ما مر يوم منذ أن حصل السودان علي استقلاله قبل (68) عام مضت، الا وكان هناك حدث مؤلم وموجع قد وقع فيه، ولست هنا بصدد الكتابة عن هذه الأحداث لا من قريب أوبعيد، في أغلبها غدت معروفة بتفاصيلها الدقيقة عند القاصي والداني، وكثير منها مطبوعة في ذاكرة السودانيين، هذا الي جانب ن نسبة كبيرة من هذه الاحداث أصبحت موثقة بالكلمات والصورة والصوت في أجهزة الاتصالات الحديثة، وسنتطرق لواحدة من هذه الأحداث المضحكة المبكية في أن واحد، وهو ذلك الخبر الذي نشر في كل الصحف السودانية بلا استثناء في يوم 1/ أبريل 2012- أي في زمن حكم البشير- تحت عنوان:- (بدرية سليمان اول سودانية تشارك في انقلاب عسكري بالسودان)!! جاء الأخبار في هذا اليوم وأفادت، أن: (بدرية سليمان مستشارة السوداني السابقة للشؤون القانونية والقيادية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم كشفت في ندوة اقيمت حول قانون الأمن الوطني عن مشاركتها جماعة البشير في عملية التخطيط والتنفيذ لانقلاب 30 يونيو الذي جاء بحكومة الإنقاذ التي حكمت البلاد منذ 30 يونيو.). المصدر- صحيفة "السودانية"- 01-04-2012 – وما إن نشر الخبر الغريب الذي سكتت عنه بدرية طويلا ولم تصرح به الا بعد مرور (23)عام علي الانقلاب، حتي تباينت وجهات نظر الكثير من المواطنين، فهناك من قالوا إنها "كذبة أبريل" علي اعتبار أن الخبر نشر في اليوم الأول من أبريل!! فئة أخري سخرت من القوات المسلحة التي لم يعد فيها رجال يقومون بالانقلابات، فتوكلت بدرية ولفحفت ثوبها ودخلت القيادة العامة وقامت بالانقلاب!! فئة ثالثة تساءلت هل بدرية هي التي أعطت التوجيهات العميد (وقتها) عمر البشير القيام بالانقلاب، وإنها هي (بدرية) التي صاغت كلمات البيان العسكري رقم واحد؟!! ضحكت الجماهير كثيرا وهي تتخيل بدرية في زي عسكري برتبة عالية!! وهناك أخرين تساءلوا عن سبب سكوت بدرية عن اشتراكها في انقلاب 30/ يونيو 1989 ولم تصرح بمشاركتها في الانقلاب في وقتها؟!!، وماذا كان دورها العسكري في الانقلاب؟!! جمهور عريض من المواطنين، أكدوا عن قناعة تامة أن بدرية سليمان شعرت بخوف من تغييرات كبيرة قد يقوم بها البشير يطيح بموجبها كثيرين من أعضاء حزب المؤتمر الوطني واستبدلهم بآخرين من ضباط القوات المسلحة تحسبا أن تهب رياح (الربيع العربي) التي أطاحت برؤساء دول عربية من بينهم رؤساء جنرالات: حسني مبارك المصري، معمر القذافي الليبي ،وعلي صالح اليمني، بجانب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي!!، لهذا صرحت بدرية باشتراكها في انقلاب يونيو لتذكر البشير إن فكر في تشكيل حكومة عسكرية إنها… جنرال!! وما كدنا نلملم انفاسنا بعد سنوات من هول صدمة خبر بدرية، وكيف أن النساء في السودان أصبحن ذات قوة واستعداد القيام بانقلابات اذا لزم الامر، حتي جاء خبر نشر في موقع "ارم نيوز"، تحت عنوان:- (السودان..مسؤولة في نظام البشير تكشف تفاصيل عن تحكم "الإسلاميين " بالجيش.).