من عجائب حرب السودان وغرائبها ان يدعو الأجانب الاغراب، الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن ودول اوربا، جيش رئيس مجلس السيادة وجيش نائبه لإيقاف الحرب بينهما في شهر رمضان المعظم رحمة بالشعب السوداني!!. هذه الدعوة تثبت ان الاغراب والأجانب اكثر حرصا على شعب السودان من جيش البرهان وجيش حميدتي، وأن هؤلاء الأجانب اكثر تعظيما لحرمة شهر رمضان الفضيل من جيش البرهان وجيش حميدتي، ولا أظن ثائرا يمكنه ان ينسى ما فعله مجلس البرهان وحميدتي العسكري بالثوار العزل في 8 و 10 رمضان وفي 29 رمضان ليلة فض الاعتصام. دعوة هؤلاء الاجانب توضح لكل عاقل، ان هذه الجيوش التي تتقاتل فوق جماجم الشعب السوداني، وتسرق وتنهب وتقصف الابرياء والبسطاء، هي جيوش غادرة مجرمة جبانة، لا تنتمي للشعب السوداني، ولا لتاريخ السودان، ولا لانسانه السمح الهين المتصف بالمروءة والنخوة والفضائل. هذه الحقيقة علمتها كل القوى السياسية ذان الوزن الوطني، لذلك رفضت مبكرا هذه الحرب العبثية التي اطلقتها عناصر النظام البائد طمعا في العودة لحكم السودان بالقوة. علمت القوى السياسية الوطنية جميعها – ما عدا فلول الكيزان والانتهازيين- ان هذه حرب المجرمين، لن يدفع ثمنها الا المواطن البسيط، لذلك وقفت ضدها من اول طلقة، وكلما مر الوقت صدقت رؤيتها ونبؤتها وتبين للجميع انها حرب القتلة والحرامية. رغم الدلائل والقرائن على عبثية الحرب الحالية واجرام طرفيها، الا ان البعض مازال سادر في غيه يدعم هذا الطرف او ذاك ويرفض ايقاف الحرب، وما هم إلا مغفلين نافعين يستغلهم الجنرالات المجرمين ومن خلفهم النظام البائد في عملية استعادة تموضع الكيزان في الملعب السياسي الانتقالي، وخيانة دماء شهداء ثورة ديسمبر، وفتح الباب على مصرعيه لعودة السودان وشعبه لبيت الطاعة العسكري – الكيزاني- الدكتاتوري. هؤلاء المغفلين يظنون ان القوى السياسية أخطأت حين قالت لا للحرب، ولكنهم لا يعلمون ان هذه القوى السياسية اكثر منهم تجربة وعطاءا ونضالا، وهذ ما يؤهلها للتمييز بسهولة بين حرب الأجندة الوطنية وحرب الكيزان العبثية. ولو نسى هؤلاء المغفلين نذكرهم، بأن هذه القوى علمت من لحظة انقلاب الكيزان في يونيو 1989 ان استمرار هذا الانقلاب يعني دمار السودان، لذلك وقفت ضده من لحظة الانقلاب، وظلت تنازله في ساحة نضال مدني طويل ومر، دفعت فيه تضحيات جسيمة، ولم ينضم لها الشارع بكثافة الا بعد ثلاثين سنة من عمر النظام في ثورة ديسمبر 2018، فهل يحتاج الشارع والمغفلين النافعين لثلاثين سنة جديدة لكي يتبينوا صدق موقف القوى السياسية من هذه الحرب العبثية ويقولون لا للحرب؟!