حقيقة واضحة كالشمس لم تعد تخفي علي أحد بعد مرور ثمانية شهور علي الحرب، أن كل السودانيين بلا استثناء سواء كان عضو في مجلس السيادة، او مسؤول كبير بالسلطة الحاكمة في بورتسودان، او وزير في الحكومة، او أحد من حكام الولايات، او ضابط كبير وجندي صغير بالمؤسسة العسكرية، او دبلوماسي بالخارجية، او من يعملون في مجال الصحافة والأعلام او كمراسل أجنبي، او حتي مواطن عادي ويكون عنده إلمام تام بحقائق ما يدور اليوم في السودان ولو بنسبة (10%) من معلومات اكيدة عن المعارك والاقتتال والكر والفر بين الجهتين المتقابلتين . الكل في السودان مغيب تغييب شديدة عن الحال في سودان اليوم، بدء من الشعب، مجلس السيادة، الحكومة، المؤسسة العسكرية، الأحزاب السياسية ، الحركات المسلحة بانواعها التابعة للنظام ..المحايدة ام التي تقاتل السلطة ، منظمات المجتمع المدني، الصحفيين والاعلاميين، ومرورا برجال الدين في الجوامع والكنائس، البرفسورات والدكاترة في الجامعات المعاهد العليا والمعلمين،… وانتهاء بأصحاب المال والشركات والمصانع. والغريب في الامر الي حد الدهشة، أن غالبية من جاء ذكرهم اعلاه ، يعرفون الكثير عن حرب روسيا ضد أوكرانيا التي تدخل الشهر القادم فبراير 2024 عامها الثالث، إنهم يعرفون من خلال التصاقهم والصحف ووكالات الأنباء والمحطات الفضائية العالمية اسماء المدن الاوكرانية وانواع الاسلحة المتطورة عند الطرفين، يعرفون الكثير عن الجهود الدبلوماسية و المشاورات والاجتماعات الدولية المكثفة التي أجريت خلال الفترة من يوم 24/ فبراير 2022 وحتى اليوم، يعرفون من خلال المراسلين والصحفيين في المواقع الحربية بالمدن الاوكرانية حال السكان ومن فيها. غالبية السودانيين يعرفون الكثير عن الحرب التي اندلعت في قطاع غزة قبل ثلاثة شهور مضت (7/ أكتوبر 2023)، ويعود الفضل في تعريف المواطنين بهذه الحرب الي بعض المحطات الفضائية العربية التي تنقل يوميا وعلى مدار الأربعة وعشرين ساعة لحظة بلحظة ما يدور في هذا القطاع من أحداث. اما الحديث عن السودان المنكوب المحن والبلايا الذي أصبح حاله مثل حال اليتيم في مأدبة اللئام، فلا أحد سواء داخل السودان او خارجه اصبح يهتم بامره، وانصرفت عنه اجهزة الاعلام الاجنبية الكبرى في نشر اخباره، وابتعدت المحطات الفضائية العربية والاوروبية في رصد ما فيه من أحداث يومية علي اعتبار أن السودان لا يستحق المتابعة والبث الحي او بصريح العبارة hopeless case!! لا يستحق المتابعة. اسوأ ما في حرب السودان التي تدخل بعد أيام قليلة شهرها التاسع، أن السلطة االعسكرية الحاكمة في بورتسودان تعمدت أن تحجب الحقائق العسكرية والسياسية عن المواطنين وجعلتهم يعيشون في أجواء من العتامة الشديد حول الأوضاع الحقيقية في البلاد، رفضت القوات المسلحة بتوجيهات عليا عدم نشر أي معلومات عسكرية عن حال الجيش في مناطق القتال وكم عدد الاسرى والمفقودين في صفوفها.. منعت الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أن يدلي باي معلومات سلبا كانت او ايجابا عن هروب الضباط والجنود من دارفور الي تشاد، وأخرين من ودمدني الي سنار، وما حقيقة سقوط ولاية الجزيرة في يد قوات الدعم السريع وبمنتهى السرعة وبدون اطلاق نار؟!! منعت السلطة الحاكمة في بورتسودان قسرا وبالقوة اللقاءت الشعبية، وتم حظر لقاءات قادة الأحزاب بالمواطنين للتداول والتشاور في حال البلاد، وكيف يمكن طرح أنجع السبل للحوار مع الطرفين المتقاتلين لوقف الحرب، واصبحت الاستخبارات العسكرية هي التي تشرف علي بسط الهيمنة والرعب في شوارع العاصمة الجديدة!!