بعد مرور أسبوع واحد فقط من إطلاق الكيزان لحرب 15 أبريل، ارتفع نعيق الكتائب الإعلامية التابعة لهم؛ الناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى شاشات الفضائيات العربية الموبوءة بالمُنحطين أخلاقياً ومهنياً من توالف وسواقط نظام المخلوع البشير، وأراذل صحافة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم اللص صاحب (الأحداث)، الحدث الأكبر (عادل الباز)؛ وتابعة الخنوع؛ مزمل أبو القاسم، وزعيم العبابطة (جمع عبيط) المنتفخ خيانة "الضو بلال"، المُحسِّن إلى "ضياء الدين بلال"، إضافة إلى أسيادهم اللصوص الصارخين من اسطنبول على شاشة فضائية مُفتي قتل ثلث الثوار لاستصلاح الثلثين، الداعشي "عبد الحي يوسف".. أجمعت كل هذه الشراذم وشذاذ الآفاق على أهمية تدمير الجسور والبنيات التحتية لتحقيق النصر على الدعم السريع، لكن حصار و تردد ضابطهم في الجيش، "عبد الفتاح البرهان"، أرجأ التنفيذ، إلى أن أصبحت هزيمتهم (ونسة) دولية، يتحدث عنها العالم بأسره، فقرروا أن يحققوا ولو انتصاراً واحداً على (العدو)، فضربوا بالأمس القريب (كبري شمبات)، وهاهم يضربون اليوم "جسر جبل أولياء"، لقطع الطريق أمام قوات الدعم السريع من استخدامه كجسر بديل لكبري شمبات، وهذا هو السبب الحقيقي لقصفهم الجسر اليوم، وإلا ما هي مصلحة قوات الدعم السريع في قصف جسر يمكن ان تستخدمه منفذًا ومعبرًا لها؟! في المرة السابقة، بعد قصفهم لكبري شمبات، انتبهوا إلى أن الأمر سيكون محض (كوميديا سوداء)، ولن يوقف ضحك العالم عليهم أو يقلل من هزيمتهم النفسية والماديّة، فأنكروا أنهم من فعل ذلك، ونسبوه إلى الدعم السريع، تمامًا كما يفعلون الآن في بيان كاذبهم الرسمي، ولكن لم يصدقهم أحد كما لن يصدقهم أحد اليوم أيضًا ، فلجأوا إلى كرتهم الأخير والأثير؛ الكذب والتبرير بالدين. أمس شاهدت واستمعت لفتوى غريبة من (شِدة) بؤسها ونذالتها فاقت فتوى شيخهم صاحب (قناة طيبة)، الخبيث، فجاؤوا باحد كهولهم على قناته متكئاً على عصا يسند بها ثقل نيف وثمانين عاماً انصرمت من عمره الذي افناه والغاً في الدم الحرام والمال الحرام والفتاوي الحرام، يا له من عجوز يمشي على حافة قبرة حاملاً على كاهله أثقالاً من أدران الدنيا وأطناناً من قاذوراتها ليقابل بها ربه. مفتي الكباري الثمانيني الخرِف، قال إن الجسور والبُني التحتية تعتبراً جزءاً من (استراتيجية) المعركة، وإذا قرر الجيش (يقصد "علي كرتي") تدميرها فليفعل، وليس هناك ما يمنع ذلك، خصوصاً إنه يخو ض حرب مدن، وبالتالي فإن جميع الأعيان والمؤسسات المدنية هدفاً مشروعاً للنيران. هكذا قال مفتيهم البائس بالأمس وهاهم يطبقون فتواه البائسة اليوم على أرض جبل الأولياء! وبرر (الكوز الثمانيني الخرِف) فتواه بتدمير الكباري والجسور بالقول بانها (استراتيجية حرب المدن)، وما هي باستراتيجية بطبيعة الحال، ولكنها أخلاق "الكوز" الرديء، الذي يقفز من منبر الدين إلى كرسي التحليل السياسي كما القرد. وهو كما عموم الفلول والكيزان الكذبة بمن فيهم ضباطهم الكبار لا يفقهمون مثقال حبة خردل من (الاستراتيجيا)، فلقد خبرنا (خبرائهم) الاستراتيجين وتحليلاتهم على القنوات الفضائية، كما رأينا رأي العين استراتيجتهم في هذه الحرب، وكيف جلبت عليهم الهزيمة والموت والعار والشنار، فولوا الأدبار وأطلقوا سوقهم نحو (البحر) ومصر، وتركوا مدينتهم تئن، وهاهم قد بدأوا تدميرها! لعمري، فإن النصر لا يُدرك بتدمير الكباري، ولا يدُرك من على البُعد، فالانتصار يحققه الرجال على أرض المعركة كما يحدث حاليًا، والنصر الأخير قريب بإذن الله، ولو دمروا كل جسور وكباري البلاد، وتساقطت حجراً حجراً، فينطق الحجر ويقول؛ يا شعب السودان؛ هذا (كوز) خلفي فتعالوا واقتلعوه، فيقتلعوا اقتلاعًا، كوزا كوزا، وبلبوسا بلبوسا، حينها تبدأ معارك الأعمار، ومنها إعمار المساجد التي ستقوم على أنقاض مساجد الضرار.