على الرغم من الترحيب الواسع بإعلان سبع من حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق سلام جوبا تراجعها عن الحياد تجاه الحرب في السودان وانحيازها للوقوف خلف القوات المسلحة في حربها ضد الدعم السريع إلا ان بعض المراقبين و المحللين السياسيين حذروا من ان يؤدي ذلك الى دخول البلاد في حرب أهلية. الحياد لقبول الوساطة وكانت الحركات قد عقدت مؤتمر صحفي ببورتسودان الخميس الماضي وضحت فيه رؤيتها وأكدت تمسكها المطلق بوحدة السودان وقطعت بانها لن تسمح بتمرير أجندة تفكيك السودان الجارية واتهمت الدعم السريع ومليشياتها المرتزقة بالوقوف، خلف ذلك لتنفيذ أجندة أجنبية ولفت في بيان لها الى ان تجاوزات مليشيا الدعم السريع تصاعدت في قتل المواطنين العزل علي أساس العرق وفتح معتقلات خطيرة في الخرطوم وأم روابة ونيالا وزالنجى والجنينة وآخرها محلية أم كدادة بجريرة تهم سياسية وكشفت عن أن رؤيتها لحل الازمة تتضمن وقف فوري ودائم لإطلاق النار ودعت للتوافق على مشروع وطني سوداني متفاوض عليه عبر إرادة سودانية ولم تمض ساعات على البيان والمؤتمر الصحفي حتى اعلن نجمع قوى تحرير السودان تمسكه بالحياد وكان من اللافت تزامن تبرؤ هذه الحركات مع لقاء القوات المشتركة التي تضم مقاتليها مع نائب رئيس قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو ورفض الناطق الرسمي بإسم تجمع قوى تحرير السودان فتحي عثمان احمد تمثيل التجمع في أي محفل أو الحديث بلسانه دون تفويض وأكد ان مشاركة الرفيق صلاح الولي في المؤتمر الصحفي الاخير تمت دون تفويض أو تكليف من قيادة التجمع موقف ايجابي ووصف القيادي بالكتلة الديمقراطية الأمين العام لتمازج د. محمد اسماعيل زيرو موقف الحركات بالإيجابي جدا وأشار الى أنه الموقف السليم الذي كان يجب أن تتخذه الحركات منذ الوهلة الأولى وقال في تصريح للراكوبة لكن هذه الحركات كان لديها تحفظات في عدد من الملفات لذلك لم تعلن موقفها صراحة لكن هي ظلت تدعم وتقف في الصف الوطني وفي صف الجيش بطريقة غير معلنة والان جاء الوقت المناسب للحركات كي تعلن موقفها صراحة بعد تعنت القوة المتمردة تجاه أهل دارفور و هذا ما جعل كل الحركات تقف موقف ضد الحياد لأنه لم يجدي نفعا في اثناء الدعم السريع عن تمرده بل ازداد في التعنت واوضح أن الحركات التي تقف مع الجيش حوالي 7حركات من جملة 9حركات في مسار دارفور منها 8حركات وواحدة من المنطقتين ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الذي به حركة واحدة تقف مع الجيش. تأرجح المواقف ولفت الى وجود تأرجح في مواقف حركتي تحرير السودان بقيادة د الهادي إدريس و حركة تجمع تحرير السودان بقيادة الطاهر حيث يوجد انقسام في مواقفهما. وأرجع انحياز الحركات للجيش أو الشعب لأن معظم الشعب رفض مايفوم به المتمردين تجاه المواطن السوداني من حرب وتقتيل ودفن الناس أحياء ولفت الى ان معظم الحركات ادانت هذه الانتهاكات واستدرك قائلا لكن هناك حركات لم تقف الموقف السليم ولم تدين ذلك ووقفت في الحياد ورأى ان حيادها في الوقت الراهن يعني انها مشاركة تماما مع الدعم في حربه وطالب الحركات التي لاديها مشاركة