هذا المقال بالعنوان المحبط اعلاه لم يأتي من فراغ، وإنما نتيجة تراكم أخبار المعارك التي أخذت شكل مغاير خلال اليومين الماضيين (19- 20 فبراير الحالي) وبصورة تختلف عن ما تعودنا علي متابعتها بين الطرفين المتقاتلين منذ أكثر من إحدي عشر شهر، والشيء الملفت للنظر، أن كثير من المواقع الصحفية السودانية والاجنبية رصدت بدقة خلال اليومين الماضيين أخبار المعارك التي اظهرت أن القوات المسلحة قد جنحت الي تصعيد المعارك من أجل الفوز حتي وإن كانت علي حساب سقوط مدنيين بالجملة لا لهم في العير ولا البعير من هذه الحرب. وهذه عينة من رصد الصحف التي أكدت جنوح الجيش استعمال العنف ضد المواطنين: الخبر الأول:- (…- ناشطون يدينون قصف منطقة في شمال كردفان بالبراميل المتفجرة: ندد محامو الطوارئ، وهي منظمة قانونية ترصد الانتهاكات، بقصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني منطقة حمرة الشيخ بولاية شمال كردفان بالبراميل المتفجرة للمرة العاشرة خلال ثمانية أشهر. وأكد بيان صادر عن محامو الطوارئ، الإثنين، أن الهجوم أدى إلى سقوط ضحايا، ووصف الهجوم على المنطقة بأنه عمل غير إنساني لعدم وجود أهداف عسكرية. وجاء في البيان: "واصل الطيران الحربي للقوات المسلحة قصف المنازل والمنشآت المدنية ببراميل متفجرة، ما أسفر عن سقوط جرحى وتعطيل مستشفى حمرة الشيخ ونقص الدواء بشكل كبير." وشدد البيان على أن حمرة الشيخ خالية من أي نشاط أو مظاهر عسكرية، وبالتالي فإن هذا الهجوم يشكل جريمة حرب كاملة الأركان. لكن مصادر محلية أفادت بأن سلاح الجو السوداني كان يلاحق بقصفه الجوي في حمرة الشيخ تجمعا لقوات الدعم السريع تتبع للقائد السافنا. وأفاد تقرير محامو الطوارئ أن سبع غارات جوية بالمنطقة ألقت ثمانية إلى عشرة براميل في كل غارة، وقعت بالأحياء السكنية والأسواق والمراعي وموارد المياه، وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين. وأدت الغارات على حمرة الشيخ إلى نزوح أعداد كبيرة من سكان المنطقة إلى القرى المجاورة، من بينها قرى سَواني والفَردة وأُم سُنط، وهي قرى خالية من الخدمات، وفقًا للتقرير.). -انتهي- المصدر- "سودان تربيون"- 20/ فبراير 2024- الخبر الثاني:-(حقوقيون ينددون بهجمات الجيش السوداني شرق دارفور: نددت مجموعة محامي الطوارئ الحقوقية، بالغارات الجوية التي شنَّها الجيش السوداني على مدينة الضعين بولاية شرق دارفور، قائلة إن "استهداف الطيران الحربي للمناطق المكتظة بالمدنيين جريمة حرب، وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني". وقالت المجموعة الحقوقية في بيان صدر عنها إن "الطيران الحربي التابع للجيش السوداني نفذ، صباح الثلاثاء، غارة جوية على عدة مواقع بمدينة الضعين، ما أدى لمقتل 9 مدنيين بينهم نساء وأطفال، فيما أُصيب 13 آخرون، من بينهم إصابات خطيرة". وأوضحت أن "القصف استهدف معسكر النيم للنازحين شمال المدينة وحي السلام وحي التضامن، كما دمّر سوق الزريبة، وأن كل هذه المناطق المذكورة أعيان مدنية وليس بها أي وجود لأهداف عسكرية، وأن أقرب منطقة عسكرية تبعد حوالي 30 كيلو مترًا". ولفتت المجموعة الحقوقية إلى أن "استهداف الطيران الحربي للمناطق المكتظة