بثت "قناة 24" الأوكرانية في يوم الأثنين 26/ فبراير 2024، خبر هام غداة دخول الحرب بين روسياوأوكرانيا عامها الثالث والتي بدأت في يوم 24/ فبراير 2022 وأفادت: (أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده فقدت 31 ألف جندي خلال الغزو الروسي المستمر منذ عامين، وذلك في أول إفصاح رسمي عن عدد القتلى العسكريين منذ شهور. وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف غداة دخول الحرب في بلاده عامها الثالث، إن «31 ألف جندي أوكراني قتلوا في هذه الحرب. ليس 300 ألف وليس 150 ألفاً...(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يطلق الأكاذيب هناك... لكن مع ذلك، هذه خسارة كبيرة لنا». وأضاف أنه لا يستطيع الكشف عن عدد الجرحى في الحرب، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه أن يدعم عمليات التخطيط العسكري الروسية.).- انتهى- وزير الدفاع الروسي/ سيرغي شويغو سارع علي الفور وأعلن أن الجيش الأوكراني قد فقد (440) ألف جندي منذ بداية الحرب قبل عامين. إعلان وزير الدفاع الروسي يتناقض مع إعلان سابق للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال فيه إن بلاده فقد نحو(31) ألف جندي منذ بدء الغزو. الحرب الاعلامية بين البلدين كشفت بكل وضوح حجم خسارة اوكرانيا في المعارك، ولم يخفي الرئيس الأوكراني عن شعبه حجم الخسارة التي تكبدتها القوات الاوكرانية خلال الشهور ال(24) الماضية، كان صريح للغاية مع مواطنيه، ومن جهة أخرى نشر موقع "العربية " في يوم 13/ ديسمبر الماضي تقرير جاء فيه، أن (315) ألف عسكري روسي سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا" هذا ما كشفه تقييم استخباراتي أميركي، رفعت عنه السرية مؤخراً، يفصل حجم الخسائر البشرية الهائلة التي تكبدتها القوات الروسية منذ أواخر فبراير 2022، عند انطلاق غزوها للأراضي الأوكرانية. كل ماهو مكتوب اعلاه عن خسائر الجانبين المتقاتلين في الاراضي الاوكرانية معروف عند غالبية القراء، وانما قصدت من ذكرها لتكون مدخل للحديث عن حرب السودان التي دخلت شهرها الحادي عشر، بهدف طرح السؤال القديم المكرر الذي طرحناه عشرات المرات عن سبب عدم قيام المسؤولين في القوات المسلحة وقوات "الدعم السريع" الإعلان رسميا عن خسائر الجانبين المتقالين؟!!، ولماذا يرفض البرهان أن يصارح الشعب بالحقائق المخفية عن العيون ويكشف كيف هو الان حال جيش ال(100) ألف جندي بعد (306) يوم من المعارك؟!!، بعض المعلقين في المواقع الصحفية كتبوا من قبل متسائلين لماذا لا يقوم الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الإدلاء ببيانات يوضح فيها للشعب عن أخر المستجدات وسير المعارك في مناطق القتال بالعاصمة المثلثة وكردفان ودارفور والجزيرة وبالحصاحيصا؟!!، وكم هي حجم الخسائر البشرية؟!!، علما بأن من أولي مهام صميم عمل الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أن يكون حلقة الوصل بين الجيش والشعب ويقوم بمد المواطنين بالحقائق والمعلومات، وقد حرصت القوات المسلحة علي تخصيص ناطق عسكري يقوم بمهام إخطار الشعب.. فأين هو هذا الناطق الان؟!! وهل تم الغاء وظيفته والا ما سبب هذا الغموض والتستر علي أخبار القوات المسلحة التي أصبحنا لا نعرف عنها شيء في ظل التعتيم المتعمد علي أخبارها مما جعل الشائعات والاقاويل السلبية تتكاثر يوم بعد يوم حولها؟!! نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية بتاريخ يوم 12/ أكتوبر الماضي