الحرب الكريهة وبكل ما تحتويه هذه الكلمة من معنى طريق لايحمل للناس الا الشوك والالم والخراب والهوان ، الحرب جرح غائر دامي كالح بغيض قبيح السمات الحرب رعب وخوف وهلع ودماء واحتراق وانحطاط واستنزاف في كل الاتجاهات ، تبعثر وضياع وتفتيت للتماسك وتدمير للانسان ومكتسباته ، تحطيم للواقع وشرخ في العلاقات وفتح ابواب على متاهات ودوامات من الفوضى والفشل ، الحرب فرصة للانتهازية والجريمة والتمزيق والتفتيت . الحرب في بلادنا مست كل سوداني داخل او خارج الوطن طحنت ودمرت ذلك التماسك الاجتماعي وكشفت عورة الخيانة القبيح والطفيلية واتاحت الفرص للمرتزقة وعبيد المال ، الحرب للاسف أظهرت الحقد الدفين والكراهية البغيضة التي تغلغلت في قلوب البعض للاسف وخلقت أمراض اجتماعية ، فنزعت الرحمة من تلك القلوب المريضة الجاهلة فقتلت ودمرت ونهبت واغتصبت الحرائر وداهمت البيوت الامنة وشردت الابرياء بدون وازع او ضمير.. الحرب الكالحة المالحة الجارحة سحقت جمال الانسان السوداني وشوهت صورته حتى ظهر الخلل في كل زاوية وركن … قطعا السودان اليوم ليس هو السودان الذي عرفناه ونعرفه واللفناه قبل هذه الحرب الكريهة ، حقيقة لا تغيب إن خسارتنا أصبحت فادحة جدا والثمن كان ومايزال غاليا جدا بلادنا الغالية تنزف وتستنزف من قبل دول وانتهازيين وجدوا ضالتهم المنشودة بين هذه الوحوش الضارية ، فأصبحت تنهش وتغرز أنيابها في جسد الوطن وأهله. صحيح إن الندم لن يعيد ما انكسر ولكن حتما سيكون القادم رغم قتامة الواقع أفضل وسنخرج حتما من هذا النفق الكريه الى افاق رحيبة بالنجاح ، ولكن يجب أن تكون هناك عقلانية وتخطيط سليم وحكمة مستنيرة وارادة قديرة للخروج من عنق هذه الزجاجة لان المستحيل هو أن نستسلم للفشل والتشتت والضياع ان الركون للجهوية والقبلية لن يخرج البلاد من براثن الفوضي ، فنحن نحتاج الى التماسك والتعاضد والحكمة حتى نتخطى هذه المحنة وان الفجر لناظره قريب ، وقطعا ستنتهي الحرب قريبا وستعود بلادنا معافاة من هذا المرض العضال وستشفى الجراح وسوف تنسى هذه الايام المرة وقطعا ستندمل الاحزان وستجف الدموع .. نحن اليوم جميعا أمام مسؤلية تاريخية تجاه الوطن ونحتاج الى حسم وتماسك وتلاحم وصدق قيادة وقوة ارادة وحسن عمل وعزيمة تدبير وأمل يخرجنا من هذا الانفلات الدموي ويثبتنا على جادة الصواب نحن لن نترك التفاؤل لاننا على ثقة تامة ان عاقبة الصبر الجميل جميلة وإن مع العسر يسرا ولله الأمر جميعا .. إننا أمام تحدى لبناء وطن معافا من أمراض الماضي ، نظيف من الادران التى أدت الى هذا الخراب ، وهنا يأتي دور العلماء والشرفاء الذين يعملون من أجل الاهدف السامية لنعمل جميعا من أجل هذا الوطن وشفاءه وعافيته ونهضته وتقدمه وازدهاره ، ولن يكون البناء والتطوير مستحيلا اذا حاربنا افات الماضي ونظرنا الى المستقبل بعين الحكمة وسوف تشرق شمس الوطن من جديد فمابين غمضة عين وانتباهتها يغير الله حالنا الى خير حال .