خليل محمد سليمان بالامس ذكرت استهداف الجنجويد لقدامى المحاربين، و الضباط، اما موضوع تأييدي، و مطالبتي بالبند السابع هي قديمة قبل الحرب، يا دكتور. قال الدكتور احمد جلال هاشم معلقاً في احد القروبات يقصدني" دا زول مفروض يلتزم فضيلة الصمت إن كانت لديه مثقال ذرة من الفضيلة. ما يشتكي منه هو فعايل الجنجويد في الضباط المفصولين، و بالتالي هو يطلب من الاممالمتحدة ان تحميه" ثم قال : " عندما يقال مثل هذا إنطلاقاً من الحرص علي سلامة الضباط السابقين في الجيش، بدلاً من ان يدعوهم بتنظيم المقاومة الشعبية ضد مليشيا الجنجويد المجرمة، عندها علي الشعب ان يراجع موضوع النخب مقطوعة الطارئ دي" انا لم اطلب حماية الضباط المفصولين، او اطلب الحماية لنفسي، فقط استدليت بهذا الامر كواحدة من إنتهاكات الدعم السريع المُمنهجة. نشرح ليك يا دكتور حسب العلوم العسكرية.. في كل الكليات، و المعاهد العسكرية في العالم يُعتبر قدامى المحاربين، و المتقاعدين جزء من منظومة إستخبارات الجيش في حرب المدن في المرحلة الاولى، ثم ينتظموا في التنظيم و القتال في المرحلة الثانية، و هذه المراحل تحددها الجيوش التي تخوض حرب المدن. إذن إستهداف هذه الشريحة من اول يوم في الحرب لهو عمل مخطط و منهج، وراءه خبراء، و جهات تدير المشهد بدقة، و تفصيل.. هل تعلم ان لديهم كشوفات معدة قبل الحرب بكل المتقاعدين، و بياناتهم و اماكن سكنهم، و حتي الآن الذين نجوا من الموت او الإختطاف هم مطلوبين لدي الجنجويد؟ جميع المستهدفين لا علاقة لهم بالفلول، او الكيزان كما يحلو للجنجويد، جميعهم ضحايا لمشروع التمكين، و ما ادراك ما المشروع الحضاري. دعك ان يحمي الجيش هذه الشريحة التي تُمثل العمق الإستراتيجي له في حرب المدن، علمياً، و مهنياً ..ذهبوا جماعات، و افراد لكل وحدات الجيش، لتلبية نداء الوطن. تمت مقابلتهم بواسطة ضباط صغار خارج بوابات الوحدات، و الجملة المشتركة بعد تسجيل بياناتهم " سنتصل بكم عند الحوجة" حتي الآن لم يتم الإتصال باحد. في نفس ذات الوقت يجتمع قادة الجيش مع الصبي العشريني قائد كتائب البراء في منظر مقرف، ذكرنا بحميدتي الذي لا نذال ندفع فاتورة صناعته بذات العقلية، و المنهج. ارى الكثيرين يحتفلون، بتصريحاتك ضد الجنجويد، ظناً منهم بأنك تدعم الجيش بلا غرض.. انت صاحب مشروع، لا يقبل القسمة مع الجنجويد، ولا الجيش نفسه. الم تكن انت صاحب الدعوة لتحرير السودان بجيوش قادمة من الخارج و عند إستلام السلطة تصبح هي الجيش الوطني، و وذكرت امثلة في ذلك؟ ذاكرتنا قوية بما يكفي، و كفانا من المواقف التكتيكية ذات الطابع المصلحي الذي يخدم الأيديولوجيا، و الجماعات، و الشلليات. اجزم بالعشرة لو تبدلت قوات الجنجويد و حلت محلها القوة التي تعتقد انها تحمل مشروعك الموتور لعرفنا موقفك الحقيقي من الجيش الذي تدعي مناصرته الآن. لم تكن دعوتي للبند السابع عن فراغ بل لعلمي ان الجيش لا يمكنه حماية المدنيين، و ذكرت ذلك من قبل حتي لو إنجلت المعركة في الخرطوم لصالح الجيش، و اتمنى ذلك، تبقى المعضلة الحقيقية هي دارفور، حيث خرجت معظم مناطقها من قبضة الدولة، و الجيش.. يرى الجميع ان الإستقطاب في دارفور و الحشد اصبح قبلي في اصطفاف واضح يُنذر بشراً مستطيراً.. طرحت مبادرة للجيش ان بستوعب بند الترتيبات الامنية بوجه السرعة و يعلن ترتيبات إنخراط كل المقاتلين تحت راية القوات المسلحة كجنود نظاميين لعدم تكرار ذات الاخطاء، و التحالف مع مليشيات تحارب بالوكالة لنقع في ذات المستنقع. نعم انا بالنسبة لك موتوراً لأنك لم تسمع بإسمي مقروناً بسيّداً من الذين تنطعت اجيال تحت اقدامهم، و لم اكن ضمن شلة تعرفها، او جماعة عندها السياسة رفاهية تسامر، و مكاسب، و قسمة بعيداً عن آلام الشعب، و الامة، و تطلعاته. نعم انا موتوراً لأني اعبر عن رأيّ مجرداً، لا اتبع الي جهة، او حزب، او تحركني ايديلوجا يمناً، او يساراً.. لا استغرب ان يخرج علينا دكتور احمد جلال هاشم ذات يوم ليصف الشعب السوداني بالموتور ايضاً لأنه يطلب الحماية ليعيش بأمن و امان بعيداً عن الخطابات الموتورة، و الشعارات..ليذهب ابناءه الي المدارس، و الجامعات، و المستشفيات. اخيراً.. انا إبن المؤسسة العسكرية، ادعمها بروحي، و اعرفها كمعرفتي بنفسي، ولائي لضباطها، و جنودها لا تحده حدود، و لكن اقولها باعلي صوت ان القيادة خائنة، فهي من مخلفات الماجن المخلوع، و صنعهم جميعاً بآلة التمكين اللعينة. كل العالم يعلم بأن هذه القيادة تعمل لصالح جماعة معروفة، و لا تنتطح عنزتان علي ذلك. كسرة.. يقيني ان البند السابع هو في صالح الجيش الوطني، و السودان، فقط هو ضد مصالح الجماعات ذات الاهداف المحمولة علي افواه البنادق، و إن إختلفت المعسكرات، و الإتجاهات! موقفنا يا دكتور تجاه القوات المسلحة قديم، لم يكن نتيجة للحرب، او الخوف من الجنجويد..او خشية تلاشي الاحلام العابرة للأجيال! نعلم، و نقر بسلبيات المجتمع الدولي الكثيرة، و المتعددة، و لكن تبقى شروره اخف و ارحم من الذي ينتظرنا.. ترضوا تابوا لا توجد في السودان مؤسسة عسكرية او امنية قادرة علي فرض الامن و حماية المواطنين اثناء الحرب، او بعد الإنتصار علي الجنجويد.. الآن توجد ملايين قطع السلاح بشكل عشوائي في كل اقاليم السودان، و هذه مهمة نحتاج فيها الي دعم دولي واضح و صريح، لأننا نفتقد للكتلة الصلبة التي سننطلق منها نحو اهداف امن إستراتيجي تكون فيه المهنية و القومية اساساً لا يقبل التأويل، او الشك، حتي تتوحد الجبهة الداخلية. هاك دي.. تسعة طويلة ارهقت الشعب السوداني، و فقد الامن و الامان، عندما كان الجيش، و الجنجويد، و الحركات المسلحة بعشرة جيوش داخل الخرطوم في خندقاً واحداً..لا تخلو مساحة مائة متر من تاتشر علي ظهره مضاد للطائرات، او مدفعاً ثقيلاً!