سياسية في الحكومة بأن تسحب منسوبيها منها وذكر لايمكن ان تكون مشاركا في الحكومة والجيش يحارب مليشيا متمردة وانت تقف في الحياد لذا سوف يكون هناك اجراءات من الدولة لحسم ذلك ونفى زيرو علمه بالأسباب التي دفعت القوات المشتركة للاجتماع بنائب رئيس قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وقال لا اعلم بذلك لكن ما اعلمه هو أن القوة المشتركة تتكون من كل حركات مسار دارفور الموقعة على اتفاق السلام. ورجح ان يكون اللقاء قد تم في وقت لم يكن هناك تباين وسط الحركات من الحرب وأردف نستطيع أن تقول الان أن 80 في المئة من الحركات انحازت للجيش وخيارات الشعب حيال هذه الحرب وقد يكون هذا اللقاء الذي جمع بين دقلو وقيادة الحركات واردا نسبة للتباينات لأنه مازال هناك اكثر من حركة تدعم التمرد أو تقف في الحياد حرب الكفلاء والوكلاء وفي السياق قال المحلل السياسي مجدي عبد القيوم كنب اعتقد ان هذا هو الموقف الطبيعى وقد تأخر كثيرا فلا يستقيم أن تكون جزءا من الجهاز الحكومي وتتبوأ مواقع وزارية وسيادية ثم تقول انك تقف على الحياد بشأن تمرد على السلطة التى انت جزء منها. وفي رده على سؤال حول ما اثارته الحركات بشأن مواجهة مخطط تفكيك السودان قال كنب اصلا هذه الحرب بين الكفلاء والوكلاء فى إطار حرب الموارد ومن الممكن أن تكون واحدة من أهدافها تقسيم البلاد وبالتالي موقف حركات الكفاح المسلح موقف مبدئي. مسار الحرب الأهلية وبالمقابل حذر المحلل السياسي عثمان العطا من مغبة دخول البلاد في حرب أهلية عقب اعلان بعض حركات الكفاح المسلح انحيازها للجيش وقال في تصريح للراكوبة ان الفرق بين التمرد والحرب الأهلية .هو أن التمرد يعني عدم تنفيذ الأوامر وإعلان العصيان داخل المؤسسة العسكرية هذا لو أخذنا رواية القوات المسلحة وهي تقول ان الدعم السريع قوة تتبع لها وعليها الامتثال لأوامرها … لكن الحرب الأهلية غالبا هي تطور و امتداد للتمرد في حال انحازت مجموعات سكانية للقتال كما في الحالة الأمريكية أو انحازت مجموعات اثنية للجيش كما هو متوقع في دارفور ولفت الى ان حركات الكفاح المسلح قبل اعلانها الوقوف إلى جانب القوات المسلحة كانت دارفور تقاتل تحت نيران بندقية الدعم السريع عبر حاضنته الاجتماعية وحلفاء من قبائل أخرى من الإثنيات العربية وغير العربية أيضاً وبالرغم من ممانعة غالبية القبائل الزرقاء وعدم دخولهم في القتال واختيار قياداتهم جانب الحياد تحدثت الحرب باسم الإقليم. ورأى أن إعلان بعض الحركات انحيازها للجيش وضع الإقليم في مسار الحرب الأهلية لأن حركات الكفاح المسلح الموقعة على السلام ستدخل الحرب بحواضنها الاجتماعية إلى جانب الجيش لأن المكوّن الأساسي المقاتل بها هو القبائل غير العربية وأردف هنا مكمن الخطورة وتأكيد انزلاق الإقليم لمخاطر الحرب الأهلية والتي ستكون الأولى من نوعها في السودان واكد العطا أنا لضامن الوحيد لعدم الانزلاق للحرب الأهلية هو عودة حركات الكفاح المسلح إلى وضعها الأول الذي بقيت عليه منذ بداية الحرب وهو موقف الحياد والسعي الجاد لنزع فتيل الأزمة وعدم نقل الحرب فعلياً إلى دارفور حيث ان قرار الانحياز سيتسبب في ذلك.