تقرير عن حرب السودان تحت عنوان:-(حرب الجنرالين دعائية بامتياز… وتكتم على الخسائر… خبير: طرفا القتال فقدا التواصل مع الميدان منذ الأيام الأولى للحرب.). ولأهمية ما جاء فيه ساقوم باقتباس التقرير: (…- أيام قليلة وتدخل الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» شهرها السابع، حيث يستمر خلالها القتال العنيف بين الطرفين، دون أن يحقق أحدهما «نصراً حاسماً» على الآخر. والمثير للدهشة وسط هذا القتال أن كلا الطرفين لم يهتم ب«الخسائر» البشرية أو المادية، كأنما الضباط وضباط الصف والجنود الذين قتلوا في الحرب مجرد بيادق في رقعة شطرنج، تتم التضحية بهم ل«يعيش الزعيم». في الأيام الأولى للحرب، قال «الدعم السريع» إنه «أسر» عدداً من كبار الضباط، بينهم «المفتش العام» للجيش ومدير معهد الاستخبارات، فيما قال الجيش إن أكثر من 30 ضابطاً وصف ضابط قتلوا دفاعاً عن «القائد العام» عبد الفتاح البرهان. وفي عملية خروج البرهان من الحصار داخل القيادة العامة، أعلن عن مقتل «اثنين» من رجال البحرية، أحدهما ضابط، والآخر صف ضابط. عدا هؤلاء، لا يعرف أحد كم خسر الجيش السوداني من الضباط أو الجنود، سوى ما تناقلته وسائل التواصل من تعازٍ بضباط «كبار» يقال إنهم «استشهدوا» في المعركة. «الدعم السريع» يتكتم هو الآخر على خسائره البشرية، ولم يعلن أبداً مقتل أي من قادته أو جنوده في المعركة، عدا تصريحات خجولة تخرج من قادته، تترحم على من تسميهم «شهداء»، وعدا ما تتناقله وسائط التواصل من تعازٍ أيضاً، أو ما يتم تناقله من «إشاعات» أو تلميحات إلى مقتل آلاف من أفراده، وعدد من قادته، بما فيها تلك «الإشاعة» التي تناقلها قادة سياسيون كبار عن مقتل قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي). انقطاع التواصل بين القيادات والميدان: البيانات الرسمية للطرفين لم تذكر أرقاماً قط، وعادة يكتفي مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش ببيانات عامة عن سير المعارك وخسائر الطرف الآخر. ففي آخر إيجاز، قال إن قواته كبّدت العدو «عدداً من القتلى»، وأسرت عدداً منهم في معركة مع قوات «الحركة الشعبية»، وإنها دحرت هجوماً شنه «الدعم السريع» على قواته في مدينة الأبيض، وكبّدتهم خسائر فادحة «جارٍ حصرها». لكن هذه العبارة ظلت لازمة في كل البيانات، من دون تقديم حصر فعلي. وفي تفسير تكتم الطرفين على إعلان خسائرهما، قال المقدم معاش الطيب المالكابي، ل«الشرق الأوسط»، إن الأمر يرجع إلى أن الطرفين فقدا مراكز القيادة والسيطرة منذ الأسبوع الأول للحرب، وبذلك لم تعد لديهما معلومات كافية عن تحركات القوات في المدن المختلفة، ما أدى إلى انقطاع التواصل بين القيادات والميدان، مع «اتساع» أرض المعارك بين الطرفين. وأوضح المالكابي أن الطرفين يخشيان إعلان خسائرهما البشرية حتى لا يؤثر ذلك على التحشيد والتحشيد المضاد. وقال: «الحرب أخذت طابع الحواضن المجتمعية، ودخلتها عناصر جديدة، إلى جانب الرسميين في القوات المسلحة والدعم السريع)». وتابع: «(الدعم السريع) استهدف حواضنه الاجتماعية، واستعان الجيش بالمستنفرين، وظهر إلى جانبه منذ بداية المعارك مقاتلون لهم علاقة ب(الدفاع الشعبي) والإسلاميين». واستطرد المقدم مالكابي: «عندما تقدم معلومات عن عدد القتلى، فإنك تقلل قدرتك على الحشد». وأضاف: «لا يمكن حصر الخسائر أثناء استمرار الحرب. فهناك من شاركوا في القتال ولم يعودوا، ويصعب تحديد مصيرهم، أو تصنيفهم بين قتيل أو جريح أو أسير