، الاستخبارات العسكرية حلت مكان الشرطة في الاعتقالات ومطاردة نشطاء المجتمع المدني والمتبرعين للعمل طوعا بالمستشفيات.. بورتسودان أصبحت بعد قدوم البرهان وعقار وكباشي ومناي وجبريل تعيش حياة لم تشهد المدينة لها مثيل من قبل. بل والأسوأ من كل هذا- وهي ظاهرة يندر ان نجدها في مكان أخر-، أن البرهان بعد خروجه من القيادة العامة بالخرطوم في اواخر شهر أغسطس الماضي أختفي تماما عن الظهور علنا امام الجماهير رافضا اي لقاء مع المواطنين والصحفيين ورؤساء الأحزاب!! ، رفض حتي أن يطلع المواطنين بحال البلاد عبر الاذاعة او اي وسيلة اتصال أخري.. سخرت الجماهير كثيرا من هذا الاختفاء، وقارنت بين ظهور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (المدني) والبرهان (العسكري) المخجل!! ولما كان الحال في السودان معتم ولا أحد يعرف ما فيه من أحداث تزداد كل يوم أكثر سوء، أسال: اما من عاقل في ظل هذا الغموض السياسي والعسكري يفتينا بالخبر الأكيد من الرابح.. ومن الخاسر؟!! ماذا كتبت الأقلام، ونشرت الصحف والمواقع السودانية والأجنبية عن حرب السودان ومن يكسبها؟!! (…- عناوين أخبار ومقالات دون الدخول في تفاصيل بعضها.). 1- معارك السودان .. من يكسب الحرب الإعلامية والنفسية؟!! https://www.youtube.com/watch?v=pE8Xuiic5vE 2- معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع .. من يكسب الحرب؟!! https://www.youtube.com/watch?v=Z_RMoTJJ9e4 3- حرب السودان: من يخسر أكثر؟!! المصدر- صحيفة "الشرق الأوسط"- اللندنية-23 مايو 2023- 4- 8 أشهر من حرب السودان.. مَن يسيطر على ماذا؟!! المصدر- موقع "الأناضول"- 11.12.2023- 5- "لا منتصر".. 100 يوم من "هزيمة الطرفين" في حرب السودان. المصدر- "سكاي نيوز عربية"- 24 يوليو 2023 – 6- الاقتتال السوداني في شهره الثاني… من يكسب الحرب؟!! المصدر- صحيفة "الراكوبة"- 17.05.2023- 7- حرب السودان- من يخسر أكثر؟!! المصدر- موقع "سودانيز اون لاين"- 24.05.2023 – 8- اللواء فايز الدويري: من يسيطر على الخرطوم يكسب المعركة. المصدر- "Facebook"- 20/ أبريل 2023- 9- السودان بعد مئة يوم من الحرب: هل تغيرت موازين القوى على الأرض؟!! المصدر- "BBC"- 23.07.2023- 10- حمدوك: حرب السودان "اللعينة" المنتصر فيها "خاسر".. وأدعو لوقف إطلاق النار. المصدر- "CNN"- أبريل / 2023. 11- ناشونال إنترست: الإمارات راهنت على الحصان الخاسر في السودان. المصدر- "القدس العربي"- 03.10.2023- 12- – من هو الخاسر الأكبر من حرب 15 أبريل في السودان؟!! استفتاء: الجيش 36,3 % الدعم السريع 19 % قوى الحرية والتغيير 31,3 % الإسلاميين 13,4 % 13- حميدتي: نحن نتقدم في الميدان لكن المنتصر في الحرب هو خاسر. https://www.sudanakhbar.com/1469694 المصدر- صحيفة "اليوم التالي"- 2024-01-02- 14- مهما كان الرابح من حرب السودان لن يكن الشعب السوداني. المصدر- "صحافة العرب"- 06.07.2023- 15- "الشعب الخاسر الأكبر" .. لغة السلاح تحطم آمال الديمقراطية في السودان. المصدر- "هسبريس"- 9 ماي 2023 –