بالمدنيين يعد جريمة حرب، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات والمعاهدات المتعلقة بتجريم قتل المدنيين في الحروب"، محذّرة قيادتي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من "الاشتباك داخل الأحياء السكنية، والكف عن تعريض حياة المدنيين للخطر". وكانت قوات الدعم السريع، قالت الثلاثاء، إن "الطيران الحربي استهدف بالبراميل المتفجرة الأحياء السكنية بمدينة الضعين؛ ما أدى لسقوط 11 مدنيًّا، 9 منهم ينتمون لأسرة واحدة وبينهم أطفال ونساء، إضافة لإصابة العشرات وسط المدنيين، وحرق وتدمير مئات المنازل". ووصفت "الدعم السريع" القصف المتكرر للمدنيين العزّل بالبراميل المتفجرة وبشكل متعمد، ب"العمل الإجرامي والجبان الذي يكشف مستوى الحقد والكراهية" التي يكنها من وصفتهم ب"الفلول الإرهابيين للشعب السوداني".). -انتهي- المصدر- "ارم نيوز"- الثلاثاء 20/ فبراير 2024- الخبر الكارثي الثالث:- (تبعًا للهوية والعرق.. ارتفاع حوادث القتل والاعتقال في السودان:- أدَّت الحرب التي اندلعت منذ 10 شهور في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع العسكرية، إلى ارتفاع حوادث القتل والاعتقال على أساس الهوية والعرق. ووقعت هذه الحوادث في مناطق سيطرة الجيش ضد أشخاص ينحدرون من عرقيات تمثل حاضنة اجتماعية لقوات الدعم السريع في دارفور وكردفان، بعد اتهامهم بالانتماء للقوات التي تقاتل الجيش منذ ال15 من أبريل/ نيسان الماضي. وتأتي على رأس هذه الوقائع الصادمة حادثة "الرؤوس المقطوعة" التي جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتُظهر مجموعة من مقاتلي الجيش السوداني وهم يرفعون رؤوسًا مفصولة عن أجسادها، ويؤكدون أنها تتبع لمقاتلين من قوات الدعم السريع. في المقابل، قالت قوات الدعم السريع، إن مَن جرى قتلهم والتمثيل بجثثهم من قبل الجيش لا ينتمون إليها، وإنما قُتلوا على أساس جهوي وعرقي. من جهتها، كشفت هيئة محامي دارفور الحقوقية، عن وفاة امرأة داخل مركز شرطة في ولاية نهر النيل، بينما يستمر اعتقال أخرى منذ خمسة أشهر، وذلك بعد اتهامهما بالتخابر لصالح قوات الدعم السريع" لأنهما ينحدران من إحدى قبائل كردفان . وقالت الهيئة في بيان تلقت "إرم نيوز" نسخة منه، إنها ترفض بشدة الاستهداف على الأساس الجهوي والقبلي واستغلال الإجراءات تحت غطاء القانون والعصف به، معلنة عن إطلاقها حملة كبرى لمناصرة السيدة "سلمى حسن" المحبوسة بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل، في استغلال للإجراءات القانونية.). -انتهى- المصدر- "ارم نيوز"- الثلاثاء 20/ فبراير 2024- الخبر الرابع:- (حقوقيون: قصف الجيش السوداني ل"حمرة الشيخ" جريمة حرب:- أعلنت جماعة حقوقية بالسودان، الإثنين، عن تجدد قصف طيران الجيش السوداني لمنطقة "حمرة الشيخ" في شمال كردفان للمرة العاشرة، واصفة الهجوم بأنه "جريمة حرب كاملة الأركان"؛ لعدم وجود أي هدف عسكري بالمنطقة. وقالت مجموعة محامي الطوارئ الحقوقية في بيان، تلقى موقع "إرم نيوز" نسخة منه، إن "معاودة الطيران الحربي قصفه يعتبر استهدافًا للمدنيين في منطقة "حمرة الشيخ" بولاية شمال كردفان، كما يعتبر عملًا غير إنساني ومدانًا