق للواجهة بل وعوّضهم عن فقدانهم لوظائفهم. وساعد البرهان في جميع قراراته المتخبطة أصحاب البندقية (الحركات المسلحة والدعم السريع). لكن عندما قرر البرهان ممارسة هوايته في المراوغة والتملص من الاتفاق الإطاري والانقلاب عليه، لم يجد في صفه هذه المرة الدعم السريع الذي رفض مواصلة الكوارث التي تؤدي كلها الى عودة الكيزان. فكر برهان ثم قدر فقرر تنفيذ انقلاب آخر في 15 ابريل بسحق الدعم السريع وإلغاء الإطاري واعادة احزاب الثورة الى السجون واعلان الجمهورية الكيزانية الثانية.. هذه الأحلام تحطمت لأن برهان في فضيحة عسكرية كبرى، لم يكن يدرك مدى قوة الدعم السريع وما هي درجات تسليح ، فوقع في فخ الهزائم وتحطيم الوطن .. وبدلا من الرجوع الى الحق والعمل فورا على إيقاف الحرب .. كابر بالاستمرار فيها تسنده فلول النظام السابق وجميع أعداء ثورة ديسمبر بالأكاذيب وتضليل الشعب وتغبيش وعيه بخطابات الكراهية والعنصرية. سكاي سودان