، وجاء في سياقه: (…- كشفت القيادية في حزب المؤتمر الوطني المنحل، سناء حمد، أن الحركة الإسلامية "أخضعت قادة الجيش السوداني للتحقيق" حول أسباب سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير. وأكدت حمد، خلال مقابلة نُشرت على اليوتيوب، أن "القادة العسكريين الذين جرى التحقيق معهم هم أعضاء اللجنة الأمنية التي أعلنت الانحياز لمطالب الثورة الشعبية، وقامت بعزل الرئيس البشير عن سدة الحكم". وقالت إن "التحقيق مع قادة الجيش باللجنة الأمنية جاء بتكليف من الأمين العام للحركة الإسلامية الراحل الزبير أحمد الحسن، الذي تواصل معها من داخل السجن وكلفها بالتحقيق مع القادة العسكريين". وأضافت حمد أن "القادة العسكريين المحقق معهم وقعوا على إفادتهم بعد الانتهاء من التحقيق، قبل تسليمها لاحقًا إلى الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن". وذكرت أنها حققت مع أعضاء اللجنة الأمنية، على رأسهم الفريق عوض بن عوف، نائب البشير ورئيس المجلس العسكري الذي عزله، والفريق صلاح عبدالله قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات، ونائبه جلال الدين الشيخ، بينما تحفظت عن ذكر بقية الأسماء. ووجدت تصريحات سناء حمد ردود فعل واسعة من قطاعات مختلفة، حيث اعتبرها البعض دليلًا على سيطرة الحركة الإسلامية على قرار الجيش السوداني. وقال الأمين السياسي في حزب المؤتمر السوداني شريف محمد عثمان إن "تصريحات القيادية في نظام الرئيس السابق عمر البشير تفضح العلاقة بين قادة الجيش السوداني والحركة الإسلامية".). -إنتهي- لا يهمني من الخبر أعلاه إلا معرفة كيف جرت التحقيقات وباي شكل؟!!، هل مثلا جرت سناء الفريق أول/ عوض بن عوف، من أذنيه واجلسته تحت قديمها وراحت تؤنبه وتلومه القيام بانقلاب علي البرهان صاحب النعمة عليه واعطاه الكثير، فقابل المعروف الجميل بانقلاب علي رئيسه. هل تخللت جلسات التحقيق مع الجنرالات (عوض بن عوف، وصلاح عبدالله قوش، وجلال الدين الشيخ، وقادة الجيش باللجنة الأمنية) هجوم ضاري قوي مصحوب اللعنات والسباب لانهم فرطوا في حماية النظام السابق وأهملوا دورهم في التصدي بقوة وحزم للمعتصمين أمام بوابة القيادة العامة؟!! أين تمت التحقيقات؟!! هل تمت في البلد الذي تقيم فيه سناء حمد؟!! أم في مصر الوطن الثاني لعوف وقوش وجلال؟!! هل جرت التحقيقات في العاصمة الجديدة بورتسودان؟!! هل تمت التحقيقات سرا في فيلا البرهان بتركيا؟!! هل تمت التحقيقات في في منزل "الدباب" علي كرتي؟!! لماذا – تحديدا الان وليس من قبل – توقيت هذا التصريح؟!! واسأل: لماذا أسندت "الحركة الاسلامية" سناء حمد – دون باقي أعضاء الحركة مهمة اجراء التحقيقات مع الجنرالات الإسلاميين القدامي؟!! جاء في خبر موقع (أرم): تحفظت سناء عن ذكر بقية الأسماء الذين شملهم التحقيقات، واسأل: هل من سكتت عن ذكرهم سناء، هم: الفريق أول/ البرهان، الفريق أول/ كباشي، والفريق أول/ عطا، والفريق/ إبراهيم جابر؟!! السؤال المطروح بشدة في الساحة السودانية، ما الحكمة والهدف من كشف القيادية في حزب المؤتمر الوطني المنحل، سناء حمد، أن الحركة الإسلامية " أخضعت قادة الجيش السوداني للتحقيق" حول أسباب سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير؟!! هناك سؤال أخر مهم يحوم في أذهان الكثيرين، هل سناء حمد هي الناطقة الرسمية باسم "الحركة الاسلامية"…الا لماذا كشفت عن التحقيقات التي قامت بها؟!! واخيرا، ما تأثير نشر هذا الخبر علي الجنرالات الذين اجريت معهم التحقيقات، وأن التي قامت بالتحقيقات "واحدة ست" لا علاقة لها بالقوات المسلحة، ولا بأي فرع من فروع المؤسسة العسكرية؟!! ملحوظة: الجنرال/ "هدليستون Huddleston"، أول قائد "قوة دفاع السودان" يتقلب في قبره حرقة وألم من خيابة جنرالات السودان!!