تناولت في مقالي السابق عن الحصاد وألة النورج وذكرت حادثة لأحد الصبية بجزيرتنا الحبيبة موسنارتي / وحدة أرقو وتلك الاحداث التي زالت عالقة في ذهني وأنا ابن أربع سنوات وقد ذكرت التفاصيل في المقال السابق وكانت هنالك مداخلة من الدكتور الاستشاري كمال محمد أحمد وذكر أنه تعرض لحادث نورج في صغره وأن حوادث النورج كثيرة جدا واعتقد أن ماحدث لذاك الصبي هي الأخطر ومن قبيل الصدف أن يتواصل معي الصبي وهو ابن العمة الأخ ابراهيم عوض وذكر لي تفاصيل الحادث والشخصيات التي كانت حضورا وقتها والدي رحمه الله وعمنا انور سيداحمد رحمه الله والراحل سيف عنتاقي رحمه الله وهو كذلك كان صبيا وقتها والغريب في الحادثة ومارواه لي شخصيا الأخ ابراهيم أن الحادثة في العام 1978م وقتها كان في الصف الثالث ابتدائي وذكر ان يوم الجمعة احدث بعد الفوضي والخراب في منزله فلم ترضي والدته اطال الله في عمرها وارادت ضربه فهرب منها فكان يسمع صراخها ودعواها فقالت (ان شاء الله ماترجع سالم للبيت) وكانت حادثة النورج في نفس الساعة وافقت دعوة الأم ووافقت ساعة استجابة سبحان الله ، فنرجو من الأمهات الإنتباه لذلك وعدم الدعوة علي أبنائهن في ساعة غضب وأن تعود لسانها علي دعو (الله يهديك) وكثيرة هي القصص التي بينت دعوة الوالدين وسرعة استجابتها ،، الشيخ / السديس ذكر أنه عندما كان ولداً صغيراً ، كان يلعب بالتراب بيما والدته تستعد لتحضير وليمة أقامها أبوه ، وقبل حضور المعازيم وبيديه الصغيرتين يأخذ من التراب ويرمي فوق الوليمة ، فغضبت منه أمه ودعت عليه قائلة:«إذهب جعلك الله إماماً للحرمين وبالفعل كبر الصبي وصار إماما للحرمين إنها دعوة الأم وما ادراك مادعوة الأمهات وروى المقري التلسماني في كتابه أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض ، قال : كان الزمخشري مقطوع الرِّجل ، فسُئِل عن ذلك .. فقال : بدعاء أمي! ذلك أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفوراً وربطته بخيط في رجله ، فجذبته ، فانقطعتْ رجله! فتألمتْ أمي لذلك وقالتْ : قطع الله رجلكَ كما قطعتَ رجله! فلما كبرتُ ، وكنتُ في سفرٍ إلى بُخارى لطلب العلم سقطتُ عن الدابة ، فانكسرتْ رجلي ، ووجب قطعها! لا شكَّ عندي أنَّ أم الزمخشري ، كحال أمهاتنا اليوم ، عندما دعتْ عليه إنما كانت تدعو بلسانها لا بقلبها ، وأنها لو عاشتْ حتى رأتْ رجل ابنها تُقطع وخُيِّرتْ بين قطع رجلها هي أو قطع رجل ابنها لاختارتْ أن تُقطع رجلها ويسلم ابنها! ولكن الدعاء سهم صائب ، وقد يوافق ساعة استجابة ، ولاتَ ساعة مندم! لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما في صحيح مسلم: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا تُوافقوا من الله ساعة استجابة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم» اللهم وفق أبناءنا الي مافيه الخير وجنبهم اصدقاء السوء واحفظهم من مصائد الشيطان واجعل لهم من أمرهم رشدا ، ووفقهم لطاعتك وارزقنا برهم،، واحفظ أمهاتنا وارزقنا برهن ، وارحم واغفر لمن رحل من والدينا،، برحمتك يا أرحم الراحمين.