1- عودة الي خبر قديم له علاقة بالمقال: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ} *********************** أعلن وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان في يوم الخميس 08 محرم 1434ه - 22 نوفمبر 2012م، أن السلطات الأمنية ألقت القبض على الرئيس السابق لجهاز الأمن والمخابرات، صلاح قوش، و12 آخرين، بينهم مسؤولون بالجيش وقوات الأمن. وأضاف للصحفيين أن المسؤولين يواجهون تهما بالتحريض على الفوضى واستهداف بعض القادة ونشر الشائعات عن صحة الرئيس عمر حسن البشير. وفي وقت سابق، أكدت مصادر ل"العربية" اعتقال قوش، بالإضافة إلى عدد من قيادات الجيش، وذلك على خلفية الأنباء التي تحدثت عن إحباط السلطات السودانية محاولة انقلاب فجر اليوم، من تدبير مجموعة من القيادات العسكرية البارزة. وكانت المخابرات السودانية أعلنت إحباطها "مؤامرة" ضد أمن البلاد، وذلك بحسب ما نقل المركز السوداني للخدمات الصحفية التابع للحكومة. ويوجد من بين القيادات العسكرية المتورطة في محاولة الانقلاب العميد محمد إبراهيم عبد الجليل، الشهير بود إبراهيم، والذي شارك بفاعلية في حرب الجنوب، إضافة إلى العقيد فتح الرحيم، وعددٍ كبير من القيادات العسكرية الأخرى، وذلك بحسب مصادر عسكرية. وأفاد البيان أنه تم "إحباط مخطط تخريبي فجر اليوم يهدف إلى إحداث إضرابات أمنية بالبلاد تقوده شخصيات من القوى المعارضة". وقال البيان "إن الجهاز ظل يتابع حلقات المخطط التخريبي الساعي إلى زعزعة الاستقرار والأمن بالبلاد"، وكشف المصدر أن الجهات المختصة بدأت مباشرة الإجراءات الأمنية والتحقيقات مع شخصيات مدنية وعسكرية ذات صلة بالمخطط بعد إلقاء القبض عليهم. 2- ***- أوضح مصدر سوداني لصحيفة (الشرق) السعودية ، أن مدبري المحاولة الانقلابية التي تم الإعلان عن إحباطها مؤخراً خططوا إلى تشكيل حكومة قومية ومجلس عسكري برئاسة العميد ود إبراهيم، على أن تسند رئاسة الجمهورية لاحقاً للفريق أول صلاح عبدالله قوش مدير المخابرات السابق، وكان قوش يعتزم فور توليه السلطة قيادة حملة انتقامية ضد الذين أفسدوا محاولته الانقلابية السابقة، فيما شكلت المجموعة التي أفشلت انقلاب قوش الأول واحدة من المجموعات الخمس المتنافسة حول خلافة البشير. وأشار مصدر إلى تنسيق استخباري عالمي مع المجموعة الانقلابية بقيادة قوش، وسعي هذه المجموعة لاختيار شخصيات تتمتع بخلفية إسلامية مثل العميد ود إبراهيم لإيهام إسلاميي السودان باستمرار سيطرتهم على البلاد وضمان دعمهم للمحاولة الانقلابية، خاصة أن مايسمّى ب» مجموعة السائحون» من إسلاميي السودان كانوا يدعمون المحاولة الانقلابية حسب المصدر. ***- وكشف المصدر عن أن الفريق قوش كان يبيت النية للانقلاب على حكومة العميد ود إبراهيم بمجرد تنصيب الأخير رئيسا للسودان بعد إزاحة البشير ليصعد قوش إلى سدة الرئاسة السودانية مستعيناً بعلاقاته القوية جداً مع المخابرات الأمريكية CIA. وأبان المصدر أن مدير المخابرات السابق كان يعتزم بعد نجاح انقلابه إطلاق عمليات تخريبية كبيرة وتصفيات غير محدودة في وسط إسلاميي السودان ورموز الحكم في البلاد، ويعرف الفريق قوش بالدموية والميل للتصفيات الجسدية من غير استخدام الرصاص وحبه لقتل معارضيه بكسر رقابهم. 3- ***- ألقت السلطات الامنية حينها القبض على المتهمين وعدد خمسة عشر فرداً، ثلاثة عشر فرد منهم من الضباط وضابطي صف بالاشتراك مع بعض المدنيين و أفرادٍ يتبعون لجهاز الأمن. تمت محاكمتهم في شندي وصدرت ضدهم الاحكام التالية: (5) سنوات والطرد من الخدمة العسكرية على كل من العميد ود إبراهيم والرائد حسن عبد الرحيم، و(4) اعوام لكل من للعقيد فتح الرحيم والعقيد ومحمد زاكي الدين، و(3) سنوات لكل من اللواء عادل الطيب، العقيد الشيخ عثمان، المقدم محمود والمقدم مصطفي محمد زين وعامان للمساعد عمر عبد الفتاح ، وبرأت حسن مصطفى والرقيب أبو عبيدة الذي ارتضى أن يكون شاهد ملك. ***- تم فيما بعد الافراج عنهم جميعآ فيما بعد. 4- ***- صلاح قوش افرجت عنه السلطات الامنية في يوم 4 يونيو 2013 بموجب عفو رئاسي، كان يمكن أن يحكم عليه لو أدين فيها بالإعدام. 