بأشد العبارات". وأكد البيان أن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني واصل قصف المنازل والمنشآت المدنية في المنطقة ببراميل متفجرة؛ ما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى وتعطيل مستشفى المنطقة الذي يشهد نقصًا في الدواء بشكل كبير، نتيجة الأزمة الإنسانية بسبب الحرب. وأضاف أن الهجوم هو العاشر خلال الثمانية أشهر، مشيرًا إلى أن "المجموعة الحقوقية سبق وأصدرت تقريرًا الشهر الماضي يوثق حالات القصف ونزوح المدنيين بحمرة الشيخ، ما يؤكد أن المنطقة خالية من أي نشاط عسكري أو أي مظاهر عسكرية، وبالتالي فإن هذا الهجوم يشكل جريمة حرب كاملة الأركان حيث لا يوجد هدف عسكري يمكن تبريره وفقًا للقانون الدولي الإنساني". تقع منطقة "حمرة الشيخ" في أقصى شمال كردفان على الصحراء الممتدة إلى ليبيا، ويقطنها بدو قبيلة "الكبابيش"، حيث سبق وتعرضت لسلسلة غارات جوية من طيران الجيش السوداني. وكانت مجموعة محامي الطوارئ أعلنت في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، مقتل 12 مدنيًا وجرح العشرات خلال قصف جوي للجيش على منطقة "حمرة الشيخ" بواقع 8 – 10 براميل متفجرة خلال 7 غارات، في الفترة من أغسطس/ آب وحتى ديسمبر/ كانون الأول الماضيين. وأشارت المجموعة الحقوقية في تقرير إلى أن الهجمات استهدفت الأحياء السكنية والأسواق والمراعي وموارد المياه؛ ما تسبب في مقتل وإصابة مدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال، وتهجير السكان، فضلًا عن إصابة مواطنين بحالات حمى واسهالات وحالات إجهاض للحوامل.).- انتهى- المصدر- "ارم نيوز"- الثلاثاء 20/ فبراير 2024- الخبر الخامس:-("الدعم السريع": الجيش السوداني يتبع نهج داعش بقطع الرؤوس:- وصفت قوات "الدعم السريع" في السودان، الإثنين، جريمة ذبح ثلاثة شبان على أيدي أفراد بزي الجيش، وقطع رؤوسهم والتمثيل بجثثهم، بأنه "نهج تنظيم داعش المتشدد". وتداول سودانيون على نطاق واسع، اليومين الماضيين، مقاطع فيديو تُظهر عناصر يتبعون للجيش السوداني وهم يمثلون برؤوس أشخاص بعد فصلها عن أجسادها، قائلين إن القتلى يتبعون لقوات الدعم السريع. وقالت قوات الدعم السريع، في بيان على منصة "إكس"، إنها تواجه "تنظيما إرهابيًّا" يتعدى خطره السودان إلى دول الجوار والعالم . وجددت إدانتها للجريمة الوحشية التي "ارتكبتها ميليشيات البرهان المتطرفة وفلول نظام المؤتمر الوطني الإرهابية، بذبح ثلاثة شباب وقطع رؤوسهم والتمثيل بها، على نهج تنظيم داعش الإرهابي". وحذّرت مما أسمته "خطر تمدد داعش المؤتمر الوطني وجناحها الإرهابي المسمى الحركة الإسلامية في البلاد، وسيطرتهم على الجيش السوداني، وتسخيره لخدمة أجندة تنظيمهم الفاسد".).