بعد الاجابة في المقال السابق عن سؤال: لماذا لا تدعمون الجيش في الحرب؟ ندلف لثاني اكثر الأسئلة الموجهة من البلابسة لانصار لا للحرب وهو: لماذا تساوون بين الجيش والدعم السريع في الانتهاكات وانتم ترون اكثرها في مناطق سيطرة الدعم السريع؟! الاجابة على هذا السؤال تتمحور حول التعريف الصحيح لماهية قوات الدعم السريع؟ ومن أين جاءت؟ ومن قام بتدريبها؟ واين مارست هذا الاسلوب الحربي سابقا؟. والتعريف ظاهر وجلي كالقمر في ليلة تمامه لو ان البلابسة يبصرون ويقرأون التاريخ السياسي القريب. الدعم السريع خرج من رحم الجيش بشهادة قادة الجيش، وتم تقنين وجوده القانوني بتشريعات برلمان الكيزان، لذلك اذا سألت نفسك من اين جاء الدعم السريع بهذا الأسلوب في الحرب؟ فالاجابة الطبيعية هي: من تدريبه وتنشئته القانونية. ومن المسؤل عن تدريبه وتنشئته؟ هما الجيش والكيزان. تاريخيا مارس الجيش والكيزان والجنجويد (سلف الدعم السريع) نفس هذه الافعال التي يشاهدها الناس وما هو أفظع منها في حرب دارفور في الفترة من 2003 الى 2018، والاحصائيات تقول ان التحالف الثلاثي المشترك (الجيش، الكيزان، الجنجويد) قتلوا 300،000 مواطن بريء في دارفور، نهبوا وسلبوا واحرقوا 1600 قرية بالكامل، اغتصبوا عددا كبيرا من النساء، بل في قرية واحدة تسمى (تابت) اغتصبوا 200 طالبة وفتاة، يمكن ان يبحث المشككون عن قصة تابت وطويلة في الميديا وفي تقارير منظمات الاممالمتحدة. بل يمكنهم ان يستمعوا لتصريحات شيخ الكيزان الترابي عن طاغيتهم عمر البشير وما قاله عن شرف اغتصاب الجعلي للغرابية!! بضغطة ذر في قوقل يمكن للباحث عن الحقيقة ان يصل لهذا الفيديو الذي يحمل ارفع شهادة متاحة عن جرائم الكيزان وجيشهم في اغتصاب حرائر السودان. ونسأل البلابسة هل تظنون ان امريكا تبذل اموالها اعتباطا في سبيل القبض على احمد هارون أحد المتهمين بجرائم حرب دارفور؟؟!! الدعم السريع قوات مصنوعة، وما تفعله في الحرب مدربة عليه، والشيطان الذي صنعها ودربها يعلم انها ستفعل هذا، لذلك أطلق ضدها هذه الحرب، ويرفض كل المبادرات لايقافها، لكي يعطيها الفرصة الكاملة لتؤدب له هذا الشعب الذي ثار عليه واسقطه من الحكم، وتجعل الشعب يجثو خانعا ذليلا تحت قدميه، وهو ما رأينا له دليلا قول البعض هذه الايام ( ليتنا لم نثر ضد الكيزان في ثورة ديسمبر). انصار لا للحرب يعلمون التعريف الحقيقي لهذه الحرب ولاطرافها، ويستهدفون الشيطان الاكبر الذي يقف خلفهم اجمعين، وهذا الشيطان الان ينتج في مليشيات متطرفة جديدة مثل كتائب البراء وهيئة العمليات وقوات العمل الخاص وغيرها، ويقدمها للشعب في ثوب المنقذ، لكن المفاجاة ان هذه المليشيات الان تقوم بانتهاكات حرب وجرائم ضد الانسانية في المناطق التي سيطرت عليها، وقد ألقى تقرير المنظمة الافريقية الاوربية الذي تم تقديمه امام جلسة مجلس حقوق الانسان للامم المتحدة في الايام الماضية الضوء على هذه الانتهاكات، ويمكن للباحث عن الحقيقة ان يبحث عن هذا التقرير في محرك البحث. [email protected]