تجددت المعارك، اليوم (الأحد)، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ضواحي شرق مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط البلاد. وأبلغ شهود وكالة أنباء العالم العربي، بتجدد المعارك بين الجيش والدعم السريع في أحياء حنتوب بمدينة ود مدني مع استمرار موجة النزوح الكبيرة وسط السكان والنازحين. وقال محمود المرضي، وهو من النازحين الذين فروا من الحرب في الخرطوم إلى مدينة ود مدني، لوكالة أنباء العالم العربي: «جهزت حقائبي وأستعد الآن لمغادرة المدينة… لا أدري إلى أين تمضي بنا الحرب». وأشار إلى أن سيناريو اندلاع الحرب في الخرطوم يتكرر بالطريقة نفسها في مدينة ود مدني، «عشنا يومين عصيبين من الاشتباكات المروعة واستيقظنا في اليوم الثالث على دوي أصوات الرصاص والمدفعية… نحن نعيش في رعب وتوتر ما طبيعي». ولفت المرضي إلى أن السكان يعيشون أوضاعاً مزرية وسط إغلاق الأسواق والمحال التجارية، وأن الكثيرين غادروا المدينة مشياً على الأقدام. وقال مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، إن ما يقرب من 14 أو 15 ألف شخص نزحوا من محلية مدني الكبرى، وفقاً لمصفوفة النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة. وأضاف في بيان، أمس (السبت)، أن السكان المتضررين لجأوا إلى الأحياء الواقعة غرب مدينة ود مدني، بالإضافة إلى مواقع أخرى في الجزيرة، وباتجاه ولايتي سنار والقضارف. وذكر البيان أن المحلات التجارية والأسواق لا تزال مغلقة منذ 15 ديسمبر (كانون الأول) في ود مدني، فضلاً عن إغلاق جسر حنتوب بود مدني بشكل جزئي من قبل القوات المسلحة كإجراء أمني. كان والي ولاية القضارف المكلف محمد عبد الرحمن، أمر أمس (السبت)، بإعلان حالة الطوارئ القصوى بولاية القضارف للأشخاص والمركبات من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً. وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن أغلب مستشفيات مدينة ود مدني بولاية الجزيرة أصبحت غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية، مع احتدام الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في المدينة الواقعة بوسط السودان. وذكرت في بيان، السبت، أن مدينة ود مدني تتعرض منذ الجمعة، لموجة جديدة من الهجمات، حيث تركز الهجوم يومي الجمعة والسبت على الأحياء الشرقية لحدود المدينة المتاخمة للنيل في أبو حراز وحي الإنقاذ، بينما توقعت أن يكون هجوم اليوم (الأحد)، أعنف وأكبر من سابقه. وأضافت: «نواجه حالياً وضعاً حرجاً، حيث أصبحت أغلب المستشفيات خاوية وغير قادرة على تقديم الخدمات الطبية اللازمة… وقد تتوقف الخدمة في باقي المستشفيات التخصصية حال تطورت الأوضاع العسكرية وما يصحب ذلك من انفلات أمني ونزوح من تبقى من الأطباء والكوادر الصحية… تزداد الأمور تعقيداً بإغلاق الصيدليات ونقل الأدوية التجارية خارج ود مدني». وتابعت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان: «اتساع رقعة الحرب لمدينة ود مدني يضعنا أمام واحدة من كبرى الكوارث الإنسانية في ظل هذه الحرب… مدينة ود مدني التي أضحت ملاذاً آمناً لمرضى القلب والسرطان والكلى والحالات الطبية المستعصية، تواجه الآن شفا كارثة صحية وإنسانية». وحثت وزارة الخارجية الأميركية قوات الدعم السريع، على وقف تقدمها في ولاية الجزيرة على الفور والامتناع عن مهاجمة ود مدني. وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان الليلة الماضية: «تشير التقارير المثيرة للقلق إلى أن وحدات النخبة من قوات الدعم السريع قد تحركت لتعزيز الهجمات في اتجاه ود مدني، وهي أعمال تهدد المدنيين بطريقة لا تتفق مع ادعاءات قوات الدعم السريع المعلنة بأنها تقاتل لحماية الشعب السوداني… كما نحث على عدم اشتباك القوات المسلحة السودانية مع قوات الدعم السريع وغيرها من الأعمال التي تعرض المدنيين للخطر». وأشار ميلر إلى أن ود مدني أصبحت ملاذاً آمناً للمدنيين النازحين ومركزاً مهماً لجهود الإغاثة الإنسانية الدولية. ولفت إلى أن التقدم المستمر لقوات الدعم السريع يهدد بإصابات جماعية بين المدنيين وتعطيل كبير لجهود المساعدة الإنسانية.