- انتهى – المصدر- "ارم نيوز"- الثلاثاء 19/ فبراير 2024- الخبر السادس:-("الانتقام" بتهمة "الانتماء" يبرز الوجه الفوضوي لحرب السودان:- رصد حقوقيون وناشطون سودانيون تزايدا في معدلات قتل المدنيين لمجرد الشك في انتماء الضحية لأحد طرفي القتال سواء بسبب شكله أو وجوده في منطقة سيطرة طرف ما. وتزايدت المخاوف من انتشار الظاهرة بعد أن أكد أقرباء شابين احتفل جنود تابعين للجيش بقطع رأسيهما عدم صلتهما بقوات الدعم السريع كما زعم الجنود ذلك في مقطع فيديو مصور. ويتهم حقوقيون طرفي القتال بإطلاق العنان لأعمال عنف مروعة، حيث تشير تقارير إلى تصفية العشرات من الرجال والنساء على يد أفراد من الجيش وقوات الدعم السريع منذ بداية الحرب في منتصف أبريل 2023. وتكررت الظاهرة بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، حيث أكد شقيق شابان آخران قتلا في أكتوبر الماضي بمنطقة النيل الأبيض أن جنودا قاموا بتصفية شقيقيه في الشارع العام متهمين اياهما بأنهما أجانب يقاتلون إلى جانب الدعم السريع رغم أنهما سودانيان ولا ينتميان لأي بلد آخر، وأن والدهما وجدهما كانا يعملان في القوات المسلحة السودانية. وإضافة الى القتل يتعرض العديد من الشباب للاعتقال والتعذيب بسبب مظهرهم الخارجي فقط. وأصبح الشكل الخارجي هاجسا كبيرا للشباب حيث يتعرضون للاعتقال من كل من طرفي القتال بسبب طول الشعر أو قصره، أو بسبب طريقة اللبس بحسب معايير واعتقادات كل طرف على حدا. ويقول "احمد"؛ البالغ من العمر 19 عاما؛ إنه ظل يسعى للشهر الثاني على التوالي لمعالجة جرح في رأسه أصيب به بعد أن أجبرته مجموعة أمنية لحلاقة شعره بسكين مع مجموعة أخرى من 9 شباب حلقت جميعهم رؤوسهم تحت الضرب والتعذيب بسبب اتهامهم بالانتماء للجان المقاومة التي كانت تشارك في المظاهرات التي أسقطت نظام الإخوان في 2019. وعبر أحد الناشطين عن الوضع الخطير الذي يواجهه الشباب بالقول على صفحته في فيسبوك "تحلق شعرك يعتبرك أحد طرفي القتال من المستغفرين ويعذبوتك؛ وفي حال ترك شعرك يعتبرك الطرف الآخر لجان مقاومة ويحلق لك بالسكين".). – انتهى- المصدر- قناة "سكاي نيوز"- 2024-02-18- مرفقات: 1- قال أحمد هارون وهو يخاطب الضباط والجنود ويحثهم علي عدم الرأفة بالأسرى "امسح اكسح قشوا …ما تجيبوا حى ..ما دايرين عبء إداري..أكلو ني..". 2- أحمد هارون يصدر أوامر بإبادة النوبة أمسح أكسح قشو 2012. https://www.youtube.com/watch?v=Dib9LqOINEY 3- واشنطن تعرض مكافأة لاعتقال أحمد هارون بتهمة ارتكاب جرائم حرب بدارفور… (…- واشنطن تعرض مكافأة لاعتقال أحمد هارون بتهمة ارتكاب جرائم حرب بدارفور:- عرضت الولاياتالمتحدة مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يساعد في القبض على الرئيس السابق لحزب المؤتمر الوطني السوداني أحمد هارون الذي كان يعد أحد أركان نظام الرئيس السابق عمر البشير، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور بين عامَي 2003 و2004. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان -أمس الاثنين- "من المهم العثور على هارون وتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية للرد على الاتهامات الموجهة إليه".)- انتهى- المصدر- شبكة "الجزيرة الاعلامية"- 30/1/2024- 4- الجيش السوداني ارتكب أخطاء عسكرية وسياسية زادت من احتمال تفككه وانهيار الدولة… القوات المسلحة السودانية تسير على طريق التدمير الذاتي، مما يهدد بانهيار الدولة: https://www.alrakoba.net/31899412/%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b1%d8%aa%d9%83%d8%a8-%d8%a3%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b3%d9%8a/