يقولون كنتم تقولون (الحل في البل) فلماذا ترفضون شعار (بل بس)؟ وهذا لعمري سؤال غريب وسمج، حين رفعت الثورة شعار الحل في البل كانت تستخدم ادوات مدنية سلمية لهذا البل هي الهتاف والمظاهرات، فلم تقتل مواطن ولا هجرت اسرة ولا فجرت بناية، بينما انظر إلى ما فعلته (بل بس) التي تستخدم الاسلحة الفتاكة من الكلاشنكوف الى الطائرة؛ قتلت الاف الابرياء، هجرت تسعة ملايين مواطن من منازلهم، فجرت الكباري والابراج، دكت منازل المواطنين فوق رؤسهم، فهل (الحل في البل) تشبه (بل بس)؟! من يقول نعم يحتاج لإجراء كشف طبي للتأكد من سلامته العقلية. يقولون كنتم تهتفون (يا إنت يا وطنك، جهز عديل كفنك) (الدم قصاد الدم.. ما بنقبل الدِيَّة) (الطلقة ما بتكتل.. بكتل سكات الزول) فلماذا ترفضون مواجهة الدم بالدم في الحرب الحالية؟ وهذه مقارنة باطلة وكسيحة، فكل هذه هتافات سلمية لا يحمل من يرفعونها رشاشا ولا صاروخ، يهتفون بها عزلا في الطرقات، ورغم الرصاص الذي ينهمر عليهم من القتلة، كانوا يعتصمون أكثر وأكثر بالسلمية، ويرفضون كل الدعوات الموتورة التي تطالب الثوار بحمل السلاح ويهتفون عاليا (سلمية سلمية ضد الحرامية). أعداء ثورة ديسمبر ينتقون شعارات محددة هتف بها الثوار لكي يشوهو وجه الثورة ووجه القوى السياسية المدنية، نسوا ان ثورة ديسمبر لديها رصيد ضخم من الهتافات التي ستجعلهم يتوارون خجلا، فهل نسوا هتافات: ( يا برهان ثكناتك اولى، مافي مليشيا بتحكم دولة) (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) ( يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور) ( الجيش جيش السودان، الجيش ما جيش كيزان) (حرية سلام وعدالة، والثورة خيار الشعب) ( سلمية سلمية ضد الحرامية) ( مدنية .. مدنية). من ظن ان هؤلاء الذين يستهدفون قحت وتقدم يحاربون الان من اجل السودان فهو خاطيء، بل يحاربون من اجل القضاء على ثورة ديسمبر، وقد ثبت ذلك بالدليل القاطع في قرارات والي نهر النيل المكلف بالامس بحظر لجان المقاومة وتنسيقيات الحرية والتغيير، مما يؤكد بأن المخطط ماكر ومعد بطريقة خبيثة لنسف الثورة وتدجين الجماهير واعادتهم لبيت الطاعة تحت حكم شمولي كيزاني جديد. يوسف السندي