أو هارب، وأصبحت الإعلانات الشخصية هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة القتلى الذين لديهم أقارب أو معارف في الجيش. لكن العدد المعلن من الخسائر لا يتعدى 5 بالمائة من الخسائر الفعلية لكلا الطرفين». حرب دعائية بامتياز: أما المحلل السياسي الجميل الفاضل، فيرى أن التكتم على أرقام الخسائر «أمر طبيعي»، لأن إعلانها يؤثر سلباً على معنويات جنود ومقاتلي الطرفين. ويضيف: «كان لافتاً منذ اندلاع الحرب أن رهان كلٍ من الطرفين يتركز على رسم صورة ذهنية تؤكد تفوقه على خصمه ميدانياً، وتقديم مبررات تقرب هذا الطرف أو ذاك من الجمهور إليه». ووصف الفاضل الحرب في السودان بأنها «حرب دعائية بامتياز، يحاول كل طرف فيها حصد نقاط لصالحه على حساب الطرف الآخر». ويتابع: «هناك معركة حول العقول تدور بالتزامن مع معارك الأرض، ما يجعل الخسائر البشرية والمادية تبدو كبيرة للغاية، رغم محاولات التقليل منها أو سترها وإخفائها». بيد أن الفاضل يرى أن «كتائب الإسلاميين الجهادية»، التي تعدّ الطرف الرئيس في الحرب، هي الطرف الوحيد الذي دأب على الكشف عن قتلاه، وإصدار نعي رسمي موثق بأسمائهم. وتابع أنه «لعلّة قديمة عند الإسلاميين، فهم لا يكترثون للعواقب المحتملة، طالما أن الفاتورة يدفعها معهم آخرون على قدم سواء». ويؤيد المحلل السياسي أشرف عبد العزيز، ما ذهب إليه الفاضل، من أن الطرفان يخشيان إعلان خسائرهما، خاصة البشرية منها، «لأن طبيعة السودانيين تميل إلى أن حسم الحرب يحدده عدد خسائر الطرفين من الأرواح». ويتابع: «لذلك يهتم نشطاء وسائط التواصل بإحصاء الخسائر في الأرواح، باعتبارها إشارات للنصر أو الهزيمة، ما يضطر الطرفين لإخفاء أعداد قتلاهما». جثث كثيرة لا يتم نعي أصحابها: ويرى عبد العزيز أن تكتم الطرفين على خسائرهم يعني أن كل طرف منهما «يصر» على حسم المعركة عسكرياً، وبالتالي يحرص على إخفاء أي معلومات قد تؤثر على معنويات جنوده. ويضيف: «في تقديري أن القتلى وسط قوات (الدعم السريع) أكبر بحكم طرقهم القتالية، أما الجيش فأكبر خسائره بين المستنفرين». وأرجع عبد العزيز مقتل أعداد كبيرة من كبار ضباط الجيش إلى أنهم أصبحوا جزءاً من المعركة، يشاركون في القتال المباشر، ولا يعتمدون على «الصندوق القتالي». ويقول: «مقتل الضباط خسارة كبيرة للمؤسسة العسكرية التي تصرف كثيراً على تأهيل ضباطها، بمن فيهم ضباط المخابرات، الذين بلغ ببعضهم الحال اتهام الجيش بأنه أوقعهم في أفخاخ». وأضاف: «هناك عدد كبير من ضباط المخابرات وشرطة الاحتياطي المركزي على علاقة وثيقة بالتنظيم الإسلامي، لأنهم يقاتلون بدافع غير دافع الجندية وحده، فهم يقاتلون باعتبارهم (مجاهدين)».)- إنتهي- والشكر موصول للصحف والمواقع السودانية والأجنبية التي تساهم بقدر كبير في نشر أخبار القوات المسلحة وتعريف الشعب السوداني بما يدور في بلاده، والقيام بتغطيات اعلامية وصحفية كبيرة رغم التعتيم وإخفاء الحقائق التي تمارسها الاجهزة الرسمية في بورتسودان. مرفقات: 1- خبير عسكري: القوات المسلحة السودانية تخفي الخسائر الحقيقية التي لحقت بها https://al-murasil.com/%D8%AE%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AA/ 2- خسائر صادمه للجيش السوداني وقوات الدعم السريع https://www.youtube.com/watch?v=LYtYqERs8eg 3- هل يستطيع أي جيش في العالم التخلص من كيان عسكري قوامه 100 ألف مقاتل؟!!.. خبير عسكري سوداني يجيب https://www.youtube.com/watch?v=vpXRo6h-G2U