5- ***- خرج صلاح قوش من سجن (خمسة نجوم)، لقي فيها الكثير من اسباب الراحات والعلاج في مستشفي (الزيتونة) اثر اوجاع صادفت قلبه، خرج بعد اغبي محاولة انقلاب عرفتها البلاد، خرج سليم معافي من كل ضرر واذية ، ملايين المواطنين توقعوا وقتها ان تكون نهايته مشابه لنهاية هاشم العطا ويعدم رميآ بالرصاص..او مثل الضابط كبيدة شنقآ في سجن (كوبر) ..او في اسوأ الحالات السجن المؤبد...قمة المهزلة كانت عندما بكي صلاح قوش بعد الافراج عنه، وشكر عمر البشير، وطلب العفو من الشعب!! 6- ***- فجأة مابين غمضة عين وانتباهتها في بادرة اذهلت الملايين، ظهر السجين السابق صلاح قوش كرجل اعمال قوي وبارز له (شنة ورنة) في الاوساط الاقتصادية. 7- ***- هناك قاعدة معروفة عند أهل السلطة في الانقاذ وشيوخ (الجبهة الاسلامية)، ان لا يسأل احد منهم الاخر:(من اين لك هذا؟!!)، فبعد ان قام البشير باصدار القرار الجمهوري الذي اعفي بموجبه الفريق صلاح قوش وبقية الانقلابيين ال12 من الاحكام التي صدرت ضدهم ، برز فجأة قوش في الساحة الاقتصادية كواحد من اقوي رجال (البزنس) متابطآ حقيبة (السمسونايت) بدل عن المسدس الذي كان سابقآ يتوسط خصره!!، له نشاطات اقتصادية واسعة متنوعة تفوق في مجملها قدرات بعض من كبار رجال الاقتصاد (والبزنس) في السودان، نافس صلاح في الثراء والغني والجاه اخوان البشير واقاربه، وعبدالحليم المتعافي، وجمعة الجمعة (المافيوزي) السعودي في السودان، واسامة عبدالله مدير السدود السابق!!، ظهر قوش كرجل اعمال له قوة ومكانة في السوق السوداني والاماراتي، حيث اشارت الصحف المحلية في مرات عديدة الي اخباره التجارية واساطيله حاملات النفط في البحار!!، نشرت بعض الصحف العربية، الي ان الفريق صلاح قوش مدير جهاز المخابرات السوداني السابق يقوم دائمآ بزيارات الي دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار نشاطه التجاري الواسع الذي يديره مع بعض الشركاء من خلال شركة "نبته" التي دشنت نشاطها في مجالات الاستيراد والتصدير بالخرطوم وتمددت عبر القاهرة ودبي وأديس أبابا. 8- ***- من ضمن الاخبار عن نشاط صلاح قوش التجاري، جاء خبر افاد ان بنك السودان قد فك حظر (3) شركات تجارية يساهم فيها مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق «صلاح قوش». حيث سمح بنك السودان لشركة (نبتة للأعمال المتقدمة المحدودة) و(شركة المغرة للحلول المتكاملة المحدودة)، و(شركة الفريق الطبية التجارية)، بمزاولة نشاطها الاستثمارى والتجارى الذى كان قد توقف لأكثر من (6) أشهر من حظر أرصدتها، على خلفية اتهام «صلاح قوش» بالضلوع فى المحاولة الإنقلابية الأخيرة على السلطة نوفمبر2012. 9- ***- كلنا في السودان نعرف، انه من عرف الاسلاميين عدم البحث والتقصي عن ثراء الاخرين!!، وتبعآ لذلك، كان ممنوع بشدة سؤال صلاح قوش كيف اغتنيت؟!! و(من اين لك هذا؟!!)، ممنوع ان تتدخل اي جهة رسمية في مساءلة قوش، خصوصآ من جهاز الامن الاقتصادي، او نيابة محاربة الثرام الحرام!! 10- ***- ان الشي المحير في الامر، ان صلاح قوش لم نسمع عنه من قبل، انه كان صاحب مشاريع اقتصادية و(بزنس)، او يملك شركات تجارية، عرفنا انه كان متفرغ بصفة دائمة فقط لجهاز الامن ولا لشي اخر؟!! 11- ***- صلاح قوش هو الجنرال الوحيد في تاريخ العسكرية السودانية منذ عام 1956 وحتي اليوم (60 عامآ)، ورغم انه فشل في محاولة انقلاب واعتقل، لم يحاكم!!، لم يطاله قصاص!! وما زال علي نفس الرتبة فريق اول ولم يجرد منها!!، وفوق كل هذا فاز في الانتخابات!!، واصبح نائب هام في المؤتمر الوطني!! ، وملياردير يتمتع ب(حصانة) مدنكلة!! 12- ***- اما عن بقية الضباط ال12 الباقين الذين شاركوا قوش في التخطيط للانقلاب، لا احد يعرف عنهم شي، وان كانوا هم ايضآ قد دخلوا عالم التجارة والاقتصاد واثروا مثل قوش، ام اصبح حالهم كحال زملاء السلاح القدامي الذين شاركوا في انقلابات فاشلة من قبل وطردوا من الخدمة العسكرية ويعتمدون في حياتهم علي حفنة اموال المعاشات؟!! 13- ***- تمر غدآ الثلاثاء 22 نوفمبر 2016، الذكري الرابعة علي محاولة انقلاب (خلية صلاح قوش) التي فشلت في الاطاحة بالنظام الحاكم، ورغم ذلك رفعت صلاح قوش من رتبة فريق اول الي ملياردير!! بكري الصائغ [email protected]